
كمال عامر
د. هشام قنديل
■ عندما تولى د. هشام قنديل منصبه رئيساً للوزراء - تسابقنا - فى توجيه الاتهامات للرجل.. بأنه إخوانى وأن تعيينه جاء ضمن صفقة أخونة مفاصل الدولة.
اتهامات طاردت الرجل ومازالت بأن قرار الرئيس مرسى بتعيينه لم يكن على أساس كفاءة بل ولاء.
تسابقنا.. وأنا منهم.. فى استخدام المدفعية الكلامية من مختلف الأعيرة للنيل منه برغم أن معظم مشاكلنا ناتجة عن حصار اقتصادى عالمى على مصر ومشاكل سياسية معقدة ليس للرجل أى ذنب فيها.
■ بمرور الأيام لاحظت أن هشام قنديل يحاول بكل الطرق تأدية عمله.. إنه رئيس وزراء يعمل والوزراء فى ظل ظروف ملتهبة سياسياً.. بل لا أبالغ إذا قلت إن طاقم الوزراء ورئيس الوزراء مجموعة مصرية وطنية تحاول بكل الطرق تأدية المهام الموكلة لهم بشرف وأمانة وصدق.
أنا لا أعرف د. هشام قنديل.. ولست من دراويشه.. وأنا هنا أجد أن ما يبذله الرجل من جهد مخلص لصالح الوطن أمراً لا يمكن إهماله.
فجرنا قصة نقص البوتاجاز وكتبنا وهاجمنا وضغطنا برغم أننا قبل يناير 2010 واجهنا نفس الموقف خاصة فى الشتاء وألقينا الضوء على مشكلة البنزين وهات يا هجوم.. لم نكتف بتضخيم المواقف ولا إهمال التدقيق فى الأسباب بل زاد الهجوم على د.هشام قنديل وجسدنا مشكلة المرور والاقتصاد والسياسة والزراعة والرى بل حملنا مسئوليات ما قبل يناير.
■ فى أزمة البوتاجاز تم تدبير الأموال اللازمة لاستيراد النسبة المطلوبة لاستكمال وتوفير المطلوب.. فى أزمة البنزين تم توفير جزء من الأموال المطلوبة لتسديد فواتير الشراء.. ونجحت حكومة د.هشام قنديل فى نزع فتيل عدة أزمات كادت أن تعصف بالوطن كله!
■ هشام قنديل رئيس وزراء مصر مطلوب منه منذ أن تولى منصبه.. توفير أموال لمواجهة زيادة الأجور.. وبناء وحدات سكنية تكفى المحرومين منها منذ خمسين عاماً.. ومطلوب منه نقل العمارات من جوانب الشوارع الضيقة أصلاً لتسهيل وحل مشكلة المرور.. وهى مشكلة معقدة ومتوارثة وتحتاج لوقت وفلوس.. وتخطيط وعمل طويل.
الرجل وجد نفسه أيضاً مطالباً بتوفير الأمن والأمان ليس للمواطن بل والسياسى المنفلت والطبيب المعتدى عليه ولرجال الأعمال تجاه قضاء إدارى صادر حقوقاً مشروعة لهم.
رئيس الوزراء مطالب أيضاً بتوفير الغذاء ومياه الشرب والصرف الصحى وعلاقات دولية مواتية لمساعدة مصر.
مطالب أيضاً بكبح المتعصبين من الإخوان أو السلفيين أو المختلفين معهم.
■ هشام قنديل نجح فى وقف ازدياد مصائبنا التى صنعها السياسيون ودفع الرجل لها ثمناً والأهم أنه لم يشر إلى المتسبب الحقيقى فيما نحن فيه.. امتنع عن كشف الجهات من دائرة الأصدقاء التى تقف عقبة أمام عمل الوزراء وبالتالى تحقيق إنجاز.
■ هشام قنديل رئيس وزراء فدائي.. يبذل مجهوداً واضحاً بشأن حل المشاكل الجماهيرية.. الرجل تحمل «سخافة» و«رذالة» مجموعات مختلفة من الأصدقاء والأعداء هاجمته بضراوة رافضاً مجرد الرد.
كلمة حق فى رجل أتابع المجهود الذى يبذله من أجل عودة الاستقرار لمصر.. رجل مؤدب وصبور ومحترم.. كلمتى لأننى أرى اتجاهاً لعدد من قيادات التيار الإسلامى بدأت تلوح فى الأفق رافعة لنغمة التجميل وبمرور الأيام، هشام قنديل حل المصائب الموجودة على الساحة المصرية.. برغم إدراك تلك الجهات أن الرجل ليس المسئول بل هناك من هو الذى يتعمد خنق حكومة قنديل ليقدم نفسه بديلاً عنه وهو أمر معروف سياسياً.
التضحية برئيس الوزراء أمراً عارياً فى سوق السياسة المنفلت.. لكن على من يفعل ذلك أن يلتزم بالشرف فى التعامل مع رجل كل ذنبه أنه أتى لرئاسة وزراء مصر فى فترة هى الأصعب فى تاريخ البلد.
هشام قنديل رجل يجتهد ويفعل كل ما فى وسعه.. وهو شجاع عندما قال إن لديه تحفظاً على عدد من مواد الدستور كان يتمنى ألا تكون موجودة.. وهو تصريح يدل على وطنية الرجل.. لكن قوى الشر المتربصة بمصر وقنديل تسعى لشنق الرجل وإزاحته من مكانه وأرى أن هذا تنسيق مع الإخوان أى أن الإخوان المسلمين يبحثون عن رئيس وزراء آخر وهو حق لهم، لكن دون تشويه هشام قنديل أو التضحية به.
[email protected]