
كمال عامر
الفيفا وبراءة على الدين هلال
استقال أسد الفيفا.. فى مشهد أكثر من رائع ويضاهى أفضل مواقف السينما العالمية..
بلاتر نجح بامتياز فى هزيمة كل الظروف بعد اجتيازه أصعب انتخابات فى تاريخ الحركة الرياضية محققًا مجدًا شخصيًا غير متوقع.
وبانتخابه لدورة جديدة.. نجاح بلاتر دار حوله تحليلات ونقاش وكتابات بينما كنا نحلل لماذا نجح بلاتر ولماذا لم تصل إليه «يد» أمريكا فى تحقيقات ضد الفساد، فجر بلاتر قنبلة فى وجه الجميع.. بإعلانه الاستقالة من منصبه.
زادت الأقاويل والتحليلات ما بين بلاتر حمى نفسه من السجن وأبرم صفقة مع خصومه ليمنحهم المنصب مقابل حريته.. هناك من ادعى أن الأمير على بن الحسين وأصبح المرشح الأبرز وتوهم أن رئيس الفيفا عربيًا!!
كل مجموعة وضعت سيناريو لأفكارها ودفعت بمن ترشحه للجلوس مكان أسد الفيفا بلاتر.
طبعًا وبعدين؟
الفساد فى الفيفا.. رشاوى أو عمولات بلاتر شريك فيها.. الرجل استخدم الدهاء والمكر ليجند مجموعة كبيرة داخل الفيفا تؤتمر بتوجهاته يعنى الراجل على بابا وليس غيره.
تعيين بلاتر على بابا الفيفا جاء منذ سنوات.. ولا يمكن أن نصدق بأن الـF.B.I الأمريكى لم يكن على دراية بعملية العشرة ملايين دولار التى منحتها جنوب أفريقيا لثلاث من أعضاء المكتب التنفيذى منذ سبع سنوات. وأيضًا من غير المعقول ألا تلتفت مجموعات التحقيقات الأمريكية لسلوك غير نزيه بشأن تسويق الحقوق والبث وغيرها من عمليات تجارية يشوبها انحراف وعمولات وسمسرة على مدار سنوات..
ملف فساد كبار الفيفا بمن فيهم بلاتر كان موجود وجاهزًا ومعدًا منذ سنوات.. لكن المشكلة كانت فى التوقيت.
وأعتقد أن عملية طرد إسرائيل من الفيفا كانت نقطة نهاية العلاقة بين بلاتر والجميع.. الرجل صمد أمام اتهامات طالت روسيا وقطر بشأن استضافة مونديال 2018 ، 2022. وصمد أمام هجمات الشركات الكبرى التى ترعى الفيفا وأنشطته..
إذا نحن أمام عوامل جديدة وقوية وراء الاشتباك الذى حدث بين F.B.I وبلاتر.. أعتقد كما نشرت قبل ذلك أن ملف طرد إسرائيل من الفيفا هو السبب الرئيسى لوقف شهر العسل بين الأطراف.
أولًا فلسطين انتصرت فى كونجرس الفيفا الأخير عندما نجح الرجوب فى حشد الأصوات لطرد إسرائيل وبعد تدخل شخصى من بلاتر ولوبى أوروبا قرر الفيفا بناء على طلب الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطينى تشكيل لجنة لمراقبة الاتحاد الإسرائيلى لكرة القدم فى تصرفاته مع الاتحاد الفلسطينى وهذه اللجنة لها حق التوصية بعقوبات ضد الاتحاد الإسرائيلى لكرة القدم.
الانتصار الفلسطينى فى كونجرس الفيفا كان هو أهم أسباب القضاء على بلاتر والتعجيل بعمليه اصطياده.
■ الأمير على بن الحسين وأحمد الفهد مرشحان لخوض انتخابات الفيفا وهو ما يصعب توحيد الرؤية العربية والآسيوية فى الانتخابات.
■ ستظل الرشاوى فى كرة القدم موجودة لن ينتهى الفساد بكل أشكاله والذى أصبح سمة للعبة وأنشطتها.. ولكن من الممكن أن نقلل منه. والتخلص من بلاتر عملية شكلية.. لكنه لن يوقف الفساد، ولن يقضى على المفسدين.
■ لا داعى لعمل معركة إعلامية عندنا حول صفر مونديال 2010 تحديدًا وسلوك هانى أبو ريدة بالتصفيق للرجوب الفلسطينى.. العملية واضحة.. مصر رفضت دفع رشاوى لأن د. على الدين هلال وزير الرياضة رجل يخاف من وعلى المال العام بدرجة مزعجة والرجل أعلن بوضوح لكل المحيطين بالملف وهم هشام عزمى لواء حرب الدهشوري، سحر الهوارى، وغيرهم أنه لن يدفع مليمًا واحدًا كرشاوى!!
لدى كشف بأسماء الوسطاء والسماسرة الذين طلبوا من وزير الرياضة ملايين من الجنيهات د. على الدين هلال خاف على نفسه من أن يقترن اسمه بالغشاشين أو المنحرفين وأيضًا لا يملك الجرأة باتخاد قرارات فى هذا الشأن.
وزير الشباب الأسبق د. على الدين هلال محظوظ. لو كان قد دفع لربما تم سجنه الآن.
وهو المعروف عنه بأنه من أكثر الشخصيات غيرة وخوف على المال العام بشكل مؤكد.
شكرًا مستر بلاتر.. لأنك بدون قصد منحت الرياضة المصرية وسام شرف لأنها لم تنساق وراء سماسرة المونديال ولم يتورط واحد منا فى عملية رشوة من أجل المونديال.