
كمال عامر
اللوم للإخوان وليس للثوار
■ قضية الساعة الآن هي الدستور الجديد.. إنزعاج.. ورفض وتأييد.. الرافض أكثر صوتا.. والمؤيد ملعون.. ومابين الاثنين شعار ممنوع قراءة المسودة.
أولا قبل أن نعلن عن ضرورة أن يكون الدستور معبرا عن تطلعات الجميع.. إزاي!.. هذا ضرب من ضروب الخيال.. ولا يمكن تحقيقه مطلقا.. إذاًً يجب البحث عن حلول وسط!.
الصحفيون كانوا سلطة رابعة.. ووسط هذا العنوان أو تحته تعرضوا للسجن والغرامات وكل أنواع السخافات.. ولا أعلم يعني إيه سلطة رابعة.. ويعني إيه حصانة ومتأكد إنها شعار مرفوع جميل فقط..
في مواد الدستور مواد جيدة.. ومتفق عليه.. وأيضا هناك مواد عليها خلاف.. وهي أمور عادية..
■ لماذا نضغط بالدستور وكل حياتنا ملخبطة.. وماذا يفيد دستور في بلد الإقتصاد محروق.. وكل البنية الأساسية خرابة.. والدخل المالي مهزوز.. والمستقبل أسود في أسود.. ماذا يفيد دستور متوافق عليه أو متفق عليه والتعليم عندنا مازال بعيدا عن العالمية.. ودخول أي مستشفي حكومي يعني الموت.. وشوارع لا يمكن أن ترحم مريضا في سيارة.. وشباب حلم عمره شقة تستره!.
■ قولوا لي ماذا يفيد دستور توافقي أو متفق عليه أو أي مصطلح ومصر تتعرض لحصار اقتصادي عربي ودولي ناتج عن تصرفاتنا الطائشة في معالجة الأمور المهمة.. وهذا معناه وقف الاستثمارات.. إغلاق المصانع واشرب ياشعب!.. وافرحي يا معارضة وزغرد يا مرسي!.
■ ماذا يفيد الدستور أو الديمقراطية والناس مش لاقية تأكل.. والخراب بدأ يتسلل لنا.. والمواطن لا يجد إلا انتهاك القانون للحصول علي ما يسد رمق أسرته!.
ماذا يفيد الدستور والكساد يعم مصر المحروسة وكل حاجة فيها متلخبطة.. ولا يمكن أن ترصد ماذا يحدث ليس غداًً.. بل بعد ساعة!.
■ الطعام ولا الدستور..
■ العمل والتنمية والإنتاج ومصالحة رجال الأعمال.. ولا الدستور..
■ الروح الانتقامية والحقد وتهديد الأرواح والأرزاق.. ولا الدستور.
قد يقول أحدهم: الدستور أولا.. لكن الناس في معظم أنحاء مصر من البسطاء يصرخون: الأمن أولاًً..
■ والغذاء والدواء والكساء أولا.. والنظافة وفرص العمل أولا.. وهي أمور خلافية.. وكل شخص حر في رأيه!.
■ ما الأولويات بالنسبة للمواطن البسيط لا الثائر أو معتصم التحرير أو المثقف أو من في المنطقة.. هناك اختلاف واضح بين الفكر هنا وهناك.
طيب الحل إيه؟
أراه في هدوء لبعض الوقت.. في مصر الآن الخلافات مزقت الناس والتجمعات.. كل شخص الآن ينظر للموقف طبقا لمنظوره الخاص.. لمصالحه.. علي هواه.. والمصري البسيط يدفع الثمن.
حالة القرف التي أشعر بها والغضب أعلم أسبابها.. أعلم أن المشهد الذي أراه هنا وهناك أشبه بالسيرك فيه مهرج.. والشخص الذي يلقي النكت والساحر المخادع.. والجمهور مع الأسف يصفق ويصرخ ودموعه تتساقط من الانفعال.
مصر إلي أين تتجه؟
ما أراه أعتقد أنها تتجه نحو الانفجار.. الانفجار هنا بأيدينا.. لا أحد يرحم.. أو يحاول أن يتعامل مع البلد برحمة.
■ الإخوان المسلمون يرون أن الظروف الحالية هي أهم فرصة لهم في الحياة والاستمرار.. لذا هم يدافعون عنه بشراسة!.
القوي الثورية التي توحدت بعد قرارات مرسي الأخيرة هي نفسها التي كانت تتقاذف الطلقات فيما بينها.. هي نفسها التي رفضت أن تتوحد تحت قيادة شخصية واحدة لمنافسة مرسي في انتخابات الرئاسة.. ولو فعلوا ذلك لكان أحدهم رئيسا لمصر.. والسؤال: لو استجاب مرسي لوجهة نظرهم في إلغاء الإعلان الدستوري، هل تتوحد تلك القوي تحت رئاسة عبد المنعم أبو الفتوح أو د.البرادعي أو صباحي.. أشك.. لأن الخلافات بينهم أعمق!.
■ أنا ضد سلوك التأسيسية في الانتهاء من مناقشة مواد الدستور.. هي التي منحتنا الانطباع بأنهم تلقوا أوامر بضرورة الانتهاء منه في وقت محدد.. هي أيضا من خلال ممارسة المستشار الغرياني كأنهم مجموعة تتلقي وغير متحررة.. المشكلة أن المنسحبين من التأسيسية من الرافضين أو ممن أعلنوا رفضهم لمواد الدستور الجديد هم المسئولون عما حدث.. ثم أسأل: لماذا الاستقالة في الساعة 25.. ولماذا ليس قبل ذلك.. لقد حاولوا عدم خسارة الشارع.. والفضائيات وغيره!.
■ القصر الجمهوري بمصر الجديدة.. الاتحادية.. تحول بشأن تأمينه إلي ما قبل رحيل الرئيس مبارك.. الجيش نزل.. الأسلاك الشائكة نزلت وجاهزة.. غلق مداخل الشوارع المحيطة بالقصر.. الخطة جاهزة.. وهو أمر أشعر بالأسف لأنني سوف أعاني من تلك الأسلاك حيث أنني أحد سكان تلك المنطقة وأيضا غاضب لأن الإخوان قدموا لنا فلسفة جديدة في فن الاعتصامات وقطع الطرق والتي ابتكروها.. وهو المحاصرة.. حاصروا المحكمة الدستورية لمنع القضاة من النظر في التأسيسية وإعلان مرسي.. الرد حصار القصر الجمهوري ومن بداخله.
إذا اللوم للإخوان وليس للثوار.. وعلي الرئيس مرسي أن يذهب إلي عابدين.. خطأ الإخوان المسلمين عندما صنعوا الاضطرابات والاعتصامات للضغط علي مبارك.. لم يعلنوا انتهاء الفيلم.. والآن هم يشربون من نفس الكأس.
علي الرئيس مرسي التفاوض مع شركاء الميدان.. هم لن يتركوه ينعم بأكل التورتة وحده.. مهما كانت المبررات.
[email protected]