السبت 21 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
من مسلمى «بورما» إلى «مريم ملاك ذكرى».. فاهم حاجة؟

من مسلمى «بورما» إلى «مريم ملاك ذكرى».. فاهم حاجة؟






إن ذاك الذى صدق أن النجمة الأمريكية الشهيرة أنجلينا جولى قد قطعت المسافة الطويلة تلك من «الافينيو 1» حيث مقر الأمم المتحدة بنيويورك إلى «ميانمار» المنكوبة، قد فعلت ذلك من أجل نصرة إخواننا المسلمين فى «بورما» هو نفسه الذى صدق أن الحاج «أوباما» قد قتل «القذافى» وشرد شعبه ومزق أرضه علشان يحقق الديمقراطية لليبيين! تقريباً مبقاش فى حاجة دلوقت اسمها ليبيا.
والذى قرر أن يصدق ملامح السيدة أنجلينا جولى، المبعوث الخاص لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ــ وهى حزينة قوى فى الصورة مع المنكوبين المسلمين ــ هو نفسه من صدق بالأمس القريب الزعيم «بوش» الذى احتلت بلاده العراق ومزعتها نتفاً، ونسفت شعبها وقتلت زعيمها صدام حسين لأن «بوش» يا قلبى كان بيحارب الإرهاب فى العراق!!  تقريباً مبقاش فيه حاجة دلوقت اسمها العراق، لا ده العراق بقى منبع الإرهاب اللى على أصله.
ومَن أراد أن يصدق أن ثمة اضطهادا ومذبحة لمسلمى «بورما» فليصدق أن ما حدث فى ميدان «رابعة العدوية» أيام حكم المعلم «مرسى» لمصر العظيمة كان مذبحة للمؤمنين الطيبين بتوع الإخوان المسلمين!!
لا «رابعة» كانت مذبحة ولا «بورما» كانت مذبحة، الحكاية كلها هناك وهنا وفى كل حتة فى الدنيا ليست سوى صراع سياسى اقتصادى بامتياز، والدين يا مؤمن ــ أى دين ــ طول عمره بره المسألة خالص.
بدأ الصراع ما يسمى الدينى الاسلامى باقتتال أخ وأخويه على الحكم عام 1559، تحديداً عندما خسر المدعو «شاه شجاع» معركته السياسية أمام أخيه ــ الاثنان هما ابنا إمبراطور المغول «شاه جهان» الذى بنى لزوجته «تاج محل» ــ بعدها فر الابن المسلم الخاسر إلى «أراكان» بالذهب والفضة، فطمع فى أمواله ملك «أراكان» البوذى الديانة، وأراد الاستيلاء على أموال المسلم، فدبر له ولآله المسلمين مذبحة وقد كان، قد تبدو الحكاية طائفية، أليس كذلك؟ نعم، لكنها ليست كذلك.
طيب إيه بقى؟
الحكاية تشبه كثيرا حكاية طالبة الثانوية العامة المتفوقة بمدرسة «صفط الخمار» بمحافظة «المنيا» «مريم ملاك ذكرى» والتى حصدت صفرا فى الامتحان؟ حكايتها الآن ــ لغزا ــ وهى أيضاً حكاية مصر كلها، ليه؟ لأنها مسيحية تعيش فى محافظة ترفل فى الفقر والتطرف ــ منبت الجماعة الإسلامية ــ ولأن المسلمين فى مصر هم من يدافعون عن الطالبة المسيحية المتفوقة، ويدركون أن إسفينا جديدا يتم دقه لصنع فتنة طائفية فى وقت بالغ الوطنية والاصطفاف والهدوء، حكاية مريم فى يد النيابة، طيب هنشوف.
عندما تعود بذاكرتك وذكرياتك إلى بدايات التطرف الديني فى مصر سوف تجده ليس سوى صراع سياسى على السلطة، أما الناس الفقراء التعبانين الشقيانين -وحط عليهم الحجارة - فهم وقوده أبد الدهر، وأتحداك.
أنجلينا جولى لم تذهب للتضامن مع منكوبي ليبيا، ولا الصومال ولا مالى، أنجلينا جولى لم تحرك ساكناً بعد حرق اليهود أمس الأول للرضيعة الفلسطينية!  ولم تقل لنا إيه رأيها فى احتلال إسرائيل لفلسطين؟ تقدر تقول؟ طيب لماذا لم تذهب فى أى جمعة مباركة لنصرة المسلمين على اليهود ليتمكنوا من الصلاة فى المسجد الأقصى؟
فهل ثمة من يجهز أو يطبخ الآن فى سرية بالغة ملفاً أمميًا يستخدمونه للحديث  عما سوف يطلقون عليه فيما بعد وعند اللزوم مسمى ملف «الأقلية المسيحية المضطهدة فى مصر» أسوة بما جهزت له ذات الجهة - ذات نفسها - تحت عنوان ملف «الأقلية المسلمة المضطهدة فى بورما»؟ ليه ﻷ؟ لقد فشلوا فى تحويل الرئيس للمحكمة الجنائية الدولية تحت مسمى مظلومية «رابعة» المزعومة إياها، وها هم زعماء ورؤساء وسلاطين وملوك وأمراء العالم كله بجلالة قدرهم يلبون دعوة الرئيس والقدوم إلى مصر بعد 4 أيام معدودات لمشاهدة احتفالية افتتاح قناة السويس الثانية.