الثلاثاء 29 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الشرطة

الشرطة






هناك تحسن واضح فى الأمن بشكل عام والمرور وغيره.. وأيضا تراجع الإجرام أو الخروج على القانون وهى أمور تصب فى صالح تعافى البلد.
عانينا بعد يناير 2011 من كل أنواع الخوف والرعب وعدم الأمان بعد غياب الشرطة.. لدرجة أن بيوتنا وحياتنا تعرضت للخطر.. عشنا أيام رعب حقيقى.. اقترب منا الرصاص وانتظرنا الموت.
أعلم جيدا قيمة الأمن وعندما شاهدت عسكرى مرور فى الشارع بميدان حدائق القبة بعد الانفلات الأمنى شعرت بالسعادة وكأننى وجدت طوق نجاة كدت أن أغرق فيها وكم كنت سعيدا عندما صادر رخصة السيارة لانتهاء فترة التسيير.
الأمن بالنسبة لنا حياة.. وقد تأكدنا من ذلك عمليا فى سيناريو لم يقدر على استيعابه العقل بعد اختفاء رجل الشرطة فى 2011 وانسحابه تاركا الشارع للبلطجية.
هذه الأحداث وسيطرة البلطجية على الشارع والحياة، وقد سمعنا للمرة الأولى عن السرقة المنظمة للسيارات ودفع الفدية.. وسيطرة الميكروباص المنفلت على الشارع والسرقة بالإكراه.. أيضا سمعنا أو دخلت قاموس حياتنا البلطجة بأنواعها هذه الأمور هددت حياتنا وأولادنا وهناك من دفع حياته ثمنا لغياب رجل الأمن.
فى تلك الفترة عشنا أسوأ أيام حياتنا، إحساس صعب جدا عندما تشعر بأن حياتك مهددة وبيتك وعملك.. قرأنا عن تنظيمات لسرقة الأراضى بأوراق مزورة وفى غياب الأمن ورجل الشرطة تأكدت بأن الحياة لن تستقم ولن تستمر.
فى أحداث 30 يونيو 2013 بدأت الشرطة تعود إلى عملها بهدوء وتدريجيا.. فى جامع عمر بن عبد العزيز المواجه لبوابة 4 لقصر الاتحادية وأثناء صلاة الجمعة.. شاهدت مجموعة من الضباط داخل الجامع للصلاة.. لم يجد أحد اللواءات مكانا.. وجدت الجميع يتسابق ليقدم له ما يقوم بفرشه للصلاة فوقه.. وأنا أراقب البسطاء وأنا منهم نتسابق لتوفير مكان للصلاة للعساكر والضباط وهو سلوك ترحيب.
أمام «روزاليوسف» وقت الانفلات الأمنى كان هناك عدد من الغاضبين ضد الشرطة للمواقف أو لتكملة المشهد بادعاء الثورية وشاهدت خناقة بين صاحب سيارة مستهتر وقليل الأدب وأمين الشرطة القائم على تنظيم المرور وأنا أعرفه.. فور سماعنا لقلة أدب صاحب السيارة ضد أمين الشرطة.. وجدت نفسى فى صدام معه من أجل رجل الشرطة المعين لتنظيم وتسهيل حياتنا بمرور سياراتنا ومنع التكدس.
نعم أنا وغيرى نعلم قيمة رجل الشرطة وكيف يؤدى عمله وسط مخاطر متنوعة لأشخاص يرفضون ولا يحترمون القانون.
قيمة رجل الشرطة أنه وهب حياته لصالح توفير الأمن والحماية لى ولأسرتى وللمجتمع.
لو أضفنا لذلك النوع الجديد من الإجرام وهو الإرهاب وبالتالى الأعباء الجديدة التى تواجه رجل الشرطة لعلمنا كمَ المعاناة التى يتحملها وأسرته.
وسط هذه المنظومة التى وهبت حياتها وأسرتها لصالح سلامة وأمن مجتمع نعيش فيه.. قد نجد هناك خروقات وهى أمور واردة لكنها تظل استثناء وليست قاعدة.
ما أريد أن أقوله إن رجل الشرطة وجد نفسه فى مواجهة رصاص الإرهاب.. الذى يهدد المجتمع ككل.. لكن فى النهاية المواجهة المباشرة بين الإرهاب هى مع الشرطة.. لذا يسقط منهم المئات موتى وتدفع أسرة الشرطى ثمنا باهظا.. وهو ثمن حماية المجتمع الذى أعيش فيه وأسرتي.
الذين عاشوا الانفلات الأمنى وأنا منهم.. هم أقدر الناس على تفهم واحترام وتقدير وظيفة رجال الشرطة وهؤلاء وأنا منهم يعلم ويقدر جهود تلك الشريحة فى المحافظة على حياتنا بشكل عام والبلد.
تحية تقدير لرجال يحاربون ويضحون ويُقتلون نيابة عنى وأسرتى.