
كمال عامر
الخليج مثل سيناء.. خط أحمر بجد!
العلاقات المصرية ــ العربية.. من الضرورى أن تكون خطا أحمر بجد.. لأن أى خطأ على الأقل يحتاج وقتًا للتصحيح والوقت بفلوس وله ضريبة خطرة.
المصريون فى الدول العربية.. يبذلون العرق ويتحملون الغربة للحصول على لقمة العيش.. وقد أصبحوا يومًا بعد يوم يشكلون قوة اقتصادية مطلوبة للاقتصاد الوطنى، وهو ما نطلق عليه التحويلات.. كل قرش يحصل عليه أى مصرى هناك هو بالفعل نتاج عمل وغربة وعمر بيروح من أجل الأولاد فى نفس الوقت الدول العربية الشقيقة تتعامل باحترام وتقدير مع تلك العمالة فى ظل الالتزام بقوانين تلك الدول وهو أمر طبيعى.. طالما أن الحكومة المصرية ترحب وتقدر كل من يقيم على أراضيها من الملتزمين بالقوانين المصرية.
قد يحدث خروج عن المألوف ونجد شخصًا هنا أو هناك ارتكب خطأ فى هذا الشأن إذا الأمور واضحة.. وقد يكون هناك استثناء.
بعض الأشخاص يحاولون تجييش الحكومة المصرية ضد حكومة عربية شقيقة بحجة أن هناك اضطهادًا وتربصًا وهى أمور عادية.. سواء كان هؤلاء مصريين فى دولة عربية أو من جنسية عربية فى مصر.. الواجب هنا ألا تتأثر الحكومة المصرية ولا تتحرك وفقًا للعواطف.. لكن هناك قنوات دبلوماسية واتصالات يمكنها احتواء مثل هذه الديفوهات.
الدول العربية بالفعل خط أحمر.. علينا كمصريين إدراك أنها العمق الاستراتيجى لمصر والمصريين.. هم إخوة لنا.. التاريخ والإسلام واللغة كلها أشياء تؤكد أننا أشقاء.. وهناك خلافات وقضايا بين الأشقاء من الأسرة الواحدة.
لقد تعرضت العلاقات المصرية ــ العربية لعدد من النكسات.. لكن بالفعل تعلمنا أنها سحابات تمر.. وتعود السماء والعلاقات والنفوس صافية.
الأشقاء يظهرون فى الشدائد.. هكذا علمنا التاريخ وأكدته المواقف حرب أكتوبر.. مساعدات القمح.. مشروعات التنمية.
الدول العربية لها شخصية مستقلة.. بعض المصريين مازال يتوهم أنها دول منقوصة السيادة كما أن هناك بالدول العربية بعض الأشخاص متطرفون بالنسبة لمصر والمصريين.. لكن هذه أصوات لا تعبر إلا عن نفسها.. وهو أمر ليس بجديد لكنه موجود منذ الخلافة الإسلامية.
مصر فى قلوب الأشقاء العرب.. والدول العربية نفتخر بنهضتها ونقدمها لأنها فى النهاية سند لنا وعون.. ولن تكون شوكة لنا مهما حدث.
أنا شخصيًا لدى قناعة بأن السعودية والإمارات والكويت والأردن والجزائر والعراق والسودان وليبيا والمغرب وسوريا وعمان واليمن هى الأقرب لنا من أمريكا وإسرائيل.
الرئيس مرسى والحرية والعدالة والإخوان منحوا إسرائيل وأمريكا رسائل اطمئنان فى العلاقة مع مصر.. تعهدوا خلالها بالالتزام بالمواثيق والمعاهدات الموقعة بين مصر والدولتين بل والعالم ومن باب أولى أن يمنح الرئيس مرسى والإخوان الدول العربية نفس الحقوق التى منحوها لإسرائيل وأمريكا أى أن أمن الخليج خط أحمر وليس أمن إسرائيل.. وأن مصر لا تتدخل فى الشئون الداخلية للحكومات العربية ولا تصدر الثورات أو الاضطرابات إليها.
السعودية والسعوديون يفضلون العمالة المصرية.. الإمارات دولة تحترم وتقدر كل المصريين ولا يمكن أن ننسى الشيخ زايد رحمة الله عليه ولا يمكن أيضًا أن نقول إن أولاد الزعيم الراحل زايد مختلفون عن والدهم أو أنهم غيروا خط تعامل الإمارات معنا، ونفس الحال مع الكويت أو البحرين أو غيرهما.. الربيع العربى لا يعنى تخريب الغير أو تصدير القلاقل إليه أو العبث بأمنه وتهديد سلامته.. الربيع العربى يعنى حرية وعدلاً وشفافية وهى أمور يجب أن نطبقها عندنا ونعمل على نشرها.
الإمارات إحدى الدول الشقيقة.. لا تثيروا غضبها وهى دولة لم تطلب من المصريين أن ينقلبوا على بلدهم.. ولم تصدر القلاقل إلينا ومن الواجب أن نحترم قوانين تلك البلاد.
أنا شخصيًا لن أصدق أن القبض على مجموعة مصرية بالإمارات يأتى ضمن «التلويش» ولكن هناك كما أعلن الجانب الإماراتى من انتهك القوانين وأن يصل مندوب للرئيس مرسى إلى هناك إذا يجب أن يكون هناك حل.
المحافظة على كرامة مصر لن تكون على حساب تصدير الشتائم أو التصريحات الاستفزازية.. الدول العربية فى حاجة إلى مصر.. وأيضًا مصر فى حاجة إليهم.. مصلحة مشتركة لا داعى لزيادة الانقسام.. أنا سعيد لأن القيادة السياسية فى مصر أدركت الأمر وتعاملت مع القضية بحذر.
كما حدث مع أحداث السفارة السعودية حيث حاول البعض تعكير العلاقة مستغلين الثورة والانفلات.. لكن تم احتواء الموقف بسرعة بعد أن استشعر الجميع أن مهاجمة السعودية على خلفية حدث لشخص أمر لا يليق وأيضًا غير قانونى.
أكرر الدول العربية بالفعل خط أحمر.. أمن الخليج العربى يتشابه مع سيناء وجنوب مصر.. مصر لن تحيا بدون العرب.. والدول العربية لا يمكن أن تعيش بدون قلب.. والقلب هنا مصر.
[email protected]