الثلاثاء 22 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العريفي أحرج شيوخ السياسة

العريفي أحرج شيوخ السياسة







 

■ حالة من الاحتقان السياسي تسود الشارع المصري.. قلق.. اضطرابات.. تصفية حسابات.. أحقاد.. اضرابات.. قطع طرق.. تجفيف مصادر دخل.. غلاء أسعار.. ردح سياسي.. قذائف وشتائم لم يسلم منها أحد.. فتن.. افخاخ.. اغتيال معنوي.. سرقات للسيارات.. وهتك عرض سياسي ومعنوي.. وغلاء يهدد الأسر.. ومصانع متوقفة عن العمل.. وحالة من الضباب نعيشها منذ عامين كان اللجوء إلي الله سبحانه وتعالي هو الحل.. بعدما ضاقت أمام الإنسان أبواب الدنيا.

 

لكن بعد الثورة.. لم نجد أحدا نلجأ إليه.. شيوخ الإسلام وقنواتهم الفضائية غيروا من أسلوبهم في التعامل مع الإسلام بمعني آخر.. سخروا كل ما لديهم من معرفة وحقائق وأحاديث وتفسير لصالح أهداف سياسية وهو ما أشعرها أن هناك حالة من الانقسام بين الناس.. والسبب اشتراط شيوخ الفضائيات علي المسلم المبايعة أو العمل بما يقولونه شرحا للإسلام.

 

أصبحنا في حيرة لمن نلجأ؟ خاصة من يرفض المشروع السياسي الذي سخر المشايخ الإسلام لصالحه وحده في الوقت الذي هدده منافسيهم مستخدمين الإسلام كسلاح.

 

■ وسط هذا الموقف شديد التعقيد أعاد لنا الشيخ السعودي الداعية محمد عبدالرحمن العريفي صحيح الإسلام، ومفاهيمه السمحة.. الإسلام الصحيح وليس الإسلام الذي يستخدمه دعاة الفتنة لتحقيق مكاسب سياسية مشروعة كانت أو غير مشروعة.. اشتقنا جميعا كمصريين لمن يعيد لنا التسامح.. بعد أن انشغل شيوخنا بتسويق بضاعتهم للوصول للحكم والسيطرة علي دنيا المصريين.. دون اهتمام بغيرها.

 

الشيوخ انشغلوا عنا بمشاكلهم.. مكانة داخل حزب وكرسي مجلس الشعب وخناقات حول حجاب الفنانات.. وقضايا تطارد من يعلن كلمة ضد كلمتهم.

 

شيوخ الإسلام في مصر بعد الثورة انشغلوا فيما هو غير الدعوة أو اظهار تسامح الدين.. الأولويات لديهم اختلفت وتبدلت.. ونزلوا من فوق المنبر، اختلطوا بالشارع.. هتفوا.. صرخوا.. هو ليس بجهاد.. لكنهم دخلوا وشاركوا في مزاد الفوز بالمناصب.

 

■ وسط هذا الجو الخانق.. وصل إلينا صوته من المملكة السعودية.. وكأنه أحس بما في صدورنا كمصريين من ضيق كاد أن يفقدنا الأمل.

 

والسعودية كعادتها.. فيها قبر الرسول وحياة أعظم خلق الله.. وحدث فيها أعظم سيناريو لتوصيل الرسالة من الله إلي محمد صلي الله عليه وسلم.

 

السعودية كعادتها.. الحصن والأمان للدين الإسلامي.. يجيء إلينا صوت عذب منها بين الحين والآخر الداعية السعودي محمد العريفي في خطبته الشهيرة عن مصر والمصريين.. كلماته كانت بمثابة زلزال.. امتد إلي أعضاء الجسد.. مصر قوية وكبيرة.. المصريون نعم لهم تاريخ.. وأيضًا ينتظرهم مستقبل.. العريفي فضح شيوخ الفتنة.. بدعوته لنبذ الخلاف والالتفاف حول البلد ونسيان الأحقاد.

 

العريفي فضح شيوخ الفتنة من المصريين ممن يمتهنون الدين ويستغلونه لتحقيق مصالح سياسية ضيقة.

 

■ العريفي أحرج شيوخنا.. هو لم يحاول الحصول علي مغانم شخصية.. أو يستغل الظروف السياسية لمنافقة فريق ضد فريق.. لم يحاول تسويق مشروع معين.. بل جاءت كلمته.. لله وللمصريين.

 

■ كنت أتمني أن يدعو شيخ الأزهر الشيخ محمد العريفي لخطبة الجمعة من الأزهر وليس من جامع عمرو بن العاص علي الأقل الرجل ليس في مكانة أقل ممن اعتلوه ومروراً رسائل سياسية منقوصة لصالح فريق ضد فريق.. وهو ما يكرس الخلافات.

 

اختلط في مصر الدين بالسياسة.. الرافض للدستور في النار بالأحاديث النبوية وآيات القرآن.. والمتظاهر ملعون.. والرافض لفكرة أي قرار للرئيس مرسي خارج الطاعة.. والداعية السعودي الشيخ محمد العريفي كلمته جاءت في وقتها.. الرجل بكلماته ودعواته في خطبة لمصر وللمصريين والأهم أن الرجل جذبنا لدينا للطريق المستقيم.. لسماحة وحلاوة الاسلام.

 

مفاجأة أن اليقظة كانت سعودية وليست مصرية.. المهم حدثت.. وأعتقد أن شيوخنا سوف يتوقفون عند خطب الداعية السعودي ربما يعيدون التفكير في الأولويات.. وبأن الدعوة للتسامح أهم من الدعوة لتأييد حزب أو مرشح ولو كان من أحزاب إسلامية.. لاحظ أن المرشح لحزب آخر هو مسلم أيضا.. لكن الشيوخ لهم عضلات بما لديهم من خبرة وعلم وتفسير.. أما البسطاء فهم يعتمدون علي ما يتحدث به الشيوخ..والذين هم في الاصل يعملون لصالح أحزاب لهدم أحزاب أخري.. قد ينجح الشيوخ هؤلاء في الوصول لمجلس الشعب.. أو لمناصب الوزراء.. وغيرها.. لكنهم في الحقيقة يكرسون تقسيم الشعب المصري.

 

■ شكراً يا شيخ.. لقد أيقظت شيوخ السياسة في مصر.. أحرجتهم.. علي الاقل ليعودوا.. رسل سلام ومحبة وعدل لا شتامين أو هجامين ليعودوا ينشرون بيننا الإسلام الصحيح.. وليس الإسلام الذي سخروه لخدمة أهداف سياسية لفريق دون فريق.

 
 

[email protected]