
كمال عامر
أنا «مش» إخواني!
■ أكثر من مكالمة تليفونية وحوار مع الأصدقاء دار حول مقال الأمس «لا تعمقوا الخلاف» وسطور شكري لرئيس الجمهورية د. محمد مرسي علي موضعين كنت أول من ألمح إليهما وهو «ألا يخاطب الشعب المصري من خلال ميكروفون الإخوان.. وألا يحدد ظهوره للناس من خلال سرادق الإخوان.. وهو هنا يكرس عملية اتهامه بأنه رئيس للإخوان.. عندما استجاب الرئيس لما قلته.. كتبت شكرًا.. مرسي.. أنا هنا لا أداهن الرئيس ولا أحاول التقرب منه..
لقد أشدت بإيجابيات عهد الرئيس السابق مبارك.. قلت علي من يهاجمه ويتهمه ان يأتي بدليل وشرحت ما تحقق من إنجازات والظلم الذي تعرض له الرجل..
كتبت عن مجموعة البترول المسجونة علي حساب قضية بيع الغاز لإسرائيل وقلت إن الحكم ظالم وقاس جدًا وأغفل دور من قام ونفذ الاتفاق وأشدت بتلك القيادات سامح فهمي ومحمود لطيف وعقل وغيرهم.. ومابذلوه من جهود في صالح العاملين بالقطاع وأيضًا تجاه مكانة مصر البترولية.
كتبت وشرحت دون خوف من أحد حول هذه المجموعة الوزارية التي عملت مع مبارك وهي من أفضل الخبراء في العالم مثل رشيد والمغربي ومحمود محيي الدين ونظيف وغيرهم.. ولهم بصمات علي العمل والإنجاز.. وما يتم الآن معهم هو محاكمات سياسية يلعب الشارع دورًا فيها.
كتبت وشرحت أن أنس الفقي وزير الإعلام الأسبق هو وزير كل ذنبه أنه عمل مع نظام الرئيس السابق مبارك.. إنجازاته واضحة.. جعل من إعلام مصر هو الأقوي والمسيطر علي السماء العربية المفتوحة ولم أهتم بسلامتي مطلقًا.
ولم يتعرض لي بالإساءة اخواني أو متعاطف معهم. لأنني رفعت شعار المناقشة بالعقل
■ قلت وشرحت وأوضحت بقلمي أن كل عصر مبارك ليس أسود في أسود.. وليس عصر مرسي أبيض في أبيض وتمنيت أن نكون منصفين في الحكم علي مبارك ومشوار عمله لصالح مصر.. وبالمثل أيضًا طالبت ومازلت أطلب أيضًا التعامل والحكم بالعدل والإنصاف علي جهود الرئيس مرسي.. نجح في كذا.. وأخطأ في كذا.. وحاول في كذا.. هذا هو الحياد المطلوب.
■ كتبت وقلت إن مصر الجديدة تحتاج للجميع.. الإقصاء مرفوض.. لأن الموجودين في التحرير أو النهضة شركاء.. ليس من المعقول أن ينقلب واحد منهم علي الجميع ويأمر بسجنهم.. ما حدث انقلاب واضح من جانب أحدهم وهو الرئيس مرسي ضد المجموعة وهو ما لا يمكن تمريره..
وهذا يجرنا إلي أن الثورة ليس لها أب.. كل من في الساحة يعلم ذلك جيدًا.. وأيضًا اسم الأب الشرعي!! للثورة.. وقد كان الرئيس مرسي شجاعًا عندما قال.. لا أحد يمثل وقود الثورة وحده، لكن هناك مجموعة..!!
الرئيس مرسي من جانبه مطالب بأن يمنح الشركاء جزءًا من حقوقهم.. المعنوية علي الأقل ليثبت أن له شركاء خارج الإخوان..
■ إذاً عندما أشدت برئيس الجمهورية مرسي هو أمر مهم لأنه استجاب.. وقد اختلفت معه في قرارات أخري..
■ بلد بدون اقتصاد.. لا شيء.. ديمقراطية في غياب الفلوس.. لا شيء.. عدل في ظل الفقر جريمة لا شيء..
نحن الآن نعيش هذه الأجواء.. مصر تتعرض لأزمة اقتصادية خانقة لا تنفع فيها المسكنات!!
كنت أتصور أن تسير الحياة بعد يناير في خطوط متسقة.. اقتصادية، سياسية، أمن. ظروف اجتماعية.. معيشية صحة.. وتعليم..
لكن اكتشفت أن هناك بيننا من لا يهمه مصر أو المصريين.. علي كل حال.. مازالت الفرصة سانحة..
■ استبدلنا الحزب الوطني بالإخوان.. كل ما اتهمنا به الحزب الوطني نجد الإخوان يصرون علي نهجه!!.. ديكتاتورية.. قوالب سابقة التجهيز للنيل من خصومهم.. مطاردات بالسجن ومحاضر مزورة لخصومهم..
الإخوان لديهم إصرار عجيب علي تعميق الاختلاف مع خصومهم قد يكون هذا الأسلوب مطلوبًا لكن لا يمكن أن يكون منهجًا..
■ الخلاف مع الإخوان تاريخي .. هذا الجيل غير مسئول عنه.. فالملك فاروق، ناصر، السادات، مبارك حدث في عهدهم كل أنواع المطاردات والتشويه للإخوان.. إذاً علي مجموعة الإخوان المسلمين عدم معاقبة هذا الجيل.. بل عليهم أن يمدوا الجسور معه قد ينجحون في تقليل الاحتقان أو الخصومة..
■ ممكن مرسي أن يعلن الأحكام العرفية.. أو الطوارئ.. أو المصادرة كل القوانين وتعليقها.. هو «حر» لأنه رئيس منتخب لكن عليه أن يعلم جيدًا أن هذا ضد ما صرح أو وعد والتزم به لمصرنا والعالم وقواعد الحكم الجديد.
[email protected]