
كمال عامر
مرسى يحاور مرسى
■ عندما استجاب الرئيس مرسى لغليان الشارع وألقى خطبة قلنا برافو.. الرئيس استجاب.. الرجل دعا المعارضة للتحاور وبرغم أنها المرة الخامسة من هذا النوع دون نتيجة والرجل كتر خيره فى دعوته والخطبة الشهيرة.. اعترف بتقسيم المجتمع المصرى رسميا ما بين مؤيد وإرهابى أو بلطجى وهى تقسيمة لم أسمعها من مسئول سياسى إطلاقا..
المهم أن قيادات الإنقاذ تنبهوا لتدبير مرسى.. رفضوا الذهاب إلى مصر الجديدة أو الاتحادية لتأكدهم بأن مرسى يدبر لهم مذبحة أشبه بمذبحة محمد على فى القلعة للمماليك حيث قضى عليهم بعد دعوة للغداء ولم ينج منهم سوى إبراهيم باشا والفضل لحصانه!
الإنقاذ رفضوا الذهاب إلى مرسى والتحاور معهم لإيمانهم بأن مرسى لن يتنازل بل هو فى حاجة للتصوير مع قيادات الشارع.. وهو يحتاج تلك الصور لتقديمها لكل الضاغطين عليه من الخارج والداخل.
الرئيس مرسى وجد نفسه فى مأزق.. من استجاب للحوار هم أقاربه وأحباء الجماعة ودراويش السلطة.. أى أن لهم صلة ومواقف بطريقة ما مع الإخوان والرئيس.
مرسى فى حواره مع المعارضة طبق فلسفة الحزب الوطنى الديمقراطى السابق.. فى حواراته مع المعارضة والتى كان يحضرها.. المرحوم أحمد الصباحى وعدد من الأحزاب كنا نطلق عليها كرتونية أى ليس لها أنصار فى الشارع.. هو نفس السيستم الذى يطبقه مرسى فى حواراته مع المعارضة لكن الجديد أن الشارع والإعلام والعالم أصبح مدركا أن الأجنحة السياسية للإسلاميين هم أجنحة للإخوان ومرسى وهم الذين حضروا اجتماع الحوار والنتيجة أن الحوار لم يثمر إلا عن تصريحات وردية من أصدقاء الرئيس والطامعين فى منصب أو...!!
حوار لم ينتج قراراً.. لكنه يأتى ضمن خطط التسويق.. حتى فى القنابل.. حاجة غريبة جداً.. استنشقت دخان قنابل التى تطارد بها الشرطة المتظاهرين حول قصر الاتحادية عقب محاولة اقتحام وحرق القصر.. والحقيقة أننى تحملت الاستنشاق واستكملت المشاهدة من أمام بوابة الاتحادية شارع المرغنى.. وأعتقد أن مجموعة كبيرة من سكان مصر الجديدة.. لم يهزمهم الدخان واستكملوا الهتافات برغم أن الدخان طاردنى فى مصر الجديدة حتى الشقة التى أقيم وأسرتى فيها القريبة من القصر.. لكن بما يرضى الله.لم تقتل قنابل الدخان أحداً خنقا أو حرقا وهى كلمة حق فى الشرطة التى تستخدم قنابل دخان أصلى الصلاحية شغالة.. ولكن أثناء وجودى فى نفق قصر النيل ناحية التليفزيون استنشقت دخان قنابل الشرطة بعد سقوط إحداها على بعد 10 أمتار منى.. كدت أن أفقد حياتى.. دخان قاتل لم استطع تحمله وعيناى هات يا دموع وأنفى يكاد يحترق.. وجدت نفسى مسنوداً من بعض الناس.. يا إلهى أثار تلك القنبلة يختلف عن قنابل مصر الجديدة.
تحليلى أن القنابل التى تلقى على الغاضبين فوق كوبرى قصر النيل هى قنابل رخيصة الثمن قد تكون منتهية الصلاحية.. فى مصر الجديدة.. قنابل جميلة ومؤذية بسلاسة.. أما قنابل قصر النيل أرى أنها إما أن تكون مستوردة من بلد شيوعى سابق.. أو منتهية الصلاحية يعنى يا ربى حتى فى القنابل هناك تفرقة!!
[email protected]