الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يعنى إيه موت فى الميدان

يعنى إيه موت فى الميدان





 
 
 
عارض فى الميادين.. أمام الاتحادية أو فى التحرير.. هذا حق من حقوق المواطن.. ترجم غضبك إلى هتافات تزلزل المكان.. قل «لا» أصرخ أكتب.. قول شعر.. أرسم على السور.. ردد الهتافات.. شارك فى مظاهرات.. هذا حق لك وهذه مبادئ متفق عليها أيضا.. امنح المختلف معك الفرصة ليقول كلمته.. «نعم» ودعه يصرخ ويغضب ويهتف.. هذه هى الديمقراطية.
لكن ما يحدث الآن فى مصر.. هو سنة أولى ديمقراطية وهى أقرب للفوضي.. هناك طرق واضحة لتوصيل صوت «لا» ومعروفة.. أنا ضد الانسحابات من النقاش والخلاف.. قد أكون قد وقعت فى هذا الخطأ.. لكن من المفيد أن نتعلم دون غرور.
> أعلم أن نبرة الغضب لدى المعارضين ازدادت لأن الرئيس محمد مرسى لم ينصت لهم والإخوان أعلنوا صراحة من خلال الممارسة أنهم ضد الجميع.. والمعارضة يجب الوقوف بجوارها أكثر من المؤيدين.. تلك فلسفة الحياة والحكم.
فى نفس الوقت إذا كنا نعارض الرئيس مرسى بشأن الإعلان الدستورى وسلق الدستور وأيضا لبطئ العمل وإدارة الدولة.. فى نفس الوقت دون الدخول فى تفاصيل أرى قرار مقاطعة قيادات المعارضة والأحزاب المشاركة بجبهة الإنقاذ لقاء الرئيس مرسى خطأ.
مرسى لن يستطيع تغيير الرأى وأيضا لن يهدد أحدهم أو يضغط.. وكان من الممكن أن يكون للرفض له طعم خاص.. لو جاء فى مواجهة مرسى.. أعتقد أن أى معارض شجاع كان يتمنى أن ينظر لعين الرئيس ويتابع رد فعله عندما يقول له «لا»..
شوف لو أى معارض ذهب إلى الصندوق وقال وكتب «لا».. وتابع رد الفعل داخل اللجان.. وخرج منها وقال تعليقا فى برنامج تليفزيونى.
صدقونى مكسب المعارضة أن تشارك وتعلن عن نفسها.. ثم عاوزين نعلم ولادنا يعنى إيه معارضة.. يعنى إيه اختلاف..
> أمام قصر الاتحادية خمس ساعات أراقب المشهد.. بعد اجتياز السور الخرسانى من شارع الميرغنى.. على يمينك معارض صور وكلمات ومتحف الشهداء.. وميكروفونات تذيع أغانى وألتراس أهلى يشارك مشاركة رمزية.. وأعلام مرفوعة لمجموعات وأمام عدسات المصورين فقط.. وثوار حقيقيون يهتفون.. هتافات من الأعماق.. وأشخاص تصرخ.. وتهاجم.. وأسر كاملة تحتضن بعضها بعضا.. وفتاة وشقيقها.. وزوجة وأم.. وطفل صغير يرفع علم بلده.. ويكاد يختفى وسط الحشود.. ألمح دبابة.. ومجموعات ترغب فى صورة معها.. وجنديا يبتسم للجميع ابتسامة ودودة.. وعلى جدران قصر الاتحادية كتابات باللون الأسود.. شتيمة وفكاهة.. وشعارات.. تمجيدا للشهداء.. وشتائم للإخوان.. ورسوم جمالية وريشة فنان وشعار لشخص متألم.. جنود الحرس الجمهورى بجوار باب القصر المطل على الميرغني.. فى دائرة جلسوا على الأرض يبتسمون للجماهير الغاضبة من الرئيس مرسى والإخوان المسلمين والدستور المسلوق والإعلان الدستورى المؤمم للثورة والثوار.. بائع ذرة مشوي.. وصاحب «نصبة» شاي.. وتاجر كابات وليزر في يد شخص يعاكس قناة تليفزيونية من على بعد أكثر من كيلومتر..
> برودة الجو دفعت الكثيرين إلى الهتاف وترديد الشعارات على الجانب الهادي.. بعض الشخصيات تتحدث فى تجمعات.. يعنى إيه يعمل مرسى الدستور ويسلقه... يعنى إيه لا يستشرنا.. وهات يا كلام.. شباب رايح.. وشباب جاي.. وأنا أدقق فى الملامح لأتعرف على سر الثورة.. وسر الغضب.. وسر الرفض للإخوان كجماعة وكفكر وغيرهما من مرادفات الاختلاف.
 أمام قصر الاتحادية بمصر الجديدة وقفت أنا وأسرتى.. ناس كتير جاية تقول «لا».. بمرور الوقت علمت يعنى إيه تدفع ضريبة حياتك من أجل وطنك.. يعنى إيه تتصدى لخرطوش أو حتى رصاص.. غير مهتم لا صوت رصاصة ولا قنبلة صوت.
هنا فقط تأكدت أن من الممكن أن تدفع حياتك ثمنا من أجل حاجة مؤمن بيها.
إلى الرئيس مرسى، من مات فى الميدان مات من أجل مبدأ.. بأن تكون مصر الأفضل. وهدف بأن تكون دولة متقدمة فيها عدل وحرية.
الرئيس مرسى: من أجل دماء هؤلاء وأيضا دماء من وصل إلى حد استعداده لفداء البلد استمع وتجاوب وتوصل أنت معهم لاتفاق.
 
 
[email protected]