
كمال عامر
السيسى يحاكم وزراءه قبل الشعب
انشغلنا فى كيفية معالجة عنوان حول أداء الوزراء فى ظل عام من حكم الرئيس السيسى.
البعض اقترح حصر أعمال الوزراء والوزارات.. وما تم إنجازه على الأرض والعقبات الموجودة وهل هناك تأخير.
هناك من تربص بالوزراء وجمع تصريحاتهم وناقش الوضع على الأرض للبحث عن ثغرة أو فروقات ما بين التصريح والتنفيذ وهيأ نفسه للنيل منهم وتسديد الضربات للنظام من خلالهم.
وأنا شخصياً انشغلت بتجميع حوارات الرئيس بشأن الاقتصاد.. والأعمال والمستقبل.. وخطط الوزراء وما تم تنفيذه وتعمقت فى المشاكل التى تعطل العمل أو الإنجاز.
بالطبع القوى السياسية بدورها هيأت نفسها للنيل من الوزراء كإجراء روتينى لتحسين صورتها فى الشارع وأمام الإعلام ووضعت خططاً إعلامية للهجوم على الوزراء لتحقيق نجاح سياسى قبل الانتخابات.
الرئيس السيسى فاجأ المصريين بمحاكمة مجلس وزرائه بالكامل وعلى الهواء مباشرة تحدث باسم الشعب معارضيه ومؤيديه استخدم لغة قاسية لا تعرف المجاملة.
اسئلة الرئيس واستفساراته وتهديده وغضبه تجاه العمل والإنجاز كانت حادة وقاسية. بل أزعم أن الرجل غاص وتعمق فى نقده إلى أدق تفاصيل لا يمكن للمتابع أن يصل إليها بسهولة.. حدث ذلك خلال افتتاحه لـ39 مشروعاً لم يفوت الفرصة وحاكم الوزراء نيابة عن الشعب.
الرئيس لم يترك للمعارضة فرصة لتقوم بهذا الدور وسبق الجميع بإعلانه وكشفه من خلال محاكمته للوزراء أماكن القصور.. فى القرارات.. عدم الالتزام بالتوقيتات فى المشروعات.. وعدم دراسة المشروعات بشكل أفضل بخصوص التمويل وكيفية السداد.
الرئيس بحكم منصبه وإطلاعه على أدق تفاصيل أعمال وخطط الوزراء نجح فى «اصطيادهم» بالبلدى ومحاكمتهم باسم الشعب وهى المحاكمة الأولى بين رئيس ووزراء حكومته على الهواء مباشرة من حيث الجدية والشفافية والحسم والشجاعة!
ولم يحاول أن يمنح وزيراً متباطئاً فرصة للهروب بإجابات مائعة بل أصر على الوصول إلى نقاط فاصلة حول ما يتم وما لم يتم من مشروعات أو أسباب التأخير والتعطيل.. لم يتفاعل بمجاملة عندما استمع إلى عدم نوم وزراء أو مسئولين.. بل كان رده هادئاً بأن هذا هو عمل المسئول!!
نجح الرئيس فى كشف أسباب تأخير حفر 4 آلاف بئر للرى وظاهرة الاعتداء على الطرق، وتأخر تنفيذ خطط إقامة مجتمعات عمرانية متكاملة فى الأراضى الجديدة.. وناقش ملف السكك الحديدية والمترو والطرق الجديدة.. والشباب وخطط تطوير مراكز الشباب.
السيسى من خلال محاكمته لوزراء حكومة محلب لم يترك للمعارضة أى فرصة أو تحرك تجاه الحكومة. وكأنه يقرأ أفكار كل المصريين مؤيد أو مراقب ومعارض.
الفائز هنا هو الشعب الذى وثق فى شخص السيسى بانتخابه كممثل شرعى لكل المصريين بالطبع هذا التكليف والذى أراه حملاً ثقيلاً يحمله الرجل فى كل مكان يذهب إليه.. وأعتقد أن وقفة الرئيس مع وزراء حكومة محلب ستؤدى إلى «كهربة» الوزراء.. والمسئولين بالوزارات تجاه الإنجاز للأعمال وهو بتلك المحاكمة كشف عن القصور وأيضاً ما تم تحقيقه ووفر الحماية للوزراء وأفرغ بالونات المعارضة من الهواء.