
كمال عامر
الإرهاب.. الإدانة لا تكفى
■ لا عزاء..
القصاص من القتلة ضرورة
الشهيد هشام بركات.. وكل من سقط
من الجيش والشرطة والمدنيين يجب القصاص لهم..
الأمر بسيط..
نحن مع القانون..
أيضًا مع العدل..
القاتل.. يقتل
العدالة الناجزة ليس شرطًا أن يغيب العدل عنها.
لا يمكن أن نحصر المشهد فى شهيد وحلقات على الفضائيات تشيد بالشهيد.. ثم تصريحات صحفية.. وبمرور الأيام يغيب رب الأسرة.. وتدفع عائلته الثمن حزنًا وحدها..
إذا ما هو الحل؟
نتحمل جزءًا مهمًا مما نحن فيه..
كل منا يرمى بالمشكلة على الآخر.. وكأننا انقسمنا فى المجتمع ما بين متفرجين على ما يحدث أو مساهمين فيه.
البلد دى بلدنا بنقول كده.. وبنغنى وبنهتف.. لكن فى المقابل بعد كده بنعمل ايه علشان البلد.
هشام بركات.. استشهد وفقد حياته فداء.. لعمله وبلده.. ودفاعًا عن أسرته الصغيرة والبلد كلها.. وفى المقابل.
مازلنا فى خطر.. خطر يحيطنا من كل جانب وأيضًا نتفرج على المشهد.. قاتل وشهيد.. وكأننا تركنا العملية كلها للشرطة والجيش ليقاتلا نيابة عنا.
هذا خطأ مقاومة الإرهاب مسئوليتنا جميعًا هؤلاء الخونة فى الحقيقة يسعون لحرق البلد وقتل المختلفين معهم.
■ تصور لو أن القتلة والخونة فازوا انتظر الموت بأى شكل.. بالرصاص أو بالسيف أو القنابل..
انتظر موت أولادك.. واغتصاب بناتك وشقيقاتك.
لو فاز الإرهاب وانتصر الخونة.. بالطبع سيكتب لك الموت.. صراحة أو حزنًا وخاصة لو لم تكن من جماعتهم.
هشام بركات فجر الغضب.. لكن إلى أى مدي.. بالطبع هناك احتياطات وإعادة نظر فى الحراسات وتأمين الكبار والشارع.. لكن هذه إجراءات حكومية.
■ ماذا عن إجراءات المواطن تجاه أمن البلد؟
ما أراه الآن أننا أصبحنا كذابين زفة نشارك فى المظاهر!! ولا نساند فى تغيير واقعنا بأى شكل من الأشكال إلى الزاوية المطلوبة فى تقدم البلد ورفع مستوى أو المعيشة للأفراد.
دم هشام بركات لن يذهب هباءً..
هذا ليس بشعار حكومة ورئيس.. لكن من داخل قلبي.. أنا شخصيًا أومن به.. ولدى قناعة أن ثأر ضمير الشعب والقصاص له سيتحقق.
القصاص هنا ليس باصطياد القاتل وجماعته فقط.. بل بالمشاركة الإيجابية فى قتل الإرهابيين وبناء البلد.
■ العالم انزعج وساند وأدان حادث استشهاد هشام بركات.. بدءًا من أمريكا مرور بلندن وفرنسا وإيطاليا والسعودية والإمارات والكويت والأردن وفلسطين والبحرين واليمن.. لكن فى نفس الوقت هناك دول كبرى غير مهتمة بسلامتنا.
الدول الكبرى تسعى للمحافظة على سلامة وأمن مواطنيها وأراضيها.. هى لن ندخل حربًا من أجل سلامتنا.
مصر الدولة والشعب هى الجهة الوحيدة التى يمكنها أن تحقق ذلك، لا يمكن أن ننتظر العالم لكى يتحرك من أجل سلامتنا.. أو ينحاز لنا عمليًا فى حربنا ضد المتأسلمين والخونة بأشكالهم المختلفة.
لا يمكن أن تعتمد على بيانات عالمية فى الإدانة.
قد يكون هذا السلوك ذا أثر معنوي.. لكن فى الحقيقة سلامة المصريين وأمنهم مسئولية كل من يقيم على الأرض المصرية.. علينا أن نكون أكثر إيجابية وإلا سندفع الثمن جميعًا وأيضًا أولادنا وأحفادنا.
■ دم الشهيد لن يضيع.. لن يتوقف الحادث المؤلم على حدود عزاء وبرقيات.. وحوارات ثم تغلق الصفحة.. هذا هو الضعف بعينه.. لكن أعتقد أن دماء هشام بركات محامى الشعب سنكتب منها حروفًا تشكل كلمات واضحة سنقاوم الإرهاب حتى ننتصر.. لن نستسلم لأننا الأقوى.. حيث نملك كل أدوات النصر.
■ شهداء الوطن يجب ألا ننساهم.. لولاهم لربما كنا نعانى الانكسار والحرب الأهلية.. والتهديدات بالقتل والخراب..
ضريبة ندفعها ونحترمها ونؤمن أنها قيمة وفاتورة ندفعها راضين وغاضبين.
■ دماء الشهداء لن تضيع.