الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مؤامرة لحرق مصر الجديدة

مؤامرة لحرق مصر الجديدة





 
■ أنا ضد الاعتداء علي أي مكان بالدولة سواء كان وزارة أو شركة أو حتي المترو أو الممتلكات الخاصة أو علي المواطن نفسه مهما كان انتماءه السياسي!!

لسنا في غابة.. ولا يمكن تبرير العنف بأي شكل من الأشكال.
ما نراه أمر عبثي.. مشهد مؤلم.. أمام الاتحادية بعد صلاة الجمعة أمس الأول في جامع عمر بن عبدالعزيز شاهدت عددا قليلا من الشباب والسيدات المعارضين بهتافات وهجوم وشتيمة كلها أمور عادية يومية.. في الساعة الثالثة ظهراً تحول المشهد من ديمقراطي - حتي لو منفلت - إلي خوف بداخلي.
شاهدت مجموعة كبيرة من الشباب.. ارتدي كل منهم قطعة ملابس سوداء.. يعني إما تي شيرت  أو بنطلون أو يحمل كوفية سوداء.. دققت في الشكل والتفاصيل.. مجموعات شبابية من خارج المنطقة.. السلام وعين شمس وإمبابة.. وجوه أكثر عنفاً.. زاد من المشهد حضور خمسين شاب يرتدون ملابس البلاك بلوك.. لم ايهتموا بالملاحقات أو  بالتصريحات القانونية.. ساروا في صفوف طويلة بعرض 5 أشخاص وسط شارع الميرغني ناحية القصر.. وسط هيستريا تشجيع.. فجروا قنبلة دخان.. وقد انزعجت وسمعت من يقف بجواري: فعلوا ما أعلنوه في بيان لهم.. وقد وقعوا علي سور القصر BB بالاسبراي في تلك اللحظة. تنبأت بأن هذا اليوم لن يمر علي خير.. وقلت لمن حولي: الوجوه الموجودة غاضبة جداً.. ليس بسبب السياسة أو مرسي أو الإخوان، لكن هؤلاء الشباب لهم قضية مع من حولهم بعيدا عن السياسة مساحة الغضب أمام الاتحادية أمس كانت واضحة وعنيفة.. المهم أنني حذرت كل الأصدقاء في المنطقة من السكان أو من رأيته يقف وسط المتظاهرين حتي أصحاب المحلات أبلغتهم بأن اليوم سيظهر عنف واضح بعد غياب الشمس حاولوا الانتباه.
جمعة - عامل جراج - بشارع مجاور للقصر قلت له: احذر اليوم.. حافظ علي نفسك.. هذا الحوار كان في الرابعة ظهراً.. وشرحت لمن وقف معي كيف سيبدأ العنف.. خاصة أنه مشهد متكرر وبالفعل مجموعة من الشباب بدأوا في قذف القصر بالمولوتوف والحجارة، برغم أن الهجوم سطحي، حيث إن القذائف تحرق شجرة داخل القصر.. إلا أن هذا الموقف أصبح كلمة السر لبداية الضرب!
الحجارة وقعت داخل القصر وخرجت الشرطة وبدأ فاصل الضرب.
نفس السيناريو.. مجموعة من الشباب تقذف الشرطة بالحجارة والمولوتوف.. والشرطة ترد في توتر بقنابل الغاز.. في البداية كانت قنابل الشرطة في اتجاه الريح خوفاً علي المتظاهرين.. الشرطة متوترة جداً.. هي تدرك أن وصول 5000 شاب إلي سور القصر يعني احتلال القصر ودعوة كل من بالشارع لاقتحامه، لذا هي تدافع عن المبني عن طريق تشتيت المجموعات بكل الطرق.. ومن هنا أقامت حاجزا يبعد عن الحاجز الخرساني بعشرين متراً وأمام بوابة نادي هليوبوليس.. الشباب لم يهدأ.. قنابل الغاز تقتلنا.. ضحاياها يتساقطون، لكن بعد خمس دقائق يعودون ولأنها خطة مكررة.. فالشوارع الجانبية والمتقاطعة مع الميرغني.. شفيق غبريال المماليك وحتي اللقاني أصبحت مناطق تحمي ظهر الشباب.. في التاسعة وصل الأمر إلي اطلاق قنبلة كل ثلاث دقائق في المتوسط.. دخان غاز القنابل صعد للوحدات السكنية، في الشارع الرعب سيطر علي كل من الشارع.. صاحب الصيدلية والسوبر ماركت والجراجات.. الشباب يستولي علي البنزين من السيارات لعمل قنابل المولوتوف وأمطار الشرطة.. والأخطر خرطوش بين طيات ملابس الشباب استخدموها ضد الشرطة، وفي كل مرة يستشعر الأمن المركزي باقتراب الخطر منه يرد بعنف.. أكثر من نوع قنابل سقطت علي وبين الجميع وهي مختلفة في  التأثير والمسافات وبلد المنشأ.
الرعب سيطر علي المقيمين أو جيران الرئيس.. وقد شاهدت عن قرب كل تفاصيل المشهد.. في شارع المماليك وأثناء تصوير إحدي محطات التليفزيون العالمية لاحظت صغر حجم المذيعة وكأنها من اليابان أو دول جنوب شرق اسيا انفجرت قنبلة دخان فما كان منها إلا أن جرت وتركت الضيف!
 ارهاق  الشرطة.. ومحاولة إصابة أو قتل أحد أفرادها بعد الثامنة مساء أصبح هدفا للشباب.. وابتعاد المتظاهرين عن القصر الرئاسي والسلامة هو هدف الشرطة.. وسط هذا الموقف المتأزم شاهدت من يقتلع أحجار رصيف الشارع الأسمنتية يحولها لحجارة ليرمي بها الشرطة!
 في نفس الوقت جمعت 12 قنبلة غاز بأشكال متنوعة ونوعين من الخرطوش.
 لاحظت بعض المتظاهرين أطلق الخرطوش علي الشرطة، وردت الشرطة بالغاز والخرطوش. الأخطر أنه بعد الواحدة صباحا.. بدأت الشرطة تطارد أماكن إعادة تجميع الشباب.. وانطلقت من مواقعها إلي مناطق خارج حدود القصر طاردتهم في الشوارع.. وقبضت علي عدد من الشباب منهم من كان يقف متفرجا بحكم الإقامة.. وسط هذا الجو المضطرب والمهيأ لسقوط قتلي وجرحي واعتداء واختناق، برزت أزمة رجل صالح يعمل حارس جراج إحدي أذنيه مصابة ويدعي صفوت.. تعرض لحفلة اعتداء من رجال الشرطة.. حظه العاثر أنه سايس في أقرب جراج للاتحادية وظيفته أجبرته علي استنشاق كل غازات القنابل، وتوقع الموت في كل وقت، للمواطن عامل الجراج صفوت حقوق لدي وزير الداخلية شخصيا، ما تعرض له من ضرب يجب علي الأقل الاعتذار عنه، وهو الآن يحمل بصمة عنف لـ7 غرز وتورمت عيناه! وأيضا ضرب جمعه والذي كاد أن يعجزه عن مجرد الوقوف والسير علي قدميه.
 أنا هنا ضد من سيطر علي منطقة مصر الجديدة وجعلها رهينة للعنف.. وأيضا ضد قذف جنود الشرطة والضباط بالمولوتوف والخرطوش.. وفي نفس الوقت لا يمكن تبرير العنف من جانب الشرطة لا يجب تحرير مصر الجديدة من البلطجة التي تحيلوها ليلا.
 

[email protected]