الثلاثاء 29 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شجاعة الاعتذار

شجاعة الاعتذار






وضع لنا الرئيس السيسى ثقافة جديدة غابت عنا كمجتمع بكل أطيافه لسنوات عديدة بينما كنا مبهورين بها لإيمان الدول غيرنا بها.. ألا وهى ثقافة الاعتذار..
كنت أشعر بالغيظ عندما أقرأ اعتذار وزراء ورؤساء جمهورية ومسئولين كبار لمواطن بسيط جراء خطأ من جانب الدولة.. لدرجة أن وزير فى دولة إنجلترا اعتذر لمواطن لأن بلاعة فى الطريق أعاقت سيارته وأصابتها بأضرار..
أنا شخصيًا عشت سنوات أراقب القيادات فى بلدنا كبار وصغار وهم يرتكبون جرائم أو أخطاء فى حق البسطاء.
أصبحنا فى مصر نؤمن بأن الوزير على حق والرئيس على حق ورئيس الشركة على حق والمحافظ على حق.. المخطئ دائمًا هو المواطن الذى تجرأ قبل موته واستشعر بأنه ضحية لمطب صناعة حكومة فى طريق أدى إلى خلل فى عجلة القيادة.. أو تلقيه علاجًا بالخطأ.. أمر دفعة لأموال غير مستحقة لجهات حكومية عشنا ومازلنا نرى أن الوزير أو المحافظ هو الحاكم بأمر الله.. يمنحنا البركات والدعاء من جانبنا له ولأسرته.. والويل لمن يرفض ذلك!!
وصل الأمر إلى أن لدينا قناعة بأننا عبء على هؤلاء السادة الوزراء والمسئولين.. وكون أنهم يحكموننا هبة من الله.. هذه القناعة انعكست على سلوك الوزراء تجاه الناس وغيرهم.
عند أى مصيبة.. طرفها مواطن بدون تفكير.. المواطن  السبب!! هو المسئول عن رفع الدولار.. وحالات التسمم.. وفيروسات المياه والطعام غير الصحى..
المواطن هو المسئول عن كل مشاكلنا والسادة الوزراء أو المحافظين أو غيرهما معصومون من الخطأ لأنهم على صلة بالله أكبر وأقوى من الغلابة والبسطاء.
حريق فى وزارة وقت الجرد.
حوادث مرور نتيجة ظلام وغياب اضاءة برودوات فى مكان ضد المقاييس والمفاهيم الهندسية تأخير تنفيذ الخطط!!
الرئيس السيسى أنهى هذه الحقبة بالكامل عندما سمح لنفسه بتقديم الاعتذار نتيجة موقف ملتبس لمجموعة رأى أن لها حقوقًا لدى الوزير وقطاعاته!!
سواء لسيدة مصرية أصابها الضرر من تحرش بعض الشباب بها.
أو للمحامين فى أزمتهم مع ضباط الشرطة له معنى أكبر من كلمة رفيعة إنسانية من جانب رئيس كل المصريين.
بل أراه رسالة إلى الوزراء والمسئولين فى كل موقع بنهاية عصر الغرور من جانبهم والتغاطى عن الأخطاء الرسمية!!
تصوروا لو أن وزير الصحة طلع علينا وقدم اعتذارًا للمرضى الموجودين بالمستشفيات الحكومية.. لعدم وجود الأطباء المعالجين كل الوقت أو لعدم وجود الإمكانيات المالية التى تتيح شراء الأدوية.
كنت ومازلت أتمنى أن يقدم لنا وزير الزراعة اعتذارًا على تصريحات أبسط كلمة لوصفها إنها غير مدروسة بشأن استصلاح المليون فدان فى أربعة أعوام..
كنت ومازلت انتظر اعتذار وزير الكهرباء عن قطع التيار حتى لو ساعة عن مواطن.
أو عند حرق ماتور ثلاجة لعدم انتظام التيار.
مازلت انتظر اعتذار وزير الخارجية مثلًا عن التقصير فى عمل خطاب إعلامى مقنع للخارج.. وأن النجاح فى بيانات الداخل مختلفة!!
الرئيس السيسى وضع ثقافة شجاعة الاعتذار.. وأراها شجاعة.
تزيد من شعبية المسئول بين الناس واحترامه داخل وخارج الوطن..
شجاعة السيسى فى صدق كلماته وحواراته.. والرجل يرى أن أقصر طرق الاقناع والوصول للنقطة المطلوبة هو الصدق.
ياريت يتعلم الوزراء والمسئولون من الدرس.