
كمال عامر
البلاك.. بلوك
■ العنف.. يولد العنف.. والإخوان كانت لهم البداية فى هذا الشأن على الأقل إعلاميا.. وقد كشفوا لنا عن أنفسهم فى موقعة الاتحادية خاصة لجان التفتيش أو التحقيق التى أقاموها خصيصاً لتعذيب الثوار وهو تكرار لما حدث فى التحرير أيام الثورة مع الاختلاف فى أسماء الضحايا!
■ نعم الإخوان لن يكونوا وحدهم لقد هددوا خصومهم باللجوء للعنف لردعهم.. لكن يظهر أن قادة الإخوان لم ينتبهوا إلى أن الصرخة المكبوتة تتحول إلى قنبلة.. وهو ما حدث!
العنف الآن اتخذ عدداً من الأشكال.. وأعتقد أن هذا العنصر جديد على المجتمع المصرى الذى عرف عنه أنه الأفضل على مستوى الوطن العربى بل والعالم.
المصريون بطبيعتهم يرفضون العنف ولكن هناك مثلما فى العالم بينهم من يجيده ولكن بعد يناير 2011 اختلف شكل العنف.. الإحباط السياسى الموجود الآن لدى الشباب والكبار أيضا نتيجة الممارسات السياسية من الإخوان تحديدا زادت من مساحة الغضب والذى أرى أنه تحول للعنف.
■ البلاك بلوك هم ضحايا للتهريج السياسى الموجود على الساحة المصرية.. للدجل والكذب والخداع الذى يمارس على نطاق واضح من الإخوان المسلمين تحديدا والأخطر أنهم يتلاعبون بالوطن ويغامرون بمستقبله.
■ نعم الإخوان المسلمون ليس لديهم خبرة سياسية تتيح لهم النجاح وسط ذئاب السياسة الموجودين على الساحة السياسية فى مصر الآن.. ونعم أيضا هم فى وضع صعب يدفعهم دائماً لاتخاذ مواقف وقرارات خطأ.
نعم الإخوان المسلمون قد يكونون مدفوعين للسير عكس الاتجاه، لكن مصر لا تتحمل تجارب.. الموقف يؤكد سقوط الإخوان فى سنة ثانية سياسة وهو سقوط مدو وواضح.
■ الدم الذى سقط فى بورسعيد والسويس وفوق كوبرى قصر النيل دماء مصريين.. ليسوا ببلطجية لكنهم مجموعات شجاعة.. قررت أن تضحى بأغلى ما تملك لكى نعيش نحن والإخوان على جثث هؤلاء.
نعم الذين سقطوا هم أشرف من الجميع.
تصور لو ابن أحد الأكابر وقع مقتولا ماذا سيفعل هذا السياسي؟!
■ قبل يناير 2011 وصفوا من ينفس من غضبه هتافا أو حارقا أو قاذفا للطوب والرصاص بأنه ثائر ومن الثوار.. لكنهم الآن يصفون من يفعل ذلك بالبلطجي؟
ماذا اختلف.. فقط من كان فى المعارضة أصبح فى قصر الاتحادية.
■ والله لن يمر الزمن قبل أن يكون هناك قصاص من الجميع كل من تستر على موقف الله فى السماء يراقب.. والتاريخ يعاقب والشعب لا ينسي.
■ البلاك بلوك ثمرة غضب من الاحتقان السياسي.. شباب مصر عاطل. كان يحلم بأن هناك فرصة للحياة.. لكن الموقف أثبت له بأن من قال ذلك كاذب وضحك عليهم.
الغضب مشروع وقبل أن يتحول العنف إلى منهج رسمى على الرئيس مرسى والإخوان المسلمون منح الشباب أملاً فى السياسة والحياة أيضا.. ما يحدث قتل لكل الآمال.. والمحكوم عليه بالقتل.. ماذا تنتظرون منه! إنها الروح.
الرئيس مرسى يصر على منهج لا أعتقد أنه يرضى المصريين.. والإخوان حتى برغم عملية الماسك مازالوا يقدمون أقبح ما فيهم وهو الغرور والتكالب على السلطة.. لم نعد نرى فيهم مودة أو رحمة.
لقد تركوا الدعوة تسقط وتنهزم بعد أن هجروها وجذبوا الدعاة الكبار إليهم وإلى الشارع.. والمسجد الآن بدون داعية إسلامى يشرح لى ولغيرى أين نحن!
[email protected]