
كمال عامر
النائب العام.. شهيدًا
مخطئ من يظن أنه وأسرته فى منأى عن الإرهاب والإرهابيين ليس لقوة الخونة والمجرمين، بل لأننا كشعب مسالم، لم نتعود على مثل هذا النوع من التعامل.. ولم نواجه مثل هذا الأمر.
البعض منا ترك المهمة للجيش والشرطة واختار الفرجة.. لم نستوعب أن هؤلاء المخربين والمجرمين وتجار الدين استباحوا كل شىء، وجعلوا منا وحياتنا وكرامتنا أهدافا.
المجرمون والخونة من أجل الدنيا والمناصب قرروا قتل المصريين.. أرادوا أن نعيش فى ظلام فاتجهوا لتفجير أبراج الكهرباء.. وأرادوا لنا معاناة ومنعنا من العمل فاتجهوا لتفجيرات محطات المترو وخطوط المواصلات.
المجرمون يفقدون أعصابهم مع تعافى البلد بشكل عام، لأن هذا معناه أنهم لا يستحقون الحياة مع أفكار الاستحواذ على السلطة والبلد بشكل عام دون غيرهم.
مقتل النائب العام جرس إنذار بأن الإرهاب قد يصل إليك فيما لو استمر الحال هكذا.. الشرطة وحدها لا يمكنها أن تحافظ على الأمن لأن المجرمين يستخدمون الأطفال والأبرياء بعد إغراءات مالية وغيرها للقيام بتلك الخطوة، الدولة تحاول بكل الطرق أن تكون العمليات الخاصة باصطياد أو مقاومة الإرهابية عملية نظيفة حتى لا يسقط أبرياء.
حتى فى المحاكمات هناك من يغضب من تأخر القصاص لكن البلد بشكل عام حريص على أن يأخذ العدل مجراه.
أعتقد أن تطور الإرهاب والعمليات الإرهابية يجب أن يواجه بقوة وردع حتى لا نستيقظ على عمليات أكثر قسوة.
مقاومة ومكافحة الإرهاب يجب أن تأخذ بشكل ونوع جديد، والداخلية تقوم الآن من خلال متابعة عملها بالمقاومة وخنق الخلية النائمة، وهو نجاح فى حد ذاته.
نحن الآن أمام خيارات.. إما لهزيمة الإرهاب والانتصار عليه، أو أن نظل هكذا نتساقط واحدا واحدا.. ونخسر كل يوم أحباء وأقرباء ثم نحن!
جريمة اغتيال النائب العام هشام يجب ألا تمر بالطبع هناك وقفة داخل كل الوزراء والإدارات وفى الاجتماعات.. المجرمون لم ينتظروا لـ30/6 التى انشغلنا بها، لكنهم اختاروا وقتا مبكرًا قد لا تكون فيه حالة استنفار بدرجة عالية.. العالم بدأ يدرك أن الإرهاب قد يصل فى ضربه للجميع، وهنا الخطورة وعلى الخارجية المصرية بذل الجهد لتدويل عملية مقاومة هذا الخطر القاتل والذى لا تتوقع أفضل أجهزة الاستخبارات كيف ومتى يضرب ضربته مكان تفجير ركب النائب العام قريب من سور الكلية الحربية، ومصر الجديدة وعلى مقربة شارع صلاح سالم بما فيه من إنشاءات ومنشآت حيوية.
بالطبع ستكون هناك وقفة ورد فعل عنيف من جانب البلد بشكل عام والشعب الغاضب من الإرهابيين والقتلة.
الغضب واضح والدولة فى امتحان ولا أعتقد أن يكون مصريًا من يتخلف على مقاومة الإرهاب أو تقديم المساعدة لن يكون بيننا متفرج أو باحث عن شو إعلامى، أو سياسى انتهازى يسعى إلى جمع أصوات بالتهاون مع القتلة والإرهابيين.
الإرهاب لن يتوقف إلا عند سيطرته على البلد بشكل عام كما حدث بعد يناير 2011، إنهم يريدون الاستحواذ على مصر وتحديد إقامة من دونهم.
الإرهاب لن يقتل كل المصريين، ولم نسمع عن بلد دفع حياته ثمنًا لمقاومة هؤلاء المرضى.
عملية سور الكلية الحربية التى فقدنا فيها النائب العام هشام بركات تتشابه وعملية اغتيال رفيق الحريرى رئيس وزراء لبنان فى لبنان اتضح أن وراء التفجير مخابرات ورجال مخابرات وعدد من العسكريين وقوى منظمة، كل الخيارات مفتوحة خاصة أن حجم التفجير كبير، وهناك تكهنات بأن سيارة مفخخة يقودها انتحارى أو تكون مركونة على جانب الطريق.. لا أريد أن تستعجل التحقيقات، لأن كل الخيارات مفتوحة لتصل إلى تصور لما حدث.
> القاتل هو المستفيد من الحادث؟! هو الذى يحرق ويقتل من أجل الاستحواذ على البلد بشكل عام.
> القاتل هو الذى لا يدخر جهدًا لمحاصرة وتجويع البلد ومن فيها.
القاتل ضد تعافى البلد تدريجيًا وعودة الأمن وبدء دوران عجلة الإنتاج.
القاتل معروف، والأخطر أعوانه الذين يعيشون بيننا.. حفظ الله مصر.. والمصريين