الخميس 24 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التظاهر.. بين الحلم والكابوس

التظاهر.. بين الحلم والكابوس





في ملاعب كرة القدم عندما نجد أن هناك فريقًا ماهرًا أكثر من اللازم وأن خصمه بات ضعيفًا.. أو أن أحد الفرق قام بتسجيل عدد كبير من الأهداف في مرمي المنافس.. أو أن لاعبًا سجل عددًا من الأهداف وقام بأكثر من فاصل من الترقيص الكروي.. نسمع هتافات الجماهير «كفاية حرام»..
عندما يعتدي شخص ما يشعر بقوته علي شخص ضعيف.. نسمع نفس العبارة الجميلة.. كفاية.. حرام..
في الأحداث الجارية الآن في ميدان التحرير وأمام القصر الجمهوري في روكسي.. مشهد أولًا له شقان.. تبرز فيه الكوميديا السوداء فأنا فرحان بالمشهد سياسياً.. وأتألم لأن الطرق  والشوارع المحيطة بالقصر تم منع المرور فيها تمامًا.
وهو جو اشبه بما حدث قبل تنحي الرئيس مبارك.. بل أري أن الاحتياطات الأمنية أكثر تشددًا.. حيث تم منع المرور حول شوارع وأضلاع القصر.
المهم أن القصر الجمهوري الآن أصبح تحت رحمة ثوار يرفضون إعلان الرئيس مرسي الدستوري والذي صادر وأمم به الثورة لصالحه  شخصيًا.. وألغي دور كل رفاقه من الاتجاهات الأخري.
■ «الخناقة» زمان كانت من  أجل  التغيير.. وكانت مع الرئيس السابق مبارك والذي أرغم علي الرحيل.. الآن الاشتباك في مواجهة الرئيس المنتخب وهناك فارق كبير. وان كانت النتيجة واحدة، وهي زيادة غضب الناس من الثورة!!
■ د. جمال زهران عضو مجلس الشعب الأسبق أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس.. رجل محترم ليس مثل الثوار الجدد ممن يحاولون تحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية دون أن يدفع أي منهم أو يتحمل ثمناً لذلك.. جمال زهران خاصم النظام السابق.. وهاجمه بضراوة.. ولعب دورًا مهمًا في الثورة ضده.
ومازال يقف في نفس الخندق.. وهو ما يدفعني للاعتقاد بأن هناك انحرافًا في الثورة لم يرض زهران بدليل أنك مازلت  تجده ثأئرًا وغاضبًا.
■ من الواضح أن هناك أسبابًا متنوعة منها عدم النضج السياسي للكثير من شرائح المجتمع.. وسرعة الأحداث وتلاحقها التي تواجه مصر منذ يناير    2010 لم تمنح البعض فرصة لالتقاط الأنفاس وبالتالي دراسة ما يحدث بعمق .
إذاً المراهقة السياسية التي نعيشها وراء الانقسام الموجود.. حيث يري كل فريق أسوأ ما في الآخر.. برغم وجود أكثر من جزء مضيء يمكن الاستناد إليه.. للتقارب!
■ ماذا يحدث؟ وإلي أين نذهب؟
من الواضح أن الإخوان المسلمين استوعبوا الدرس.. ودرسوا الموقف جيدًا.. وقد حققوا نجاحات واضحة قد لا ترصدها أعين المختلفون معهم.. في نفس الوقت يحاول المعارضون لفلسفة الإخوان في إدارة البلد استغلال الغضب الشعبي من تذبذب أوجه الحياة والأحوال المعيشية بالذات للتأجيج والتداخل في الأمور السياسية للبلاد.
■ إذاً من يفوز في معركة تكسير العظام بين الإخوان وقوي الشعب الثورية؟
■ لا ألمح حلًا إلا في «يد» مرسي!
هو يضغط بالصمت والسكوت.. ليزداد الغضب الثوري أولًا لقياسه بدقة.. وحتي يتثني له التقدم بمبادرة منه غير قابلة للرفض.. لتمثل بارقة الأمل..
■ تنقلت بين المعتصمين بالتحرير.. وأيضًا اختلطت مع المظاهرات التي تقترب من القصر الجمهوري بمصر الجديدة.
فرحان بأن في بلدي مظاهرات حضارية مثلما كنت أشاهدها في دول العالم التي زرتها.. فلقد عشت في ألمانيا عددًا كبيرًا من المظاهرات.. فالبوليس يحمي المتظاهرين وتم تحديد أماكن خاصة للتظاهر.. وهناك خطوط حمراء.. فممنوع الاعتداء علي المنشآت العامة والخاصة أو تعطيل المرور.
كنت أشاهد المظاهرات هناك باندهاش.. هتافات.. لافتات.. أغان والمهم كنت أردد مع نفسي. لماذا لا يحدث ذلك في بلدي مثل هذا المنظر الرائع المتحضر.. بعد ثماني سنوات رأيت بلدي كلها في مظاهرات وبمرور الوقت وجدت الرفاق ينقسمون وغداً سوف يتحول الود إلي خصام وقتال وهو ما يدفعني إلي القول بأن مظاهرات الخارج لها هدف واضح.. أما عندنا في مصر فهي غير واضحة الهدف.
في ألمانيا المتظاهرون يسيرون في نظام دون أي بادرة لتعطيل مصالح الناس.. التظاهر محدد بوقت ومكان..
في مصر كل شيء مباح وهو ما يؤكد أن معظم المتظاهرين هم دون عمل والمظاهرات «بزنس»!!
■ الدستور ياسيادنا.. ليس هو سبب التظاهر.. لكن الأخطر هو الإعلان الدستوري الذي ألغي دور كل قيادات الثورة من غير الإخوان..
أقولها عالية «كفاية تظاهر.. حرام وقف الحال»..
كفاية تشويه وقتل معنوي متبادل وحرام تعطيل الاقتصاد.. والوزارات والمدارس.
كفاية اعتصامات وقطع طرق وسرقة ورش السكك الحديدية وأراضي الدولة وارتفاع الأسعار.
حرام حرق البلد عن عمد.. من أجل حلم أخواني في السلطة ولم يعمل في النور منذ 80 عاماً.. أو ثوري مدعي أنه صاحب ثورة هو يعلم قبل غيره أنه قد تم استدعاؤه للمشاركة بمحضر رسمي!!
■ ورسالة أوجهها للقوات المسلحة المصرية «تحملتم سخافات ثورية.. ومؤامرات من كل صوب، من الداخل والخارج.. تعرضتهم لاتهامات شتي ولم تفقدوا أعصابكم.. التاريخ سوف يكشف دوركم الحقيقي في حماية البلد. حافظتم علي المنشآت والمواطن.
شكرًا لكل فرد من قوات بلدي المسلحة.. لولاكم لربما باع الرفاق البلد قطعة وراء قطعة».. 

[email protected]