الثلاثاء 29 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
براءة الفقى.. والمناوى

براءة الفقى.. والمناوى






براءة أنس الفقى وزير الإعلام الأسبق.. وعبداللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار الأسبق بتليفزيون الدولة، من إهدار أموال ماسبيرو، وتكدير الرأى العام بشأن التلاعب بالمواقف فى يناير 2011.
هذه البراءة التى أصدرتها محكمة جنايات القاهرة برغم أنها لا تتعدى 175 كلمة فى 15 سطرًا فقط، لكنها فى المقابل أغلقت ملفا ضخمًا من الاتهامات تسابقت لنشره جرائد مصر قومية وخاصة، وبرامج أفسحت المجال لعدد كبير من وجهاء يناير 2011 ممن أطلقوا على أنفسهم الثوريين! وخصوم الرجلين.. كمية ما نشر من اتهامات فى هذه القضية تحديدًا بلغت أكثر من 120 صفحة كاملة من حجم صفحات الجرائد.. والمجلات.. ناهيك عن 113 برنامجًا تحدث خلاله أشخاص تسابقوا فى اغتيال الرجلين الفقى والمناوى لدرجة أن عددًا من أقرب أصدقاء الرجلين من الإعلاميين بالتليفزيون أو الصحافة قادوا عملية الاغتيال المعنوى لهما.
ما أريد أن أقوله ببساطة، أن الاتهامات التى طاردت أنس الفقى تحديدًا وعبداللطيف المناوى استمرت ثلاث سنوات لو عدنا لما كتب ضدهما فى تلك القضية ودققنا فى أسماء الذين قاموا بتهييج الرأى العام من إعلاميين ومسئولين داخل التليفزيون وبالصحافة بشكل عام والفضائيات لأدركنا الفترة المؤلمة التى عاش فيها الرجلان، والضريبة التى دفعاها.
البراءة من إهدار أموال ماسبيرو، تعنى بوضوح أن قرارات الفقى وزير الإعلام الأسبق بشأن أموال التليفزيون وعملية العوائد التى حققها سواء فى الأعمال الدرامية وغيرها أمر مستقيم، لا شبهة. أنس الفقى استطاع أن يضع تليفزيون مصر فى مكانه الطبيعى.. على القمة.. وكانت فكرته بتأسيس قناة إخبارية تنافس لتصل على قمة القنوات فى الجذب لتنافس الجزيرة وغيرها. وبالفعل تم تجهيز قناة النيل للأخبار بأحدث الاستوديوهات وللاهتمام بالفرد ثم تنظيم دورات للمذيعين والمعدين مع أكبر الشركات والمحطات العالمية. لكن يناير 2011 أوقفت وقتلت مشروع أنس الفقى وعبداللطيف المناوى وأعتقد أن شكل الاستوديوهات والإهمال فى الصيانة وتوقف حركة اكتمال العمل أصاب المشروع كله بالضرر.
أنس الفقى كان وزيرًا لإعلام الدولة، والأهم أنه كان بمثابة الأب للفضائيات المصرية. يتفاخر بقوتها لم يترك أى فرصة لمساندتها، لتؤدى دورًا مهمًا ومطلوبًا لصالح الديمقراطية والتحرر من إعلام ذى نظرة واحدة.
الدليل أنه منح الفضائيات الخاصة شارة بث المباريات مجانا كأحد حقوق منصبه، حيث يتيح قانون الاتحاد هذا التوجه.. نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة التى كانت تواجه الفضائيات الخاصة والتى كادت أن تعصف برغبتهم فى بث مباريات الدورى.
ماذا حدث؟
تم تحويل أنس الفقى للمحاكمة؟ وتحمل الرجل وحده السجن والهجوم، ولم يسانده صوت واحد حتى من الفضائيات التى قدم لها المساندة، لكن العادل سبحانه وتعالى.. والقضاء المصرى أنصفا الرجل وحصل على البراءة.
ما أريد أن أقوله وأكرره براءة أنس الفقى وعبداللطيف المناوى من قضية المساس بأموال التليفزيون، حكم يعنى بوضوح أن الرجلين تعرضا للظلم ودفعا ثمنا باهظا ضد هجمة من دولة الإخوان لم تترك فرصة إلا واستغلتها لتقتل الرجلين أمام الشارع.
أنس الفقى اتجه إلى الله طالبا عونه ومساندته ليبرئ ذمته أمام الشارع، واستجاب الله وكان حكم القضاء.
وعبداللطيف المناوى الحكم تأكيد على سلامة قراراته ورؤيته وفكره وتوجهه بشأن تطوير تليفزيون الدولة.. ولو استمرت خطة أنس الفقى وعبداللطيف المناوى لوجدنا قناة النيل الإخبارية تهزم الجزيرة وغيرها. ولشاهدنا تليفزيون الدولة يحقق مكاسب اقتصادية من المسلسلات وكرة القدم... مبروك البراءة للرجلين أنس الفقى وعبداللطيف المناوى وإن كانت متأخرة بعض الشىء.
البراءة تعنى هزيمة دولة الإخوان وقضاياها الملفقة!
فى حكم جنايات القاهرة براءة الرجلين أنس الفقى بحكم أنه وزير والمناوى المسيطر على شاشات ماسبيرو فى تلك الفترة من تزوير إرادة الشعب فى يناير 2011 والحكم يعنى أن سلوك تليفزيون الدولة بشأن تغطية أحداث يناير 2011 أمر لا شائبة فيه. ويتفق مع الرؤية الحقيقية للأحداث، وأعتقد أن 30 يونيو كشفت الكثير من الأحداث.