
كمال عامر
شروط نجاح حوار مرسى!
الرئيس مرسى تحدث حول الوفاق الوطنى والمصالحة كما طالبته فى مقال لى بنفس المكان تحت عنوان «نهاية مرسى والإخوان 26 ديسمبر».. طالبت فيها مرسى والإخوان بالدخول فورا فى حوار وطنى جاد وحقيقى دون ألعاب سياسية وأكاذيب وليس حوارا من أجل الميكروفونات وتسجيل المواقف.. وطالبت الرئيس والإخوان وهم الأغلبية بضرورة الدخول فى الحوار وفورا.. المعارضة عاوزه إيه.. شوية حرية وتغيير فى مواد الدستور أو تعديل عدد منها على الأقل لتظهر لأنصارها أنها معارضة لها مصداقية.. طيب وإيه يعنى!، وماذا يضر الإخوان فى ذلك؟
لا يمكن للرئيس مرسى والإخوان أن يظل تفكيرهم بما كان فى الفترة الأولى بعد الثورة.. يجب أن يكون هناك تغيير فى المفاهيم والإدارك.. تغيير واقعى يصل للمصالح أيضا.. من المهم أن يتعلم الإخوان من الدرس، المرحلة الحالية تؤكد أنهم فى حاجة ملحة لجهود الجميع.. هم وحدهم لن ينجحوا فى الأخذ «بيد» الشعب ولو خطوة واحدة للأمام.. بل لا أبالغ إذا قلت أن مجرد وقف التدهور الاقتصادى الحالى لن يتم فى معزل عن مساندة القوى الوطنية كلها.
الرئيس مرسى لم يفاجئنى عندما تضمن خطابه أمس الأول على الاستجابة لدعوتى وطلبه من القوى الوطنية إنقاذ وغيرها بضرورة الدخول فى حوار جاد وحقيقى للتوصل لمناطق اتفاق وتقليل نقاط الخلاف.
مرسى سوف ينجح لو قدم للمعارضة شيئا مختلفا غير الكلام.. حكماء الإخوان أيضا أصبحوا مدركين بأن فترة الفتونة والبلطجة منهم أو غيرهم لم تعد تجدى، لأنها كانت بغرض بعث رسالة بالابتعاد عن حرق المقرات أو عدم الاستمرار فيها.. وأعتقد أنها فترة و«عدت».
- الحوار الذى أطلقه مرسى جاد هذه المرة.. لأنه مضطر إلى أن يكون ذات نتائج وليس مضيعة للوقت أو تحصيل حاصل.. لأنه يحتاج بالفعل إلى تأييد الشارع وتقبله لحزمة الإجراءات المؤلمة لإصلاح الاقتصاد من فرض ضرائب مباشرة أو ارتفاع الأسعار كنتيجة لتحرر أسعار الطاقة وبالتالى هناك ضرورة للتفاهم بين الإخوان ونجوم الشارع وهذا ما يفرض الجدية ويطمأننى على أن دعوة مرسى هذه المرة تختلف عما سبقتها!
الحوار الوطنى يجب أن يتم حول ورقة عمل محددة.. وبالتالى يظهر الإخوان رغبة فى تقديم تنازلات، المعارضة لا تملك ماتقدمه ولكن الأغلبية لديها.
الحزب الوطنى زمان كان لا يفى بوعوده فى الاتفاق بشأن الرشوة السياسية.. كلنا نعلم أن د.سيد البدوى اشترى الدستور مع رضا إدوارد وتحمل ما لم يتحمله بشر ثم وجد هجوما وخيانة من الحزب الوطنى بشأن صفقة مع الوفد.
وأصرار غريب على أن يتعاملوا مع الوفد وكأنه حزب معاد وهو ما كشف عن إصرار الحزب الوطنى على إقصاء الجميع.
الإخوان بدورهم لم يكن أمامهم للخروج من الحصار إلا أن يستعينوا بخطط الحزب الوطنى فى هذا الشأن.
- الحوار الوطنى فى نظر المعارضة والمراقبين هو ماذا سيقدم مرسى والإخوان كبادرة لحسن النية لقوى المعارضة، ما هى بالضبط القرارات التى سيتم تمريرها لتحصين ما تم الاتفاق عليه؟ وهل الإخوان يمكنهم تحييد بعض الحلفاء فيما لو دخلوا فى تفاوض مع الانقاذ مثلا.. أم أن الأمر شكلى على طريقة الإخوان يوافقون والحلفاء يعارضون ويطلع فصيل ثالث يضرب كرسى فى الكلب ويرفض ويرضخ الإخوان ونعود لنقطة الصفر؟
الشارع لديه ريبة من الإخوان وأقصد بالشارع المجموعات الثورية وقيادات الانقاذ، وأعتقد أن تغيير هذه الصورة أمر يتطلب جهودا كبيرة تبذلها قيادات الإخوان والرئيس مرسى على الأقل لعودة الثقة بين الإخوان وبقية المختلفين معهم.
على العموم الحلول الاقتصادية لن تمر إلا بعد الهدوء السياسى.
[email protected]