الثلاثاء 29 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التأهيل.. قبل التمكين

التأهيل.. قبل التمكين






■ حقيقة لا تعرفها جهات ووزارات.. حتى الشباب والشريحة المؤهلة منهم للصعود لتولى مفاصل الدولة، وهى أمور عادية، هؤلاء الموجودون على الساحة إعلامية أو سياسية لا يهتمون بالحصول على تجارب الآخرين.. غير مهتمين أيضًا بتثقيف أنفسهم وتطوير  ما يملكونه على الأقل لتظهرهم تلك الفروقات بأنهم أحق من غيرهم ممن فى عمرهم بالمنصب.
فى أكثر من نقاش حضرته.. دققت فى المتحدث والموضوع.. والفكرة وآليات العرض.
أصبت بصدمة من تحويل النقاش إلى معارك.. كل شاب يحاول استعراض عضلاته بما يملكه من قاموس لكلمات بغرض التقليل من الشاب المنافس له!!
تابعت قيادات شباب الأحزاب والكلمات تكاد تخرج من بطونهم لا عقلهم بعد الفلترة!!
الشباب وخلال عشرات السنين لم يجد أى «يد» حانية تعامله كمستقبل للبلد. لذا لم نجد إطارًا يمكن من خلاله أن تتوافر للشباب ما يحتاجه ليصل للمنصب الرفيع.. نعم كبار السياسيين لم يروقهم الدفع بالشباب ليتولى الأمور بدلًا منهم.. لذا كان هناك إهمال متعمد فى كل الجهات.. أحزاب وحكومة.. لقتل الطموح لدى تلك الفئة بمنع التدريب الحقيقى واكتفت تلك المنظومة باستخدام الشباب كديكور لصورة حلوة.. أو لمؤتمر أحلي!!
محاولات الدفع بالشباب للقيادة فى ظل حكم الرئيس مبارك كانت متواضعة برغم أن هناك ظواهر مثل خفض أعمار الوزراء د. محمود محيى الدين وزير الاستثمار وغيره.. وظهور شريحة من الشباب فى عدد من الأحزاب.. الرئيس مرسى قتل الحلم لدى الشباب.. بعد أن استعان الإخوان المسلمون خلال حكمهم للبلاد بعواجيز أو شيوخ الجماعة.. وقد حدث تصادم عاطفى وفكرى بين ما كان مرفوعًا فى يناير 2011 من شعارات بعودة الثقة للشباب.. وبين ما يحدث على أرض الواقع، بعد القضاء على حكم الإخوان وانتفاضة الشعب ضدهم فى 30 يونيو 2013 ويحاول النظام السياسى تهيئة الظروف بكل قوة ليصعد الشباب للمناصب والبرلمان وغيرهما. بل وتحاول التدخل لدى الأحزاب لتمرير هذا التوجه. وتم تعيين عدد من المعاونين فى الوزارات من الشباب لكن إلى الآن الحقيقة المؤكدة أن الشباب يحتاجون للتأهيل حتى يتمكنوا من تحقيق هدفهم!!
الآن النظام السياسى والأحزاب والإعلام مثلث المسئولية.. أى المشكلة والحل بشأن تمكين الشباب من حلمهم وحلم البلد بالمناصب!!
على النظام السياسى أن يوفر لعدد مختار من الشباب التجارب والدراسات كخبرة مهمة للنجاح.. وعلى الأحزاب أيضًا نسخ تجارب الأحزاب فى الدول الكبرى لنفس الغرض.. وللإعلام منح المميزين فرصة!!
يظهر أن الإدارة المركزية للبرلمان والتعليم المدنى بوزارة الشباب التقت الخيط.. وتفهمت الدور ونظمت دورات إعداد القيادات الشبابية تحت شعار «التأهيل قبل التمكين» بمركز التعليم المدنى بشكوك الفيوم بمشاركة 120 شابًا وفتاة من محافظات القاهرة، الجيزة، القليوبية والغربية.. من خلال الإطلاع على الأوراق وورش العمل تضمنت تطبيقات حول إدارة الأزمات، اختبارات علمية للتعرف بالمشاكل، الأزمات وكيفية الحل ومحاور حول القيادة، الإعلام، النخبة البشرية، الأمن القومي!!
وكيل الوزارة نعمات ساتى رئيس الإدارة المركزية للبرلمان والتعليم المدنى تحاول من خلال تلك الدورة.. لفت الأنظار إلى ضرورة إيمان الشباب المتطلع للقيادة بأن يعيد قراءة ما لديه من إمكانات ومعلومات وثقافة ورؤية.. وما يحتاجه..
لأن هناك تنافسًا شرسًا بين الكبار والشباب.. الفئة الأول تقول.. الشباب أجوف.. والشباب يرفع شعار «أنهم لا يرغبون لنا بالمشاركة»!!
الحسم هنا فى «يد» الشاب نفسه وفى عملية التأهيل قبل أن يطالب بالتمكين..ولو حدث ذلك.. سيجتاز الاختبارات ويلهب مشاعر من يثق فيهم!! ويراهن عليهم.
■ حتى الآن لم تنجح عملية الدفع بالشباب بقرار رسمى ولجنة اختبار كمساعدين لكل وزير.. لأن تلك الفكرة قديمة وتم تطبيقها فى عام 1995.. وقد فشلت.. الوزراء هم الذين قتلوا معاونيهم.. الدليل.. لم نسمع أن تولى معاون وزير منصب وزير فى عهد الرئيس مبارك.. بل قد سمعنا بتعيين مدير مكتب الوزيرفى منصب الوزارة.. لأن مؤهلاته حفظ أسرار الوزارة والوزير!!
التأهيل قبل التمكين.. على الشباب أن يرضخ له.. وأعتقد أن خالد عبد العزيز وزير الشباب. يمكنه أن يلعب دورًا أشمل وأوضح وأكثر عمقًا بشأن عودة الحقوق للشباب.