
كمال عامر
الدورى.. هو الحل!
■ انطلاق الدورى العام لكرة القدم للكبار أصبح أمنية وأملًا يراود عشاق الفرق واللاعبين من المصريين وأعتقد أنها ستقلل من الضجيج السياسى الذى نعيشه والقذائف الإعلامية من الجميع وضد الجميع.. والدستور والاحتجاجات والمرور القاتل.. وغلق الشوارع.
والموت وتهديد رغيف العيش.. والامتناع عن الأحلام وسط هذه الظروف.. صدقونى عودة الدورى العام لكرة القدم هى الحل الوحيد للخروج من الأزمات السياسية والإعلامية والاقتصادية بل والدولارية.. ممكن واحد يقول.. إزاي؟
والرد: شوف لو أن الأهلى يلعب أمام الإسماعيلى أولًا سوف تتبدل الهتافات من يسقط يسقط حكم المرشد إلى بيبب بيب أهلي.. بص شوف تريكة بيعمل ايه.. والأهم ان الصحافة وستوديوهات تحليل الكرة والتوك شو السياسى على الأقل ستهتم بالحدث الكروي.. وستتابع أدق تفاصيل تصرفات الحكم.. ربما تخرج بقضية للمساء!!
أيضًا سوف يعيدنا جو المباريات إلى عهد سيادة الجنيه والتحكم بالأسعار.. وهى فترة زمنية برغم تواجدها فى المساحة العقلية للمصرى إلا أن المباريات وجو التشجيع سواء مثاليًا أو حتى قليل الأدب هو أرحم ألف مرة من التشجيع السياسى والذى ينتهى بالخرطوش أو حجرات التعذيب.
■ أن تشجع الأهلى أو الزمالك أمور أعتقد أن قانون التظاهر لن يمتد إلى المدرجات لأن جمهور الكرة مثقف ومتفهم وله حدود إنه يسعى لخروج ما لديه من طاقة داخل حدود الملعب.. ولا عذر لمن يخرج بالغضب لخارج الأسوار..
■ طبعًا أنا هتفت وأصرخ وأقول.. ألعب يا أهلي.. سجل يا جدو.. أنت فين يا متعب وشيلوا الحكم.. بعد نصف ساعة من الصراخ والهتاف وقلة الأدب سوف أعود لمنزلى على السرير.. نائمًا يعنى لن أشاهد التوك شو.. ولن أتفاعل مع مذيع عاوز يشوه الإخوان أو اخوانى جاهل يرفع الضغط يتحدث عن اقتصاد وهو خبير بطاطا.
ولن أشاهد خطة محاصرة مرسى واغتياله معنويًا عن طريق تسفيه تفكيره أو خطاباته.. لن أشاهد أيضًا كذب وزير ومسئول بشأن شيزوفرينيا التصريحات «الاقتصاد المصرى كويس.. زى ما بيقول الريس» ووزير المالية يقرر فرض الضرائب لإصلاح حال الموازنة.
بعد المباريات سينام نصف المصريين وحتى لو استيقظ منهم جزء أعتقد أن حالة اللاعبين والفرق والحكم والنتيجة والمباراة المقبلة لفرقهم سوف تكون على موائد الحوار ولها الأولوية وليس رغيف العيش والدولار.. والضرائب وقانون التظاهر وشكل الإعلام.. والمحصلة. . أن الرئيس مرسى ووزير الداخلية وحتى رئيس الوزراء سيشعرون بالراحة لفترة.
■ حدة الشارع وغضبه نح السياسيين على الأقل ستنخفض حدته.. لأن هناك أولويات أهم للمواطن المصرى وأنا منهم وهى صحة أبو تريكة.. وموقف غالى واتحاد الكرة وممدوح عباس وشيكابالا وهى أمور تجعل من قانون التظاهر وقصف الأقلام أو غيرها بمثابة مواضيع درجة ثانية.. وهو ما يقلل من الضغط على السياسيين بشكل عام.
■ لو كنت من د. العريان والبلتاجى وحتى المرشد العام لجماعة الإخوان د. بديع لنصحت الرئيس مرسى بالتدخل لعودة مباريات الدورى العام لكرة القدم على الأقل ليعود كتاب الرياضة إلى بيئتهم الحقيقية وبلاش وجع دماغ أما منع عودة الدورى يعنى أن الفرصة مازالت موجودة ليلاحق الاعلام الرئيس وحزبه ودستوره.
الأمر بجد يستحق وقفة ودراسة ثم تعالوا هنا.. السياسة لم تعد نقية.. بل لا أخلاقية.. هى ستظل فن الممكن مع استخدام كل الظروف والإمكانيات للوصول للحكم أو الهدف.
الكورة هى أفضل طريقة للتنفيس والأهم إنها ستجذب الشباب للملاعب بعيدًا عن الميادين.. وحتى لو هتف الجمهور الكروى ضد مرسى والمرشد وأى شخصية أخري.. العملية لن تخرج عن هتاف لمدة محددة وكله يرجع بيته.. والأهم أن هذا السيناريو هو التطبيق الأمثل لقانون التظاهر والمزمع فرضه.. يعنى كلنا هنكون مرتاحين وآخر حلاوة.
شفتم إزاى لعودة الكرة وللدورى عشرون «فايدة» وليس فايدة واحدة.
منها أن الناس لن تهتم لا بالضرائب الجديدة.. ولا بالأزمة الاقتصادية ولا بأى اضطرابات سياسية ناتجة من تمرير الدستور والاستفتاء أو حتى مغازلة العريان لاسرائيل بالبلدى رجعوا الدورى يرحمكم الله والمباريات هى الحل.