
كمال عامر
.. وانتصر الجيش إعلاميا «2»
غياب وسائل الاتصال بين الدولة والناس تقتل المشروعات الوطنية، ولا تشعرهم بحجم الانجاز الذى يتم على الأرض، «والناس مش حاسة بالإنجازات».. جملة ناتجه من غياب الخطاب الإعلامى القادر على تسويق الانجازات الحكومية بين الجماهير.
فى عملية الثأر العسكرى التى نجحت القوات المسلحة فى قطع أذرع المجموعات التكفيرية وقتل عدد كبير منهم.. العملية العسكرية دارت وسط حالة لم أرصدها من قبل، من رد فعل سلبى لم يتوقف على سياسيين تربطهم مصالح مع الإرهابيين ويغازلون التكفيريين. بل وجدنا أقلامًا جديدة تقوم بدور الإخوان بشأن نشر البلبلة والشائعات وهو ما يؤدى فى النهاية لفقدان الثقة بما نحن فيه!
يأتى هذا ضمن خطط مرسومة للإرهابيين للوصول إلى نقطة اصطدام الأفكار حول ما كنا نتفق عليه.. بعض الجيوب الإعلامية منحت المتربصين بالبلد فرصة لإثارة البلبلة والشكوك فى عملية الثأر العسكرية ونتائجها وما جرى، بل امتد التشكيك إلى أبعد من ذلك.
والموقف على الأرض كان تجسيدًا لبطولات وانتصارًا واضحًا للقوات المسلحة على الإرهابية.
الشئون المعنوية للقوات المسلحة قامت بتغطية عملية الشيخ زويد باحتراف إعلامى لم أره منذ 30 عامًا هى عمرى الصحفى، دقة أرقام الشهداء وقتلى التكفيريين وحقائق ما يحدث أثبتت أن القائم على الآلة الاعلامية يتمتع بحس إعلامى وقادر على إدارة معركة اعلامية وحسمها.
ودخلت الشئون المعنوية أحد أذرع القوات المسلحة فى معركة لا تقل عنفا عن معركة الثأر.
الشئون المعنوية فى معركتها مع الجيوب الإعلامية التى حاولت السيطرة على الشارع بالأكاذيب، وبث أخبار مغلوطة حول المعركة وهى تدرك جيدًا أن آذان وعيون المصريين تتجه إلى الإعلام للاطمئنان على البلد بشكل عام وقوات الشعب المسلحة، من هنا حاولت تلك الجيوب الإعلامية الاستفادة من تلك الحالة.. ونجحت فى عمل بلبلة وإثارة جدل وتشكيك لفترة زمنية مؤقتة كان من الممكن أن تزيد وتتسع لولا يقظة وحكمة الشئون المعنوية بالجيش بتحركها السريع والمدروس فى نشر حقائق الأحداث بالتفصيل وبوسائل حديثة تتلاءم مع كل شرائح المجتمع.
معركة الشئون المعنوية لم تكن سهلة. فالعدو هنا برغم أنه معروف لكنه يملك مناطق قوة ونفوذ فضائيات وصحفًا وأموالاً وحرية وحركة فى البث والحوار والرسائل الذى يريد تحريرها قد لاتتوافر لغيره.
بينما الشئون المعنوية للجيش تملك الحقائق وكل تفاصيل عملية الثأر وشهادات موثقة وتحركًا منضبطًا ومحسوبًا.
ما أريد قوله إن نجاح القوات المسلحة فى معركة الثأر مع التكفيريين اكتمل هذا النجاح بالدور المهم والمؤثر للشئون المعنوية والتى نجحت من خلال سلوك إعلامى جديد ومقنع فى:
أولا: التأكيد بأن هناك جيوبًا إعلامية.. الانتهازية تعبث بالوطن تنتظر الظروف للانقضاض على البلد وقد نجحت فى كشفهم للمجتمع.
ثانياً: جذب شرائح المجتمع المختلفة بعمل حالة استنفار ضد المخربين.
ثالثًا: زيادة الثقة والفخر تجاه القوات المسلحة واصطفاف الشارع حولها والإيمان بقدرتها على حماية الوطن والمواطن.
رابعًا: قطع الإمدادات بين الجيوب الإعلامية بالداخل ومحور الشر بالخارج بتوفير الحقائق المصورة والمسجلة للمعركة أمام القارئ والمشاهد وهو إسقاط الأكاذيب وأصحابها من الإعلاميين وبالتالى تحجيم إعلام الخارج المتربص وهزيمته تمامًا بعد أن كشفت الشئون المعنوية كل خطط وأكاذيب إعلام الداخل المأجور والذى كان أداة لإعلام الخارج فى نشر الأكاذيب وتزوير ردود الأفعال وتوقع النتائج.
خامسًا: أعتقد أن أهم نتائج المعركة الإعلامية التى حسمتها شئون الجيش المعنوية المجموعة الإعلامية الإرهابية هى قدرة أذرع الجيش فى التصدى لأى خروقات قد يضعها البعض لإلحاق الضرر بمصر والمصريين مهما كان أصحاب تلك الخطط وفى أى موقع.
سادسًا: الإعلام غير المدرك لما نحن فيه سواء بقصد أو غير قصد تلقى درسًا لن ينساه صفعة قوية صداها فى الداخل والخارج.
سادسًا: مصر بلد قوى بكل ما فيه ولا تفريط فى أرض الوطن.