
كمال عامر
ليلة سوداء فى مصر الجديدة
■ حائر جداً.. لو كتبت مؤيداً للانقاذ بشأن تقاسم السلطة.. أجد شباب الإخوان يغضبون وقد يصلك منهم رذاذ.. ولو أعلنت تأييدك لقرار الإخوان بعدم التظاهر أمام الاتحادية تاركين الفرصة لسلامة وأمن المتظاهرين يغضب الثوار وتجد قائمة اتهامات مصوبة نحوك.
فى أحداث الاتحادية بحكم سكنى تواجدت منذ بدايتها فى كل المرات.. شاهدت من يعتدى على بوابة القصر وهم مجموعة من عشرة أفراد حققت هدفها باشعال التوتر بين الشرطة وأكثر من 30 ألف شاب معارض.. ووصفت رد الشرطة بالقاسى وغير المبرر.. وجدت هجوما من هنا وهجوما من هناك، مع الاسف كل فصيل عاوز أقلام ملاكى.. وإلا...
■ ما حدث أمام قصر الاتحادية مساء الجمعة جريمة.. من اعتدى بالمولوتوف على بوابة القصر أمر غير مبرر.. خاصة أن عملية حرق البوابة محدودة وقد جرى نفس السيناريو وقبل ذلك فى جمعة «الرحيل».. ومن قام بذلك يعلم أن العملية محدودة النتائج على الأرض.. يعنى الحرق لن يمتد خارج المساحة الموجودة أمام البوابة من الداخل فى ظل قرب مكان تمركز الحرس الجمهورى من القصر..والمعرفة المسبقة بالمشهد كلها تؤكد أن النيران لن تمتد خارج البوابة.. اذا من قام بالاعتداء على البوابة يعلم جيداً أن المولوتوف لن يحرق القصر.. لكن سوف يشعل معركة بين الشرطة والـ30 ألف غاضب وهو ما حدث بالضبط.
■ الشرطة كانت عنيفة جداً فى الرد على المتظاهرين.. وخلال أكثر من ثمانى ساعات تابعت المشهد وأنا بداخله «كر» و«فر» وعصبية.. قنابل وخرطوش ومولوتوف وحرق خيام.. وحرائق فى الميرغنى.
المشهد ملتبس.. تليفونات من الشباب استغاثة وطلب مساندة ومساعدة.. ضحايا يقتلهم الغاز وحتى الرابعة صباحا مطاردات فى شوارع المربع السكنى المواجه لقصر الاتحادية من شارع الميرغنى حتى اللقانى وامتداد الخليفة المأمون.
الغاز وصل للوحدات السكنية.. الداخلية تنتقم والشباب مصمم على انهاك قواها.. مشهد لا فائز فيه.. العقلاء هتفوا «يعملوها المشاغبين ويقع فيها الكل»..
أكثر كمية من الغاز فى مساحة محددة كانت فى جمعة الخلاص.. سيارات الاسعاف تحمل المصابين وعلاج أكثر من 500 حالة على الأرض.. خذلك شوية خل وماء ومنديل.. أشياء تحملها مجموعات لمساعدة..
صراخ.. الشرطة ليست عدوا. ورد بل هى أداة بطش وبين وجهتى النظر.. لا أحد يدقق فى المشهد..
■ بعد صلاة الجمعة أشاهد ممدوح حمزة فى حوارات تليفزيونية ويسير وسط ثلاثة من أنصاره.. وعلى المنصة المواجهة للقصر.. هتافات وشعارات.
كاميرات التليفزيون توقعت المشهد.. واستعدت له الكاست داخل السيارة.. يتابع تاركا الكاميرات تعمل حرصا على حياتهم.. ليلة سوداء فى مصر الجديدة.. لا يمكن وصفها.. أن تعيشها أمر مختلف.
■ سؤال: من الذى اعتدى بالمولوتوف على القصر؟
الإجابة هم المجموعة التى أزعجها التوافق السياسى حول وثيقة الأزهر.. وأيضا وجدت نفسها محاصرة فى «ركن» للخروج منه عليها أن تكون جادة النية فى تعاملها مع الشركاء المعتدى على الاتحادية نعم فصيل سياسى يسعى لتصدير المشاكل لفصيل غيره.
■ عادت الحياة إلى ملاعب كرة القدم.. الجماهير هم العنصر الأكثر تشويقا فى العملية الكروية.. وغيابها قد يجعل المولود مشوها.
■ نعم الانفلات السياسى والأمنى والاخلاقى وراء إقامة الدورى بدون جماهير أو بمعنى أدق حرمان الجمهور من متابعة فريقه.. إذا ملعون أبو السياسة وأطماعها.. خربت البلد و«عكننت» مزاج البسطاء عشان كرة القدم.
من يفوز من ينهزم.. دورى ميت من البداية.. وهو أشبه بتقسيمة لكن عودته هى بداية للتعافى فى مصر وخارجها وأعتقد أن الرياضة ستعود كعادتها.. فترة استراحة لتجديد النشاط..
اشتقنا للكرة.. للهتاف باسماء اللاعبين.. للجمهور..