
كمال عامر
جريمة خطف بلد!
■ بدون شك الشارع غاضب من الإعلان الدستورى.. والنخبة من مسودة الدستور.. غضب الشارع مشروع.. لأن نفس الشارع ونفس وتيرة غضبه هى السبب الأهم فى التغيير الذى نعيشه.. ونحاول استغلاله للأفضل.
الإخوان المسلمون بدورهم حاولوا ومازالوا خطف البلد، مع تهميش الغير.. وهو خطأ استراتيجى لأكثر من سبب الأول أنهم غير مدركين لضخامة المسئولية عن 84 مليون شخص وتجربتهم فى هذا أيام فقط ــ لا تتلاءم مع المتطلبات الضرورية لحياة تلك الملايين.. والملاحظ أنهم مازالوا مصرين على تقديم أنفسهم للناس بأنهم الأقدر وحدهم.
والأمر الثانى خطتهم لتبرير عدم تعاونهم مع القوى السياسية الأخرى بتشويه قيادتها عن طريق قوالب جاهزة من الاتهامات.
النتيجة أن خصوم الإخوان خيبوا ظن الجماعة واتفقوا فيما بينهم على إسقاط الجماعة نفسها والرئيس مرسى وهو تصعيد ما كان يحدث لو أن الجماعة اتخذت توجه التعاون مع الآخرين.
التصعيد يخدم القوى الوطنية أو جبهة الإنقاذ وتشدد الإخوان أيضًا وأى خروج منهم على شعار سلمية يمنح المعارضين لهم فرصة تاريخية لحصد النتائج.
بمعنى آخر إذا كان الإخوان مازالوا مصرين على تقديم أنفسهم بأنهم جماعة «فتونة» أو عنف دون دعوة أو رسالة سامية لو فعلوا ذلك خسارتهم مضمونة.. خاصة أن خصوم الجماعة أصبحوا مدركين أن من السهل جدًا اللجوء للعنف أو الرد عليه وإحراج الجماعة فى نفس الوقت.
■ أؤكد أن حكمة قيادات الشرطة ــ قوات رئاسة أركان الأمن المركزى بتفويت الفرصة على بعض الأفراد ممن أرادوا أن يتحول المشهد إلى اللون الأحمر وسقوط ضحايا.
الشرطة رفضت التعامل بعنف مع المتظاهرين أمام القصر الجمهورى وهى تستحق التحية والتقدير.. وأحذر أن سقوط أى ضحايا من جانب القوى الرافضة للإعلان الدستورى يعنى زيادة نبرة الغضب وبالتالى رفع سقف الطلبات.
■ الرئيس مرسى يجب أن يستمع لشعبه من غير المعقول أن يرفع شعار «اتركوهم يتظاهرون..» وهو مبدأ خطأ.. هو يعلم قبل غيره بأن نصيبه فى الثورة هو النسبة الأقل.. هناك من هو أكثر حقًا منه.. والأهم أنه رئيس لمصر.. ولو لم يتدخل بنفسه لنزع فتيل الأزمة سوف تتصاعد الأمور ويجد نفسه مضطرًا لوضع حلول.
العالم مازال مهتمًا بالدول المحورية ومصر إحداها.. هو قد يترك الأمور بعض الوقت ولكن ليس كل الوقت.
■ الرئيس مرسى لا أتمنى أن يصل التصادم معه إلى أن تطالعنا وزيرة خارجية أمريكا أو رئيسها ببيان مضمونه أن ينصت لشعبه والآن.
ليس عيبًا أن يتحاور الرجل مع قيادات الشارع ولا يقلل منه أن يستجيب لهم فيما هو فى مصلحة الوطن.. الرفض وتسفيه الموقف ديكتاتورية وأتمنى ألا تلتصق تلك التهمة برئيس مصر.
أنبه إلى أن الغضب ضد مبارك ونظام حكمه محدد فى فساد مالى.. ديكتاتورية حكم.. ومستوى معيشى مؤلم.. بمرور الأيام بدأ الشعار يتبدل ويقل عدد الغاضبين بعد أن اتضح أن مثل هذه الشعارات كانت لازمة للتغيير.. والأخطر أن قوى المعارضة اتهمت الرئيس مرسى بأنه الديكتاتور الأعظم وأن الفقر زاد والديمقراطية التى وعد الشعب بها مجرد شعار.. الممارسة قوضت كل الشعارات التى كانت مرفوعة ضد نظام مبارك.. الآن على الرئيس مرسى أن يتحرك و«يلم» الموضوع.
■ فى نفس الوقت ليس فى السياسة أمور مطلقة.. وهو ما يوضح أنه لا تنفيذ لكل الطلبات.. وعلى المعارضة أن تتفهم الموقف وتبحث مع الرئيس مرسى عن حلول.
■ لاحظت أن التغيير الذى ننشده جميعًا للشعب المصرى كلام أجوف.. المفروض أن نبدأ بالتغيير فى أفكارنا والوضع صعب جدًا.. لأن لا أحد يرضى بالتفكير الهادى السليم.. والنتيجة الكل يتحدث فى وقت واحد.
■ بعد قراءة متأنية للدستور أجد أن هناك عددًا من المواد يحتاج للتوضيح وهى تمثل 10٪ فقط من كل المواد المرحب بها وهو أمر لا يحتاج إلا لشخص هادى وفاهم ومثقف يشرح بدون تهديد.. ويستمع بلا تشنج ويمكن أيضًا إعادة صياغة تلك المواد.. بالمناسبة لو تمت الموافقة على هذا الدستور أتوقع سقوطه مع أول تغيير فى الحكم وبأى طريقة.. الدساتير لم تمنع الانقلابات ولا التحول إلى الديكتاتورية.
أكبر عتاة الإجرام السياسى فى العالم قتلوا الناس وسجنوهم تحت سمع وبصر دساتير ديمقراطية 100٪ المهم التطبيق.
[email protected]