الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الغضب المشروع

الغضب المشروع





 
 
 
 
 
 

 
■ الغضب فى ذكرى يناير 2011 أشد وأعنف.. الذين خرجوا كشرارة منذ عامين شباب لم يكن لديه شروط أو خطة للتغيير.. ولكن غضب الأمس كان واضحًا والطلبات مكتوبة واللافتات تحمل ما هو مطلوب.
 
■ الآن المتظاهرون يعلمون وعلى دراية بأن هناك ضحايا خرطوش ورصاص وقتل وتعذيب وقد يكون أى منهم هو الضحية.. برغم ذلك يتصدون للخرطوش بأجسادهم ويواجهون قنابل الغاز بالقناع.
مظاهرات أمس وأمس الاول فى الذكرى الثانية ليناير 2011 معبرة عن الغضب من الإخوان والرئيس والدستور والنظام السياسى فى مصر وغياب العدالة والتدهور فى كل سبل الحياة وأيضا انعدام الأمل تماما فى مصر الجديدة.. وهو ما يؤدى إلى زيادة أنصار نظام الرئيس مبارك..
الشباب أصبحوا أكثر جرأة.. لم يعد يخيفهم ما يشاع عن جناح عسكرى للإخوان أو السلفيين ولا حازمون.. هم أدركوا أن العنف يواجه بالعنف.. والحصار بالحصار.. السويس، الاسماعيلية، بورسعيد، التحرير.. أمام الاتحادية.. العنف واضح.. من شباب أحس بأن الإخوان سرقوا مصر وليس الثورة.. هم أدركوا أن حياتهم فى وطنهم أصبحت فى خطر بمرور الأيام يزداد الاحساس لديهم بأنهم غير مرحب بهم فى بلدهم.
قد يسأل أحد: لماذا نجح الغضب فى 2010 ولم يبلغ غايته فى 2013.. الإجابة أن اللاعب الرئيسى كان حاضراً منذ عامين وساعد وساهم ولعب الدور الأهم والأكبر فى تغيير النظام السياسى واسقاط مبارك.. بينما أمس الاول وأمس وجد له دورا آخر مختلفًا وهو حماية المنشآت وليس مساعدة الثوار.
اللاعب الاهم هو الجيش المصرى.. فى 2011 خرجت المركبات العسكرية من الثكنات مكتوبًا عليها يسقط مبارك.. وأعتقد أن الجيش المصرى هو صاحب الثورة ومهندسها وقائدها.. لقد كتبت ذلك وقت الثورة ونشرته فى العمود اليومى مرات.. والأيام أكدت أن وجهة نظرى سليمة.
الثوار فى الميادين دون حماية إلا من ضمائرهم.. هناك مناوشات واعتداءات لكنهم ـ كما قال لى أحدهم أثناء وقوفى أمام قصر الاتحادية ـ شباب فاقد الامل ليس أمامه سوى الصراخ.. ومرسى لا يستمع الا للصراخ الممزوج بالدم.
عندما سألت أحد الشباب الذى حاول اقتحام قصر الاتحادية مع عدد من الشباب.. لماذا تحاول دخول القصر.. ألا يكفيك كل المساحات حول القصر المسموح لك بالتظاهر فيها.. رد بعصبية: الإخوان لا يحترمون التظاهر السلمى.. انهم يصفونه بالضعف لو دخلنا القصر سيصابون بالذعر وسينصتون لنا!! طبعا لم يستمع الشاب لرؤيتى بل هاجمنى علنا.. الأهم أننى وجدت بجوارى من يؤيد المطالب الممزوجة بالدم.
وأعتقد أنها إحدى النتائج التى حدثت من المشاكل السياسية المعقدة والتى أغلقت باب الأمل فى وجه الشباب.
 
■ الخاسر الأكبر فى مظاهرات الغضب الثانية هم الإخوان المسلمون والرئيس مرسى.. حتى لو لم يعترفوا بذلك.. الغضب بدأ ينتقل من محافظة لأخرى ومن منزل لآخر.. وقد ازدادت كتلة الرفض العلنى للإخوان والعالم أصبح مدركا لخطورة الموقف فى مصر.. واقتنع أخيراً أن مرسى ليس بمسيطر على الشارع المصرى.
 
■ هل هناك حل؟ نعم.. وبسيط وان كان فى يد الاخوان وليس الرئيس مرسى وهو منح الاخرين فرصة للتنفس أقصد مساحة سياسية لتقسيم السلطة طواعية بدلا من تدخل العالم كما حدث فى بلدان أخرى خاصة أن الإخوان يتمتعون بحماية أمريكية!
تقاسم السلطة ليس معناه هزيمة الإخوان.. بل هو لحماية مصر من سنوات تعطيل تقذف بالتنمية وبالتالى زيادة الفقر وإلحاق الضرر بقطاعات كبيرة.. وهو أمر سوف يؤدى فى النهاية للتظاهر الاخطر والأقوى، تظاهر من أجل الحياة.
الإخوان المسلمون لديهم ما يمنحونه لغيرهم.. والقوى المعارضة لهم لا تملك الا ما تفعله ومصر لن تتحمل زيادة فترة الاضطرابات واصرار الاخوان على رفض صوت العقل واستمرار السير فى طريق الانفراد بالسلطة.. يلحق الضرر بمصر ككل.
ولا أعتقد أنهم يرغبون فى حكم دولة منهارة وشعب محبط.
الفرصة ذهبت أمام الاخوان للبرهنة على أنهم شريحة لا تسعى للانتقام والاستحواذ والأخونة. بل تعمل من أجل نهضة البلد وتطوير كل ما فيه.


[email protected]