
كمال عامر
موقعة القصر.. من يحاسب؟ ومن المسئول؟
■ كنت على بعد متر إلى 180 من أحداث موقعة القصر فنهمى المهنى ورابطة الجوار فأنا جار الرئيس مرسي.. كانا وراء ذلك..
.. أبنى الصغير يوسف وأمه محبوسان فى البيت بأمر الحذر والخوف وعمرو ونور ممنوعان بحكم الحواجز والاشتباك وإطلاق النار والخرطوش من تخطى الحواجز والحشود وتم احتجازهما فى التجمع الخامس.. شبح الموت اقترب من أسرتي..
مجموعة من الشباب يمثلون فرقاء القوى السياسية فى تصادم ليس كل شباب الإخوان قتلة ومرتزقة.. بينهم شباب زى الورد محترمان.. وأيضًا بينهم من تم التغرير بهم وجمعهم الهوس الدينى والسياسى بأنهم سيذهبون إلى القصر الجمهورى لمحاربة الكفار العلمانيين وأعداء مرسى والإخوان فباسم الدين تسال الدماء وتشن المعارك كما استخدمه بابا الفاتيكان في القرون الوسطي لمحاربة المسلمين وغزو الشرق...
أمام القصر الجمهورى حدثت مذبحة.. إطلاق نار وخرطوش وقنابل دخان وأسلحة دخان.. وتترى الأخبار لتعلن تورط الإخوان المسلمون.
من الذى جاء بتلك الأسلحة والقنابل إلى قصر الرئيس مرسي؟! فى حين أن القوى الثورية كانت فى موقف الدفاع عن النفس..
هناك أخطاء أدت إلى جرائم بشعة أسالت الدماء وأزهقت أرواحًا والمسئول عن كل هذا هو الرئيس مرسى شخصيًا وقيادات الإخوان المسلمين وتحديدًا الخمسة الكبار منهم..
■ مسئولية مرسى تتوافق ومسئولية مبارك.. المجازر حدثت فى عهد الأول حتى لو لم يشارك أو يساعد أو يأمر بها.. مبارك حصل على حكم بالسجن.. ومرسى مسئول مسئولية مباشرة أو غير مباشرة.. عما حدث..
■ الإخوان المسلمون هم الخاسرون من مجزرة أو موقعة القصر.. لأنهم منحوا خصومهم الأفضلية والفرصة لكشف سلوك الإخوان العدواني.. وليؤكدوا الصورة القاتلة التى رسخها الماضى فى أذهان الناس..
عندما وقعوا فى كمين تم نصبه لهم من خصومهم.. أى كان اتجاههم..
المشهد الآن وأمام العالم أن الإخوان المسلمون مجموعة «تخريب» و«عنف» ودم ولا يحترمون الديمقراطية.. هذا هو المشهد فى العالم وأمام المصريين.. برغم أن الحادث طبيعى فى ظل تغيرات عميقة على خريطة إدارة مصر.. الإخوان لم يحققوا أى نجاحات من وراء موقعة القصر.. بالعكس خصومهم أصبحوا أكثر شراسة.. فى الميدان وخارجه..
والقوى المعارضة للرئيس مرسى فازت بالنقاط فى المباراة..
دماء المصريين سواء من شباب الإخوان أو خصومهم من القوى الثورية فى رقبة مرسى شخصيًا.. كان من الممكن للرئيس أن يمنع بقرار أى قوى إسلامية من الاعتداء على المتظاهرين.. الرافضين للإعلان الدستورى أو لسلق الدستور وإلا أن الرئيس مرسى أصبح ضعيفًا أمام مكتب الإرشاد وهذا واضح للغاية.
أصدق أن ميليشيات مندسة مدربة لها قيادات ومسئولون كانت هناك..
وأصدق أيضًا أن مرسى كان يعلم ماذا سيحدث لأن السيناريو تم إعلانه بالتفصيل على لسان تيارات سلفية وإخوانية..
أنا شخصيًا أى نقطة دم من شاب إخوانى أو معارض لمرسى فى رقبة الرئيس شخصيًا..
قلت لابني: لو أصابتنى طلقة.. خذ ثأرك من أولاد مرسى أو أولاد البلتاجى أو العريان أو المرشد أو ثلاث شخصيات أخرى يسخرون الفتاوى الدينية لصالح أغراضهم الشخصية..
قلت لابنى لو مت لا تقم لى عزاء.. ولو لم تحقق ثأرك.. قل لأولادك.. الأزمة هنا تعنى لا قيمة للحياة لى أو لغيري.
القتلى هم أولادى أيضًا وأشقائى على السواء..
والدم عند الرئيس العنيد الذى يفتقد المرونة السياسية فيرفض التنازل لو قليلًا ليس لصالح الشارع السياسى بل من أجل بلد بأكمله.. حقنًا للتوتر والدماء والذى يسأل عنه بالقول والفعل على سفك الدماء
أذكر عندما مارست شبكة لافون الجاسوسية فى مصر فى حقبة خمسينيات القرن الفائت إن إسرائيل اغتالت عددًا عديدًا من اليهود على أرضنا وأطلقت عليهم القنابل والرصاص.. برغم أنهم من بنى جلدتهم.. من أجل هدف أكبر وهو تشجيع باقى اليهود على الهجرة إلى أرض الميعاد.
أرجو ألا نلغى عقولنا قد تكون النيران القاتلة صديقة.. على الأقل يجب أن يعلنوا أمام الإعلام أن القتلى ينتمون إليهم..
[email protected]