الأربعاء 30 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سعود الفيصل.. وعودة مصر لأهلها

سعود الفيصل.. وعودة مصر لأهلها






■ على مدار أربعين عامًا تولى خلالها حقيبة الخارجية السعودية تمكن الأمير سعود الفيصل من إدارة دفة الدبلوماسية السعودية فى العديد من الأزمات ببراعة ومهارة واحترافية نادرة.
سعود الفيصل أدار أخطر الملفات الشائكة بدءًا من الحرب الأهلية اللبنانية التى أنهاها باتفاق الطائف 1989.
الفيصل قاد حربًا سياسية ضد إسرائيل مدافعًا فيها ومقاتلا من أجل فلسطين والشعب الفلسطينى.
خبرته التى اكتسبها على مدار تاريخه مع الدبلوماسية السعودية منحته رؤية ثاقبة وشاملة لتقييم الأحداث خاصة بالتغيرات السياسية الأخيرة التى شهدها العالم العربى.
مصر لها مكانة خاصة لدى الشعب والقادة بالمملكة العربية السعودية.. لم تترك المملكة فرصة إلا واستغلتها لتأكيد عمق العلاقة بين البلدين.. سعود الفيصل كان المهندس الأهم فى وضع البرامج التنفيذية السياسية لترجمة الموقف.
فى 30 يونيو الموقف السعودى الرائع والقوى المؤيد لإرادة المصريين كان له الأثر الأهم فى تغيير مراكز القوى العالمية لصالح الشعب المصرى بعد حالة من الانقسام حول الموقف.
سفير المملكة السعودية بالقاهرة أحمد قطان وهو عميد الدبلوماسية العربية جسد موقف الأمير سعود الفيصل الداعم بقوة لمصر.. وكشف عن موقف من تلك المواقف عندما استدعاه الأمير سعود الفيصل إلى باريس قبل لقاء له مع الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، الفيصل ناقش مع قطان مسودة لكلمة يلقيها فى وجود الرئيس الفرنسى.. واقترح أن تختصر إلى عميد السفراء العرب بالقاهرة الاختصار نظرًا لظروف المقابلة ولكن المفاجأة أن سعود الفيصل أضاف إلى مسودة الخطاب أوراقًا جديدة.
الفيصل وقف فى قلب أوروبا ومن باريس وبجواره رئيس فرنسا بصوت عالٍ ليصل إلى العالم كله فى خطاب تاريخى فى 19 أغسطس 2013 أمام الإليزيه التقينا مع فرنسا على إعطاء خارطة الطريق فى مصر فرصة لتحقيق الأمن والانتخابات المبكرة.
مؤكدًا أن ما تشهده مصر الشقيقة اليوم يعبر عن إرادة 30 مليون مصرى خرجوا فى 30 يونيو معربين عن رغبتهم فى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة كنتيجة حتمية لتدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.. بعد أن رفضت الرئاسة السابقة الاستجابة لرغبات الملايين من الشعب المصرى.. «إن انتفاضة ثلاثين مليون مصرى لا يمكن بأى حال من الأحوال أن توصف بالانقلاب العسكرى».
إن المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا وقفت وستقف دائمًا مع مصر وأن الدول العربية لن ترضى مهما كان بأن يتلاعب المجتمع الدولى بمصيرها أو أن يعبث بأمنها واستقرارها مضيفًا أتمنى من المجتمع الدولى أن يعى مضامين رسالة خادم الحرمين الشريفين بأن المملكة جادة ولن تتهاون فى مساندة الشعب المصرى لتحقيق أمنه واستقراره.. إما عن وقف مساعدته لمصر أو يلوح فإن الأمة العربية والإسلامية غنية بأبنائها وإمكاناتها ولن تتأخر عن تقديم «يد» العون لمصر فمصيرنا واحد وهدفنا واحد.
المملكة العربية السعودية هددت العالم من أجل مصر.
سعود الفيصل كما جاء على لسان زعماء ووزراء العالم قضى حياته متفانيا فى خدمة قضايا أمته.. إرثا كرجل دولة ودبلوماسى لن يُنسى.. أجيال من القادة استفادوا من خبرته الدبلوماسية.. أفنى عمره فى خدمة الأمة العربية.. فقدت الأمة رجل وفارسًا.. عملاق السياسة الخارجية فى العالم.
■ قطان قال: الفقيد الراحل كان لا يبالى بأى شىء إلا مصلحة العالم العربى ومصر، كان يحب مصر محبة خاصة.. كان يرى أن مصر تستاهل كل خير.
■ رحم الله سعود الفيصل وغفر له وأدخله الجنة.
مواقفه القوية ساهمت فى صناعة تاريخ جديد لدول عربية وإسلامية وموقفه الرائع والقوى بجانب إرادة المصريين فى 30 يونيو كترجمة لموقف السعودية شعبًا وحكومة أعتقد ساهم فى عودة مصر لأهلها.