
كمال عامر
مصر والخيلج وأمريكا
■ ثورة جديدة.. انقلاب.. تخريب، حرق مقرات.. قطع طرق.. عصيان.. حرق سيارات.. طوب وحجارة.. خرطوش وقنابل.. هتافات حماسية وثورية.. هذه هى مرادفات تسمعها عندما يتحدث أحد عن اليوم والغد.
الغضب من الإخوان وصل للذروة.. المختلفون معهم على دراية بأن اليوم وغدا هى الفرصة الأخيرة لهم ولو مر على خير سوف يعتزلون السياسة والشارع.
فى كل مكان أذهب إليه بدءا من المنزل وحتى العمل.. تفتكر اليوم هيعدى على خير ولا.
ردى هو أن اليوم هيعدى مثل غيره الأغلبية الصامتة برغم رفضها للإخوان إلا أنها مستسلمة تماما.. ومن يقوم بتسويق الغضب لهم حدود.
إذا لا خوف على مصر من يوم يعبر فيه الغاضبون من الإخوان ومرسى والمرشد وغيره عن الغضب، الغضب هو محدود ومعروف.
■الإخوان تركوا الميادين للثوار.. وهو أمر أرى أن فيه ذكاء.. وهو يمنح الانقاذ كل الفرص لمعرفة إلى أى مدى قد يصلون بغضبهم.
■ مصر معطلة الآن بالكامل.. ما يدور فيها حلاوة روح.. الاقتصاد، التعليم، الصحة، الطرق، التخطيط.. تعيش بأفكار وإمكانيات الماضى، لا شيء تبدل إلا الأسماء والوجوه والملابس والشكل العام.. وأرجوزات المشهد السياسى.
■ اليوم يوم تاريخى.. أما أن ينتصر الانقاذ وينتهى عصر الإخوان والذى لم يبدأ بعد.. أو ينهار الإخوان على الأقل ليتركوا مساحة لغيرهم لقيادة مصر.. أو تمزق الصفحة تماما.. أو يخرج الإخوان من اليوم أكثر قوة وهى كل السيناريوهات المطروحة.
وبالنسبة للثوار والإنقاذ.. ممكن يكسبوا.. ممكن ينهزموا.. وممكن لا أحد يستمع لهم أو عكس ذلك.
وسط هذه التوقعات أرى أن المصريين اتخنقوا.. وصلت بهم الحال للشعور بالغضب من واقع مؤلم يحاول مرسى تجميله بكل الطرق.
المصريون يعيشون أزمة حقيقية.. التغيرات التى تحدث تحتاج وقتا على الأقل لو فيها خير والظروف الاجتماعية للمصريين تسير الي الاسوأ.
■ أنا شخصيا أتمنى وبوضوح أن ينصت الإخوان المسلمون لصوت العقل ويدخلونا فى مفاوضات لتقسيم السلطة.
■ أمريكا لن ترضى عن ديمقراطية الإخوان لأنها مقلقة.
■ فلسطين وحدها دون حماية مع إسرائيل للتفاوض حول حل الدولتين سوريا لانشعالها بالحرب ومصر ممنوعة من المتابعة.
■ قلت إن هناك خلافات مصرية / عربية وراء تعطيل دخول رءوس أموال عربية لمساعدة الاقتصاد المصرى، وضربت مثلا بدول مثل السعودية والإمارات والكويت تحديدا.
والعملية معروفة، حيث إن القاهرة لم تعد تنسق المواقف مع تلك الدول وتتصرف منفردة.. لدرجة أنها منحت كل الأوراق لأمريكا.
■ قد يكون الإخوان لديهم العذر بالتوجه لأمريكا مباشرة فهم مجموعة لم يكن لها سند ولا غطاء.
هذا التوجه جديد.. والقاهرة كانت ومنذ عشرات السنين، وفى ظل الرئيس السابق مبارك تبدأ بالتنسيق مع الكبار العرب للضغط على أمريكا وإسرائيل فى الأمور المتداخلة.
■الإخوان المسلمون تصرفوا كجماعة أو عشيرة ومازالوا وهو أمر لا أراه سيستمر.. برغم أنهم يتوقعون من أمريكا حل كل المشاكل التى تواجه المصريين.. وأمريكا لن تفعل ذلك، إذا العودة للعرب هو الحل وعلينا أن ندرك ذلك ونعمل على تنفيذه الآن قبل غدٍ.
■ السعودية والإمارات والكويت عمق استراتيجى لمصر.. والأمن القومى المصرى يبدأ من عندهم والعكس.
■ يجب حل المشاكل المتعلقة بهدوء وباحترام وبصراحة تامة.. العرب هم الحصن والأمان لمصر.. لا أمريكا.. العرب لم يطلبوا مقابل ما يقدمونه.. بينما أمريكا أو غيرها تطلب الثمن مقدما.. وبلاش فضائح.. توتير العلاقة مع السعودية والإمارات والكويت وأى دولة عربية هى مسئولية مرسى وليس عشيرته.
[email protected]