السبت 21 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أشرف زكى نقيبا للفنانين.. فعلاً؟‎

أشرف زكى نقيبا للفنانين.. فعلاً؟‎






ولسوف يظل الفنانون يضربون لنا المثل تلو المثل، بل ولسوف تدهشنا وتربك حسابات البعض منا أمثالهم ورسائلهم المشفرة إلينا! وربما لن نفهم نسبة ومساحة جديتهم من نسبة ومساحة نزقهم وجنونهم.
فهل تجد أنت تبريرا يقنعك وتفسيرا يغالط تنبؤاتك واستنتاجاتك -المحسوبةبدقة - عن فوز أشرف زكى (الكاسح) نقيبًا للمهن التمثيلية فى صباح يوم صيفى حارق لم يتخلف عنه فنان - كبير أو صغير، مشهور أو مغمور، مثقف أو على قده، محب أو كاره، مريض أو سليم؟ هه هل تملك تعليلاً أو تعليقًا؟ غير أنهم - تحديداً الأكثرية منهم - قد اختاروه طوعاً غير مجبرين وﻻ مكرهين؟ حصل أشرف زكى على عدد 944 صوت مقابل 200 صوت للمخرج هشام جمعة،حيث حضر لمقر النقابة 1500 فنان من اصل 2200.
بل وفيما يشبه الفرح البلدى المنصوب بطول وعرض شوارعنا الفسيحة كانت ليلة انتخابات التجديد النصفى لنقابة المهن التمثيلية لاختيار النقيب ومجلس النقابة، ثمة زغاريد وطبل، وثمة هتافات مدوية باسم أشرف زكى، وانتهت الليلة وانتهى الفرح بحمله فوق الأعناق نقيبا.
هل توقعت ذلك؟
أنا لم أتوقع، لكننى أراهن دوماً على حدثهم وشططهم، وأحب وانتصر لهذه الفئة من نسيج مصر وأرى أنهم قد انتخبوا الفن وليس أشرف زكى واختاروا مصر واحدة غير ممزوعة، لم يتحزبوا ولم يتشرزموا ولم يتفلسفوا ولم يتمنطقوا، وأنا رضخت لاختيارهم الكاسح، والرجل ﻻ يملك رشوتهم أو إجبارهم وﻻ يقدر على رشوتهم إلا لو كان خلفه أعضاء الكونجرس الأمريكى.
فلنفكر بهدوء ونتساءل بوعى: لماذا وكيف حدث هذا؟ وهل لهذا الحدث علاقة بما سوف يحدث فى مصر كلها؟ وهل سترسم هذه النتيجة حدوداً جديدة للمسافة الفاصلة بين النخبة وبين الشعب؟
أشرف زكى المحسوب على نظام اسقطته ثورة يناير 2011 ينتصر له من كان مع، ومن كان ضد، فهل يعنى فوزه المدوى نذير عودة للنظام القديم؟
ﻻ، السؤال يجب أن يكون هكذا: هل ارتد الشعب المصرى على نفسه وعاد للخلف؟ هل يقودنا الفنانون إلى زمان تجاوزناه ورئيس خلعناه وسجناه ونظام اسقطناه ووريث كرهناه؟ هه؟
الإجابة ﻷ طبعاً، ﻻ مبارك وﻻ مرسى وﻻ شفيق.
أوليسوا هم أنفسهم الفنانون الذين ابتدأوا 30 يونيو باحتلال وزارة الثقافة وطرد الإخوان؟ وخد بالك انهم حين اسقطوا معنا نظام الإخوان فى 30 يونيو لم يطالبوا بعودة نظام مبارك - وﻻ حتى أولئك الذين كانوا منهم يحملون على صدورهم صور مبارك فى ميدان مصطفى محمود أثناء احداث يناير 2011.
فى 30 يونيو 2013 اختار الجميع مصر، مصر بلا مبارك وبلا إخوان وبلا شفيق كمان علشان أريح جنابك.
وأظن أن جموع الفنانين الذين اختاروا أشرف زكى نقيبًا لهم قد اختاروا به نقابة موحدة وبلدًا موحداً وقايضوا الثورات بالأمان.