
كمال عامر
أحمد جمال أنقذ مرسى!
■ كتبت أن وزير الداخلية السابق لواء أحمد جمال الدين أدى دوره بشرف وأمانة.. ودفع ثمنًا باهظًا لنزاهته.. ولم يحاول الرجل خيانة منصبه بالتحيز للإخوان أو غيرهم.. كتبت أيضًا وقد كنت شاهدًا أن التزام قوات الشرطة بالهدوء وضبط النفس أمام شباب الثورة أمام الاتحادية فى اليوم الاول من الاحتجاجات كان قرارًا حكيمًا جنّب الإخوان والرئيس مرسى أزمة ومأزقًا كان من الممكن أن تطيح بهما. تخيلوا لو أن عددًا من شباب الثورة سقط أمام خرطوش الشرطة أمام قصر الاتحادية.. لاحظ أن الإخوان لم يكونوا قد وصلوا فى المظاهرة الأولى لمحيط الاتحادي.. تصوروا فى غياب الإخوان من الذى كان سيدفع ثمنًا لدماء الشباب.. بدون شك كان الرئيس والإخوان. إذ قرار جمال الدين وزير الداخلية السابق ضبط النفس كان حكيمًا ولصالح الرئيس مرسى والإخوان تحديدًا.
وزير الداخلية السابق تحمل «رذالة» وسخافة وهجوم جبهة الإنقاذ.. وقائمة طويلة من الاتهامات.. وقذائف إعلامية من الجميع.. حتى الإخوان أظهروا عدم الرضا على أداء الوزير وبالتالى الداخلية وسط هذا الجو الملبد بعدم الثقة.. وجد الرجل نفسه وحده ورجاله دون حماية إعلامية من أحد أو حتى معنوية سوى الله وحده.
■ الاستغناء عن جهود وزير الداخلية أمر أتمنى ألا يمر.. برغم أن الإعلام رشحه للبقاء والاستمرار فى منصبه اعتمادًا على رؤية سطحية إلا أن قرار الاستغناء عنه كان وسامًا على صدره. وبأنه وزير لم يكن عمله محصورًا فى حماية مقرات الإخوان.. ولا حماية جرائم ارتكبت من جانب مجموعة ضد مجموعة.. على العموم يكفيه شرف أن الجميع اتفق على نزاهته.
■ ماذا يريد شيوخ الفتنة الموجودون على الساحة السياسية.. إنهم يسخّرون الدين لمصالحهم الخاصة.. هم غير مهتمين بالإصلاح للمجتمع.. ولا نشر الإسلام.. فقط بما يحققونه من غنائم حتى لو على جثة المختلفين معهم.. شيوخ لا يعرفون الرحمة.. هم ممثلون، سبحان الله عندما تنظر إليهم تجدهم منفرين.
■ الدعاة تركوا أماكنهم التى تعودوا عليها وتعودنا أن نراهم فيها.. واختلطوا بالمتظاهرين.. هتفوا وصرخوا ورقصوا لم نعد نراهم.. لم يعد هناك ما يميزهم.. الدعوة بدأت غير جاذبة للمصريين.. وسقطت الأقنعة والدعاة الآن أصبح عدد منهم تخصص شتائم.. وبعضهم تخصص مؤامرات.. وعدد منهم تخصص كذب وافتراء ظنًا منهم أن الغاية تبرر الوسيلة بشأن اغتيال خصومهم معنويًا أصبحنا نقرأ أو نشاهد داعية إسلاميًا يتحدث وكأنه على مقهى بلدى وداخل فاصل ردح! ونشاهد داعية آخر وهو يشتبك بألفاظ نخشى جميعا منها على أولادنا.
■ ماذا يحدث؟ كيف نعيد مصر إلى خطابها الدينى الذى يجمع لا يفرق.. يبعث فى النفس الهدوء والسكينة.. ويجذب غير المسلمين للإسلام؟ كيف نعيد لمصر الإسلامية وجهها الجميل الذى أبهر العالم.. مصر الوسطية لا المتطرفة..
■ الآن فهمت: لماذا يقبل الشباب على الخرطوش بصدورهم دون دروع؟ الآن فهمت كيف لا تستمر دموع الأم بعدما يستشهد ابن لها فى دفاع شرعى عن معتقداته التى يؤمن بها وأفكاره التى تسيطر عليه؟
الآن فهمت يعنى إيه موت لصالح بلد وشعب.. ويعنى إيه دم يختلط بتراب البلد.. ويعنى إيه استشهاد.. الآن أنا مستعد لأن أفقد حياتى ثمنًا لضوء لبلادى يمكنه أن يرسم لأحد أبنائى خط سير آمنًا فى الحياة.
الآن أنا مستعد تمامًا لأتحمل ضريبة أو جزءًا منها لصرخة بداخلى خرجت بقصد أو دون قصد وسمعها الناس تعبر عن غضبى مما أراه.
■ ماذا يحدث فى مصر؟ المساجد لم تعد أماكن ننسى فيها هموم الدنيا ومشاكل الحياة.. دخلت للصلاة وخرجت منها وأنا أكثر تمزقًا.. هل أستجيب لخطيب المسجد أو لما أراه أو للإعلام الغاضب.. أو للداعية المتلون الذى انكشف أمره وظهرت شخصية بأنه رجل يسعى للحكم وللمناصب.. هو مثل غيره فى أى حزب.. لا فرق سوى ذقن وسبحة وجلباب أبيض.
■ ماذا يحدث فى بلدى؟ هل أنا فى حلم.. أم كابوس؟
■ الأهم لم يعد أحد بيننا يحلم بالغد الكل يدعو أن يمر اليوم كما مر أمس.. لم نعد نحاول تجميع ثروة فقط دفع نفقات الحياة.. كلنا الآن نعيش بلا أحلام.. الحلم صعب.. أحلم ببلدى أن يتقدم.. طب إزاى.. بأهلى فى أمان.. إزاى!
أشياء متداخلة.. والمحصلة قلق.. وحزن وسرحان وخوف وأمراض.. وفكرة.. يارب لماذا أنا موجود الآن؟ لماذا أشاهد حالة التمزق.. زيادة الأحقاد.. وطرق الاغتيال المعنوى مع الأسف الطريقة لم تعد حكرًا على أحد.. حتى الدعاة تركوا الجامع وانضموا للأحزاب غير مهتمين بالدعوة لله.. بل بطلب الوزارة أو الرئاسة أو عضوية البرلمان.
يا رب أتمنى أن يكون ما نعيشه كابوسًا ينتهى بالاستيقاظ.
[email protected]