
كمال عامر
مصر والسعودية.. والإمارات
■ العلاقات المصرية ـ العربية معقدة.. يحاول الرئيس مرسى أن يخفى المشاكل الموجودة بقدر الامكان.
لكن الموقف على الأرض يؤكد حالة الاحتقان.. السعودية دولة مهمة ومعها علاقات تاريخية أكثر من ممتازة.. لكن بعد يناير وحالة الانفلات الديمقراطى التى عشناها ومازلنا.. نالت المملكة بعض الرذاذ.. ولعبت الصحافة المصرية دوراً فى تأجيج الغضب.. برغم زيارة الرموز السياسية واستقبال خادم الحرمين الشريفين والتصريحات الوردية سحابة قد لا يرصدها الكثيرون.. المبرر أو السبب أن رجال الأعمال من المملكة السعودية يواجهون مشاكل اقتصادية وقد استقبل الرئيس مرسى وفداً.. ووعدهم بحل المشاكل المعلقة ونفس الكلام ردده د.هشام قنديل.. وبعده وزير الخارجية المصرى ولكن حتى الآن لم يتم حل تلك المشاكل وهو ما دفع المستثمرين من السعودية للانتظار والمراقبة.
هذا هو الدافع الحقيقى لعدم استجابة رءوس الأموال السعودية للعودة للقاهرة أو لجذب أموال سعودية جديدة للاستثمار فى مصر.
لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يحل القضاء الإدارى محل الحكومة فى العقود الاقتصادية مع رجال الأعمال.. ولو فيه أخطاء بالعقود ليس أمام الحكومة سوى التراضى.. إلا لو كانت الحكومة ترغب فى ترهيب رجال الأعمال مما يسهل عملها فى لقاءات المصالحة.
بالنسبة للشأن السياسى.. توجه مصر خلال الفترة الماضية لم يكن فيه تنسيق مع الدول العربية مثل السعودية قد تكون الظروف التى تواجه مصر وراء ذلك.. لكن الاشقاء يرغبون فى إيضاح الأمور أولا وهل مصر مرسى مختلفة عن مصر مبارك وفى أى اتجاه أو توجهات.
الاشقاء العرب بالخليج يرون أن أى توتر مع أى دولة بالخليج تعنى توتر الآخرين.. دول الخليج اقتربوا مع بعضهم لم يعد هناك مجال لتوثيق العلاقة بين مصر ودولة منهم دون أخرى، التوتر بين مصر والإمارات يلقى بظلاله على العلاقة المصرية ـ السعودية.. وأيضا المصريةـ الكويتية أو مع البحرين.. والتوتر بين مصر والإمارات أمر أرى أن الاشقاء هناك غير مدركين لحالة الفوران والغليان التى تواجه الشعب المصرى ولو أطلعوا على الجرائد والإعلام ودققوا فيما ينشر وما يقال لربما وجدوا لنا عذراً.. هذا لا يبرر الحاق أدنى ضرر فى العلاقات أو تصدير أى توتر إلى الإمارات العربية أو غيرها.
تعكير صفو العلاقة المصرية ـ الإماراتية بالتأكيد الجانب المصرى يتحمل جزءا كبيرا منه لأن الهجوم على الإخوان من مسئول إماراتى لا يتيح أن يرد الإخوان بحرق العلاقة مع الإمارات وجذب الشعب كله إلى هذا الخلاف.
لا يحق للإخوان المسلمين أن يتحول خلافهم مع الإمارات إلى نزاع دولة.. أى توريط البلد كله فى هذا الأمر، الإمارات هاجمت الاخوان المسلمين وقبضت على عدد منهم باتهامات محددة. ودون الدخول فى تفاصيل يجب أن يكون الأمر محصورا فى قضية واتهامات ومحاكمة وقد تكون البراءة من نصيب المتهمين.
الإخوان فى ردهم على الإمارات بالقبض على عدد من الإخوان ورطوا مصر كلها وهو خطأ وطنى.. الإخوان شريحة من المجتمع.. وليسوا كل المجتمع.. وعلى قيادات الإخوان كما كانوا سببا وراء الأزمة مع الإمارات أن يعملوا على وقف الخلاف وحله!
مصر دولة عربية مهمة للجميع.. نعم، لكن على القيادة الحالية أن تدرك أن على مصر أيضا واجبات.. وطالما دعونا كل من يحضر لبلدنا زائرا أو لعمل أن يحترم القوانين المصرية.. على المصريين العاملين بالإمارات أو السعودية أو أى دولة أخرى احترام قوانين تلك الدول.
■ جانب آخر ظهر فى نفس توقيت الأزمة وهو تعنت الحكومة المصرية فى وجه الشركات الإماراتية وتشويه صورة رجال الأعمال أصحاب تلك الشركات وهو أمراً مقصود والنتيجة توتر الشارع.. وانتقل هذا التوتر للإعلام ورد الفعل هناك طبيعى.. كان من الممكن أن يحتوى إخوان مصر مشاكلهم مع الإمارات.. لكنهم بدلا من ذلك تم توريط مصر!!
العلاقات المصرية ـ الاماراتية أكبر من أى مسئول هنا أو هناك.. وقد يكون هناك من وترها.. لكن فى النهاية الشعبان شقيقان والتاريخ يؤكد ذلك السعودية هى الأقرب لقلب وعقل المصريين.. والإمارات دولة التاريخ ينصفها فى تعاملها مع مصر، على الرئيس مرسى أن يدرك أن كلماته وتصريحاته وأيضا الإخوان.. لم تعد موجهة للداخل.. لأن الخارج قد يحرق منها.. أتمنى أن يعيد النظر فى كيفية توطيد العلاقة مع الدول العربية.. لأن مصر والسعودية والإمارات وغيره.. دول كانت وستظل موجودة.. الجديد هو مرسى رئيسا والإخوان فى الصورة.
[email protected]