
كمال عامر
دماء الرياضيين على مائدة السياسة!
المجتمع بكل شرائحه انتفض وتفاعل مع الأحداث السياسية التى ألقت بظلالها على المشهد ككل فى مصر منذ يناير 2011.. الرياضيون شريحة نعم.. لكن اللافت أنهم كانوا رد فعل وليسوا فعل!! حاولوا جذب الانتباه لمشاكلهم على الأقل للحصول على شريحة من الأرباح الثورية وبأى شكل.. مرة فى التواجد بين الصفوف داخل التأسيسية.. ومرة فى التوافق الوطني.. ومرة من خلال الأحزاب للحصول على شرعية العمل.
الرياضيون حاولوا تقدم صفوف المشهد.. لكنهم التصقوا بالمنصة للإطلال عبرها إلى الناس البسطاء.
لكن الثورة لم تقدم شيئا لمن لا يتفاعل معها أو على الأقل لمن لم يقدم شيئا ملموسا لها.. قرأنا وشاهدنا عددا من الرياضيين تواجد فى التحرير.. نعم ثلاثة منهم.. وعشرة آخرين ناضلوا أمام ميكروفونات الفضائيات.. طيب أين الشريحة الرياضية؟
وإلى أى مدى تلاحموا مع الشارع؟
وأيضا ماذا حصلوا من التورتة الثورية؟
لا شىء..؟
تم تهميش كامل للرياضيين وأيضا لصوتهم والنتيجة، الرئاسة تسعى لاستقطاب أى من القطاعات للتحاور والتشاور دون الرياضيين.
الرياضيون المصريون حاولوا الانضمام للأحزاب.. لكن نجوميتهم لم تشفع لهم.. وفشلوا فى خلخلة الحصار المضروب حولهم.
* أكثر من ثلاثين عاما وأنا أتابع الحركة الرياضية.. يتأكد لى يوم بعد يوم أنها ظاهرة صوتية فقط.. لا أحد منهم يستمر حتى فى النضال من أجل قضية!! أنهم يكتفون بالملعب.. عالمهم حتى حدوده وأفكارهم محصورة فى لعبة وفاول وصفارة وهدف أو تسلل!
الرياضيون فى بلدى أو الوسط الرياضي.. حتى من يلتحق به أو ينضم إليه من غير الرياضيين يعيش فى جلبابها لا يخرج منها.
الوسط الرياضى يضم المهتمين بالملعب.. وأيضا المتابعين للملعب.. أستاذة التربية الرياضية أخفقوا فى تشكيل عيون تترجم اللعب واللعبة إلى أوراق وسياسات وخطط.
وحتى الآن أرى سقوط الرياضيين فى امتحان الثورة.. لم ينجح منهم أحد!!
حتى عندما اجتمعوا وطالبوا الرئيس مرسى بموعد لم يلتفت إليهم أحد.. لا الرئيس وافق ولا حتى مستشار له احترم رغبة الرياضيين فى هذا الشأن.
أنا هنا لا أقلل من شأن المنظومة الرياضية لكننى عاتب عليهما بإصرارهم بالالتزام بالأفكار الجامدة الموروثة، لم أر أى فروق بشأن المكانة التى تحتلها الرياضة فى ظل ما تعيشه!!
السؤال: لماذا فشل الرياضيون ونجح غيرهم فى تحديد مكانة تليق بهم فى مصر الجديدة؟
الإجابة: الرياضيون أنفسهم هم المسئولون عما يواجههم.. إنهم يتركون الفرصة لغيرهم لقيادة القطاع.. إما لعدم القدرة على بلورة الأفكار أو لانشغالهم بالملعب أكثر من السياسة.
وعلى الرياضيين تغيير أفكارهم لتلائم المرحلة.. الآن القوى تتشكل وبالتالى لا مجال لمن خارج التشكيلات.
إدانات الرياضيين للأحداث المنفلتة متأخرة وصراخهم عادة ما يكون فى أوقات غير مناسبة أصلا للصراخ.
أنا أرى ضرورة أن يلتفت الرياضيون إلى ما يدور حولهم فى كل المجالات.. عليهم التدقيق فيما يحدث.. المشهد لم ولن يكون رياضيا فقط التظاهر من أجل عودة الدورى كان من المفترض أن يسبقه تظاهر من أجل عودة الهدوء للشارع المصرى وتأمينه، والتظاهر من أجل رغيف العيش بوقفة أمام اتحاد الكرة.
كان من المفترض أن يتزامن مع مساندة من قام بالإعلان عن مظلمة!! أما الاكتفاء بالتصوير فى مظاهرة أمام عدسات التليفزيون أمر أعتقد أنه لم يعد يجذب إليه نسبة مشاهدة.
الوقت مهم.. الظروف استثنائية والبلد فى أزمة والرياضيون حددوا هدفهم الملعب!!
الرياضة المصرية هى المساحة الأكثر جذبا للجميع.. علينا أن نحافظ ونطور العمل فيها.. لكن بعيدا عن الانعزال.
الدماء الرياضية أراها على مائدة السياسيين.. لا أحد يهتم.. أقصد هنا الأفكار والرؤى والطموح.. لا أحد يستمع أو ينصت لها.. والسبب أن الخلافات الرياضية/الرياضية أعمق من الاحتمال!!
وهو ما جعل الرياضيين مجموعة مشتتة.. الوقت لم يمر.. لكن من ينتبه.
[email protected]