
كمال عامر
الاستفتاء وبراءة الإعلام
■ أعتقد أن حالة الإفلاس التى تواجه بعض القوى السياسية فى مصر وراء الهجوم العنيف ضد الإعلام.. الأهم أن هذا هو نفس الإعلام الذى لعب دورا واضحا فى إبقاء تلك القوى ورموزها على قيد الحياة.
الإعلام الحالى هو نفسه الذى منح ساعات الإرسال والبث لكل قيادات الإخوان والسلفيين وغيرهم ليقولوا كلمتهم ووجهة نظرهم للناس.. إذًا ماذا تبدل؟
الذى تغير فقط هو أن هؤلاء القادة أصبحوا فى موقع المؤيدين.. هم الآن فى الحكم.. والإعلام يسعى لتأدية دوره وهو هنا يدرك جيدا أن اللعب مع الحكومة أوالنظام معناه اتهام جاهز له بالانحياز والمحاباة.،. ثم للحكومة صحافة وتليفزيون دولة إذًا العملية هنا للإعلام المستقل خسارة.
■ المؤيدون للنظام السياسى الحالى غير مدركين أنهم فى الحكم.. والمعارضة هى خارج القصر أى أن الوضع تبدل والإعلام بدوره يجد فى التعامل مع المعارض أسهل وأنفع.. عندما يتعامل مع وزير فى حكومة حالية هو يعلن أن الجمهور لا يعجبه كلام مسئول حكومي.
نجوم الإعلام والشارع هم المعارضة بينما المحسوبين على النظام فى الدرجة الثانية وهى أمور يعلمها جيدا المهتمون والمتخصصون بالإعلام.
على قيادات الإخوان والتيار الدينى أن يدركوا جيدا أن الإعلام المستقل لا يمكن أن ينحاز إلى الحكومة ولو فعل ذلك لانصرف الناس عنه!
التصويت على الدستور بـ«نعم» أو «لا».. أنا شخصيا أتوقع فى حالة الرفض ثورة إعلامية وجدلا وكلاما وغضبا بينما لو قالوا «نعم» سيتم إدخال إصلاحات على العملية التشريعية العالم كله يراقب ما يحدث فى مصر ولن يسمح بأن تتم سرقة مصر لصالح طرف دون آخر حتى لو كانت هناك موافقات على ما يحتاجه الغرب من ضمانات أو قرارات.
أنا شخصيا غير منزعج من آثار الاستفتاء سواء كانت لا.. أو نعم.. الإخوان المسلمون يحكمون مصر.. إذًا هم الآن أصبحوا يمثلون الحكومة.. والمصريون بطبيعتهم لا يميلون نحو من فى السلطة.. النخبة أيضا تحديدا خوفا من الاتهامات التاريخية المعروفة لها، هى تعلن مبكرا رفضها للسلطة ومن فيها وتنحاز للمعارضة.
■ ثوار الشارع يرفضون الأحزاب وقد لاحظت ذلك.. رفضوا ترديد الهتافات وراء أعلام حزبية.. هذا معناه حالة الغضب التى تعم الشارع!!
مصر تتجه إلى الأفضل.. الآن أصبح فيها انقسام نحو هدف وهو أمر ديمقراطى، بمرور الأيام التجربة «تنطف» نفسها.
لا يمكن بأى حال من الأحوال منع التزوير والإرهاب فى أى انتخابات تتم فى مصر بلدنا ليست أمريكا أو فرنسا قارنوها مع الدول التى تتشابه مع ظروفها لن تختفى الممارسات غير الشريفة.
■ أنبه.. الإخوان بدلا من الحزب الوطنى يستخدمون كل ما كان يستخدمه.. ويسجلون نقاط هزائم حتى من اختاروهم للدفاع عنهم يتمتعون بكراهية الناس.. العملية ليست فى الأشخاص لكن فى النظام والمناخ العام.
■ هناك صفقات انتخابية بين الإخوان وعدد من زعماء المعارضة ستتضح أثناء توزيع التورتة البرلمانية، الرئيس مرسى أصبح من سكان مصر الجديدة.. وقام بالتصويت للدستور فى مدرسة بمصر الجديدة.. وهو أمر غير طبيعي.
لأن تغيير البيانات له وقت محدد وأسرة الرئيس أدلت بصوتها أمام الصندوق بمسقط رأس مرسي!!
■ الجيش المصرى صاحب الثورة لن يكورن عصا الإخوان الغليظة لضرب الشباب فى الشوارع.. الشباب هم النهاردة وبكرة.. أؤكد أن الجيش المصرى يدرك تماما ماذا يحدث فى مصر.. يعلم أيضا من الذى سرق الثورة ومن الذى سطا عليها.ومن قتل الثوار وفتح السجون وقتل الثوار فى موقعة الجمل.. الجيش يعلم أيضا إلى أين تتجه مصر.. ومتى يصحح؟ مهما حدث.. مصر دولة قوية ولن تسقط.
[email protected]