
كمال عامر
بريزنتيشن.. اصطياد رءوس الأفعى
عندما نجحت بريزنيتشن كشركة راعية فى بث الحيوية داخل أركان المنظومة الكروية كان لزامًا علىَّ أن أشيد بالشركة والقائمين عليها.. وخاصة فى ظل تفهم كامل لبرنامج عمل وخطة شاملة لتطوير كل عناصر لعبة كرة القدم.
استمعت إلى خطة تطوير الشركة للإعلام الرياضى والتحكيم والتدريب. بجانب تسويق مجهودات وقدرات اللاعب والمدرب وحتى الجمهور.
وقد كتبت عن بريزنتيشن ومحمد كامل رئيس الشركة عندما استحقت كلمة فى الاستحواذ على تورتة إعلانية من نصيب الكرة وهى نسبة مفقودة فى ظل تجاهل تام لعناصر القوة الكروية واستهتار بالمنظومة الرياضية.
استمعت إلى عمرو وهبى المسئول بالشركة عن خطط تطوير النيل للرياضة.. واستغلال اسم الأهلى كمثال فى دنيا التسويق الرياضى ونقل ما يحدث فى كرة القدم للعالم وعلى الأقل لزيادة تعريف العالم بالمصريين لاعبين وفرقا.
كتبت عن الثورة التى أحدثتها بريزنتيشن فى التسويق الرياضى وكرة القدم وأشدت به.
بل كتبت أيضًا أن بريزنتيشن هى الفائزة ببطولة دورى هذا الموسم عندما ساندت وساعدت الزمالك لتحقيق هذا الهدف على اعتبار أنها الراعى الرسمى والرئيسى للزمالك.. ونجحت بريزنتيشن فى تمرير رسالتها وبالتالى أثبتت أنها إضافة فى محيط كرة القدم.
لم يطلب منى أن أحد أشيد ببريزنتيشن عندما أجادت وشرح القائمون عليها أفكار تطوير اللعبة لى وما لديهم من مساعدات لكل عناصر الكرة.
وكان أول تصادم للشركة مع الاتحاد المصرى لكرة القدم حول غرامات بـ29 مليون جنيه طلبتها الشركة الراعية من الاتحاد مقابل عدم التزام الاتحاد ببنود العقد.
هذا التصادم كشف عن الوجه الآخر للشركة الراعية بافتعالها أزمة كبيرة مع خالد عبدالعزيز وزير الرياضة.. الوزير رفض اعتماد الغرامة التى وقعتها الشركة على اتحاد الكرة وهى 8 ملايين و600 ألف جنيه بعد التخفيض من 30 مليون جنيه!!
شركة بريزنتيشن توهمت أنها تتحكم بالفعل في اتجاهات كرة القدم.. بل والمنظومة الرياضية ككل بعد أن حصلت على حقوق بث لمباريات الأهلى وغيره وعلى حقوق رعاية لـ13 ناديًا منها الزمالك.
بريزنتيشن توهمت إنها تملك ما يمكن خلاله تكسير عظام كل من يقف أمامها من أشخاص أو غيرهم.. بالطبع الشركة تملك أذرعا إعلامية تحت عنوان الرعاية أو البروتوكولات أو المشاركة وشراء الحقوق وتلك الأذرع تبدأ بقناة النيل للرياضة مرورًا بحقوق رعاية لبرامج إذاعية وغيرها.. بخلاف من يتفهم أو يتعصب للشركة أو الأفكار.
وأذرع بريزنتيشن أيضًا امتدت إلى ما خارج المنظومة الكروية وهى هنا تلعب «جيم» سياسيا عن طريق لوبى يمكنها من حماية مصالحها وأموالها ضد من يرغب فى تسديد الضربات لها.
ليس غريبا أن يكون للشركة محبون أو أصدقاء أو متفهمون لها داخل الاتحادات الرياضية.. والأندية ووصل الأمر إلى وزارة الشباب والرياضة نفسها مع درجات وظيفية مختلفة!!
واستشعرت أن خالد عبدالعزيز وزير الشباب وراء تعطيل حصولها على الغرامات.. وبالفعل بدأت فى وضع خطة لاغتيال وزير الشباب معنويا بالهجوم عليه بالإعلام وصولا لعزله.
أنا هنا أكشف موقفا ونتائج.. وكما أننى سبق أن ساندت الشركة فى عملها وجدت أن الواجب يحتم كشف خطط الشركة فى الاستحواذ ليس على من يقع فى يدها من عناصر الكرة بل امتد إلى المعارضين لها، وهو ما نطلق عليه الصيد الثمين.. الشركة بدأت تتوحش فى الاستحواذ لدرجة أن هناك من سهل لها الوصول إلى مجلس الوزراء.. والدوائر الحكومية، وهى خطوة وقد نستيقظ يوما على نجاح بريزنتيشن فى تعيين وزير عن طريقها للرياضة لحماية مصالحها وهو أسلوب معروف فى العالم الرأسمالى وأيضا فى الدول المتقدمة والتى تسيطر عليها المافيا، بل ويمكنها تعيين رئيس للوزراء.
ما أريد قوله إن خطة بريزنتيشن لاصطياد خالد عبدالعزيز وتجييش الرأى العام ضده عن طريق أذرعها الإعلامية، وبالتالى صناعة توجه والوصول به إلى مؤسسة الرئاسة مما يؤدى إلى تغيير عبدالعزيز الذى وقف حجر عثرة فى طريق حصول بريزنتيشن على 30 مليون جنيه بدون حق، وإنذار على التوحش.
القضية هنا فى تنامى قوة الشركة وكنت أتمنى أن تكون تلك القوة خدمة للرياضة أو فى مجال تطوير عناصر اللعبة، بل ما رصدته هو محاولة السيطرة على صناعة القرار بكل الطرق والتفاصيل!
كشف سلوك بريزنتيشن المبكر ضد المسئول عن عدم حصول الشركة على 30 مليون جينه كغرامات وهمية - من اتحاد الكرة وهو وزير الشباب الذى هدد بتحويل الملف للنيابة أمر يجب التوقف عنده قبل أن يتفاقم!
قد تكون هى المرة الأول التى تتوحش فيها شركة ويصل هدفها لقطع رأس المسئول الأول ليس باتحاد لعبة هى الراعى الرسمى والوحيد له، بل وصل الأمر إلى خطة لعزل الوزير نفسه وهذا هو الجديد فى لعبة المصالح ونحن لم نعتد عليه!
الأيام المقبلة سيتم الكشف عن الأذرع السرية والعلنية لشركة بريزنتيشن من رياضيين وسياسيين وغيرهم.. وهى عملية نطلق عليها اصطياد رءوس الأفعى.