
كمال عامر
"لا" لمقاطعة الاستفتاء
أعلم أن هناك ثورة فى الشارع رافضة للإعلان الدستورى وبما يسمى عملية «سلق الدستور»
.. أعلم أيضًا أن مساحة الغضب كبيرة.. افترض أيضًا أن النسبة الأكبر من الغاضبين لهم ملاحظاتهم فيما يحدث.
القوى المعارضة نفسها قصير.. فهنا مظاهرات وهتافات وحشد بسم الله ماشاء الله.. كلها أمور بالفعل مطلوبة شعبيًا، وقد تحققت حينما جذب ثوار الشارع الأنظار لقضاياهم وخلافاتهم مع الرئيس مرسى وجماعة الإخوان المسلمين الثوار نجحوا بامتياز فى فرض كلمتهم وتعاطف الملايين مع هتافاتهم..
فى نفس الوقت أرى أن قيادات الثوار لم يحققوا النجاح بنفس النسبة كما فعلها ثوار الشارع.
فقد قادوا المظاهرات نعم ووصلت إلي الميادين.. وكان التحرير الأكثر أمنًا.. لكنهم اختفوا من أمام قصر الاتحادية.. والأهم.. أن رفض قيادات الثوار من حضور اجتماع القوى الثورية والحزبية مع الرئيس مرسي.. أرى أنه أضاع فرصة تاريخية لتسجيل الموقف علنًا!! عدم تلبية الدعوة.. أتاح للمجموعة المحيطة بالرئيس مرسى أو المقربة له بالأحزاب ممن تمت دعوتهم الاستئثار بالقرار.
قد يقول أحد زعماء الثوار: لو حضرنا لفقدنا شعبيتنا ؟ وفى وجودنا لن يغير مرسى أفكاره؟ ولو تواجدنا لخسرنا التصويت، الرد من وجهة نظرى لو حضرتم ما كان الرئيس مرسى يكسب جولة بعد نصف ساعة فقط من حضوره موجهًا كلماته للحضور.
النائب معكم.
سوف انفذ كل ما تتفقون عليه؟ ربما خشى مرسى الموقف وأكمل الاجتماع فى حضور المعارضين.. وبالتالى كان زعماء الثوار حمدين صباحي، أبو الفتوح، البرادعى وأبو الغار وبقية رؤساء الأحزاب سيسجلون بحروف من نور كلمة «لا» فى حضور الرئيس.. وسوف يصرون عليها أثناء التصويت.
لو حدث هذا كانت القوى المحسوبة على الثوار والمحسوبين على الرئيس مرسى والمتعاطفين مع الإخوان ستشعر بالحرج.
انسحاب قيادات قوى المعارضة من اجتماع مرسى أمر غير حكيم..
المواجهة هى أفضل الطرق لتوصيل الرسائل..
فى نفس الوقت أنا ضد مقاطعة الاستفتاء على الدستور فيما لو وصل الأمر إلى تلك المحطة.. وفشلت كل الجهود لوقف الاستفتاء والغاء الإعلان الدستوري.
على الجميع أن يذهب للصندوق.. يقول «لا» لو أراد.. أو كان رافضًا.. أو يحمل وجهة النظر المخالفة.. لأنه إذا لم يذهب الرافضون إلى الصندوق.. سوف يتركون الملعب لصالح الإخوان المسلمين وأنصارهم.. وهو ما سيتكشف لى ولغيرى أن المعارضة فى مصر لم تختلف أو تتبدل فى سلوكها.. هى تختار الطريق السهل دائمًا.. وتفضل الوقوف على الهامش..
ترك يوم الاستفتاء للإخوان أمرًا يصب فى مصلحة المؤيدين للإعلان الدستورى وهو ما تهدف المعارضة إلى تحقيقه.
على المعارضة فى بلدى وأنا حريص عليها أن تدرس سلوك ونمط المعارضة فى الدول الديمقراطية.. وكيف يمكنها تحقيق أهدافها.
أكرر بوضوح.. مقاطعة زعماء الأحزاب المعارضة والقوى الثورية المناهضة لدعوة مرسى بالاجتماع للبحث فى حلول للمشاكل العالقة فى الشارع أمر غير مفيد بل آراه كان وراء خسارة معنوية كبيرة.. الثوار فى حاجة ماسة إليها.. وأيضًا الدعوة إلى مقاطعة الاستفتاء.. تصب فى صالح الإخوان وهو أمر لا أظن أن المعارضة تسعى إلى تحقيقه.. ثم ان الخوف من الذهاب إلى الاستفتاء أراه دعوة انهزام مبكر واستشعار تراجع وإعلاناً رسمياً بفوز الإخوان..
.. إلى المعارضة.. شاركوا وشاهدوا التجاوزات.. وامنعوا وصول التجمعات للجان.. ومنها اتوبيسات نقل الناخبين.. وراقبوا وتحروا وامنعوا الرشاوى والتزوير.. وكونوا لسان الحقيقة بإعلانكم حالات التزوير إذا ما كشفتموها.. ناضلوا من أجل الديمقراطية..
عزيزى المعارض اذهب وشارك وقل «لا» ممكن أن تكون النتيجة لصالحك.. وعلى تقدير آخر أن يمرر الدستور بـ24 مليون «نعم» بالطبع ستكون نسبة الفوز للتمرير أقل بكثير فيما لو شارك الرافضون!!
الإخوان المسلمون هم الأسعد حالًَا فى غياب مشاركة خصومهم على الأقل سيحصلون على فرصة تبعدهم عن الضغوط النفسية والمالية.
استجابة الرئيس مرسى للشارع وإعادته النظر فى أى قرار أصدره أمر لا يقلل من هيبة الرئيس فقد فعلها عبد الناصر فى عام 56 والسادات فى 77 .
بل أراه أيضًا انحيازًا مرغوبًا للشعب.. هو أمر طبيعى لأن الشعب مصدر السلطات..
و هى مواءمة سياسية مطلوبة!!
[email protected]