
كمال عامر
مصر تؤثر.. ولا تتأثر
■ ماذا يحدث فى سيناء؟
كيف يمكن لمجموعات إرهابية أن تقوم بمثل هذا العمل الإجرامى من قتل وتدمير ومحاصرة الناس؟
هل هذا التحرك فى سيناء أمس الأول يتزامن مع جدية الحكومة لتفعيل عملية العدالة الناجزة، وهو ما يترتب عليه سرعة القصاص وتنفيذ العدالة فى أسرع وقت؟
مصر فى حالة حرب حقيقية مع أخطر الأعداء، الإرهاب بكل صوره، الحرب مع العدو أسهل وأوضح.. لكن مشكلة الإرهاب أن عناصره قد تعيش بيننا أو تختلط بنا.
الإخوان أرادوها محروقة لتقام إمارتهم على أنقاضها لذا حاولوا حرق الشرطة وتفكيك الجيش والقضاء تحت دعوى التطهير.. وتسليح الجماعة لحماية الإخوان ومحاربة المعارضين.
30 يونيو حطمت المشروع الإخوانى وقضت عليه.. لكن لم يتم إلغاء أفكار الإخوان واتضح أن المشروع برمته تم تأجيله فقط والدليل.. مازال هناك من يحاول جرجرة البلد إلى حرب عصابات تستنزف فيها مواردنا وتشغلنا عن هدف التنمية والبناء.. وتأليب الناس ونشر الخوف بيننا.
مصر فى حالة حرب حقيقية، وهى الأعنف من كل الحروب التى خاضتها.. عدو غير ظاهر له أصدقاء وداعمون عدو يتخذ من الدين ذريعة وتجارة.
خلاص.. سكت الكلام.. وانتهى
معركة مصر الآن مع كل القوى التى لا ترغب فى استقرارها وازدهارها.
أعداء البلد غير مرحبين بأن تكون بلدنا موحدة، خالية من التوترات بعيدة عن الحرب الأهلية.
أعداء البلد فى الداخل يحاولون تشتيت الانتباه مع رسم صورة ذهنية بأن عملياتهم قد تقضى على الوطن، لذا هم يضربون ضرباتهم هنا وهناك ما بين تفجير برج كهربائى.. الاعتداء على جندى أو غيرها.
لهؤلاء المتطرفين دوائر فى العالم تعمل كمساندة حكومات ووزراء ورجال أعمال وسياسيين.
نحن نعيش حربًا حقيقية.
ونثق أيضًا فى القوات المسلحة المصرية بأنها قادرة على مطاردة تلك الجيوب الشيطانية والقضاء عليها.
العملية فقط تحتاج لوقت.. على المصريين الاصطفاف لمواجهة تلك الحرب القذرة التى يشنها المتطرفون ضد المجتمع ككل.. وهذا الاصطفاف يعنى عدم الانسياق وراء الشائعات تقديم كل المساندة وكل الدعم للجيش والشرطة والحكومة بشكل عام.. وأيضًا مساندة خطط التنمية، خاصة أن الإرهاب يرغب فى خنق البلد لو لم ينجح فى حرقها.
التطرف لن ينتصر فى مصر.. ثقتنا بلا حدود فى الجيش والشرطة والقضاء كمؤسسات قوية ومهمة للدولة.
التطرف لن ينتصر فى مصر.
لأننا عشنا وشاهدنا واقتربنا من سيناريوهات الحرب والقتل أثناء حكم الإخوان ولأن المصريين يكرهون التطرف، بكل صوره وأشكاله.
التطرف لن ينتصر فى مصر.
لأننا نكره صور القتل والانتقام التى تقدم عليها داعش فى العراق وسوريا وليبيا.
مصر فى حالة حرب.
وفى هذه الحالة.. يجب أن نعيد النظر فى كل سلوكياتنا إعلام وغيره، فى حالة الحرب لا مجال للشائعات ومنح الفرصة لنشر الدجل السياسى أو غيره، وعلى كل شخص ألا يترك نفسه ليصل لدرجة مساعدة المتطرفين بطريقة أو بأخرى.
إنهم يريدوننا أن نفقد الثقة فى كل من حولنا وحتى أنفسنا.
يريدون أن يقتلونا بدماء باردة بحجة أننا من خارج الجماعة، هذا التمييز العنصرى عنوان لهؤلاء القتلة.
هم لن ينجحوا.. التاريخ علمنا أن مصر دولة من الصعب تغيير هويتها ولدى الفرنسيين والبريطانيين الجواب فى هذا الشأن.
مصر تؤثر فى غيرها، ولا تتأثر بما لدى الغير، ولا تخضع إلا لهوى المصريين.
هذا هو سلاحنا ضد المتطرفين وهو ينجح دائمًا.
مع كل خطوة فى طريقة محاصرة المتطرفين ومحاربتهم سيفقدون أعصابهم وتزداد شراسة عملياتهم، ولأن الرئيس السيسى أعلن بوضوح خطة المقاومة المعتمدة على القانون والعدل لمحاربة تلك المجموعات التكفيرية الهدامة وهو أمر متوقع.
من السهل أن تضع عبوة ناسفة هنا أو هناك، أو اغتيال رجل شرطة أو غيره، لكنها محاولات تؤكد أن تلك الجماعة جبانة ومجموعة لصوص ستنهزم والعملية تحتاج إرادة وتصميمًا على هذا الهدف وهو ما يحدث الآن.