
كمال عامر
البراءة المتأخرة
▪ العدل شعار مرفوع فى عملية بناء مصر الجديدة.. وألف باء عدل ألا ننحاز أو نظلم أو نبخس حق الأشخاص.
العدل ألا نتخلص من كل الماضى بالحرق وألا نشوه كل من عمل فيه من مسئولين ووزراء أو أفراد.. وألا نستخدم أسلحة غير إنسانية للنيل منهم.. مستخدمين كل ما هو مؤذ بعد التأكيد على أنهم ممنوعون حتى من الرد على أى من الافتراءات.. الآلة السياسية والإعلامية سواء بقصد أو غير قصد حاولت حرق الأشخاص والإنجاز.. فلم تكتف بذلك.. بل شوهت كل ما سبق الثورة، كأن يناير 2011 هو بداية الحياة مع أن هذا غير صحيح!!
الوزراء السابقون لم يعد أحد يتحدث عنهم بكلمة طيبة.. كأن عطاء هؤلاء لبلدهم غير موجود.
وهذا إما كعربون للسلطة أو سفالة حياتية عادية مصرية مشهورة.
وضمن خطة الحرق - كما حدثت - محاولة مسح أسماء هؤلاء الوزراء من تاريخ حياة الوزارة نفسها.. كأن الوزير السابق لم يتول المنصب أساسًا!!
اغتيال هؤلاء المسئولين والوزراء السابقين جاء على خلفية أنهم عملوا مع الرئيس السابق حسنى مبارك.. هذا ظلم وأمر يبتعد كثيرًا عن العدل!
أحد الأصدقاء همس فى أذنى قائلًا.. يا عم الوزراء والمسئولون السابقون خلاص انساهم.. وشوف مستقبلك.. اعمل صفقة مع الموجودين.. شوف زملاءك وأصدقاءك فى الإعلام عملوا ايه.. كل واحد شاف طريقة وشاف «سكته»..
سرحت بعيدًا عن صاحب النصيحة.. وقلت: يا ربى دول مجموعة لم يعد لها من يساندها فى الحصول على حقها.. لا يمكن أن يكون الجميع ضدهم.. ويا رب لقد اغتالوا الوزراء السابقين وأسرهم وكل الأصدقاء.. هذا ليس عدلًا.
نعم.. مصر لم تبدأ فى يناير 2011 .. فكل ما فيها سلسلة إنجازات وعمل ووزراء مبارك الرئيس السابق حلقة من ضمن حلقات العطاء والإنجاز.
والوزراء السابقون عملوا بجد واجتهاد.. أنجزوا وحققوا نجاحات مهمة.. وإذا كنا نرفض إنجازاتهم على خلفية تأييد الثورة.. فهذا أمر مؤلم..العالم المتحضر لا يحطم المصانع ولا يحرث الشوارع ولا يهدم المدن لأن الحاكم السابق من صنعها.. الوزراء السابقين أو الذين عملوا مع مبارك.. عاشوا أسود أيام حياتهم.. الأمراض طاردت أجسادهم.. وزراء مبارك الآن معظمهم فقد الثقة بالحياة ككل.. بعد أن جردناهم مما ما حققوه للبلد من إنجاز!! أظهرناهم فى صورة ألحقت بهم الضرر بين أهلهم.. لم يعد أى منهم يتمنى إلا البراءة من سيل الاتهامات الكاذبة التى تطاردهم.. وبعد أن تخلى الجميع عنهم.. ودخولهم السجون ومنعهم من كل متطلبات الحياة.. وبعد أن خاصمهم الجميع عمدًا أو لمصلحة أو خوفًا على مصالحهم مع النظام الجديد، لم يعد أحد من حولهم إلا زوجة أو ابن أو أخ أو ابنة أو اخت... وأصدقاء معدودون على الأصابع.. دائرة ضيقة جدًا.. إلا أن ما يجمعهم ويبقيهم على قيد الحياة. هو الإيمان بأن الله سيعيد لهم ما سلبه الإنسان منهم.. والتاريخ يرفض التزوير
▪ زكريا عزمى.. أو عمدة الزيتون.. أحد ضحايا الغضب لو جمعنا ما نشر ضده من اتهامات لتعجبنا كيف يصمد حتى الآن ويقاوم.. لقد تعرض الرجل لاتهامات من كل الأنواع.. صوروه كتاجر تحف وملياردير ومصاص دماء للمصريين.. وتحول الرجل فى يوم وليلة من خادم للشعب إلى دراكولا.. لم يتركوا له شيئًا مميزًا.. تعرضوا لكل حياته.. حطموا الأسرة وحتى التاريخ جردوه من حياته ولو استطاعوا سرقة اسمه لفعلوا.
عمدة الزيتون كان متطرفًا فى خدمة الناس.. لدرجة أن الإخوان انفسهم لم يرشحوا أحدًا ضده فى دائرة الزيتون بانتخابات مجلس الشعب لمعرفتهم لسنوات عديدة بشعبية النائب زكريا عزمى بين أهله.. وقد اشتهر عزمى بأنه رجل لم يترك أى فرصة لخدمة أهله أو وطنه إلا وفعلها.. لقد ضحكت وتألمت عندما حاولت الصحف والإعلام ذبح زكريا عزمى وإعدامه معنويًا حتى قبل أن يقول القضاء كلمته بشأن اتهامات اخترعوها ووثقوها بوثائق مزورة.
تألمت لمن نشر عن تربحه من شقة اشتراها وارتفع سعرها وباعها..انزعجت من نشر معاملة سيئة من جانب عزمى أثناء عمله بالرئاسة لمصور أو موظف.. فتحت القنوات أبوابها.. ضمن مزاد ذبح واغتيال سمعة وحياة زكريا عزمي.. لم يتركوا صغيرة أو كبيرة إلا استغلوها فى حرب التشويه ضده.. شهادات زور وكلمات مرسلة من مجموعة محتقنة وحاقدة.
كنت أول من نبه إلى أن زكريا عزمى دفع ثمناً باهظًا من سمعته وأسرته لكونه رجلاً عمل بجانب الرئيس السابق حسنى مبارك. وهى تهمة فتحت عليه نار جهنم من كل الأطراف.. القضاء قال كلمته بقبول طعن زكريا عزمى .. وهو ما يعنى براءة الرجل من كل التهم التى ألصقناها به وإعادة محاكمته.
من حق أسرة زكريا عزمى عمدة الزيتون أن نرحمهم.. نعيد لهم ما سلبناه منهم.. تحملوا الكثير من الغضب والهجوم وحرق السمعة.
عزمى مثل غيره من وزراء عهد مبارك.. كان من المفروض كما توقع خصومه أن يحاكم ويحبس وتنتهى قصته ليبدأ غيره قصة جديدة وحكاية جديدة تخدع الناس حتى لو كانت قائمة على أكاذيب واضحة.. ولأن الوعى بدأ يعود للناس ولغة العقل بدأت تسود وانكشف خداع من وضع سيناريو اغتيال وزراء عهد مبارك.. الحقائق الآن تؤكد أن مصر لم يبنها الإخوان بعد يناير 2011.. بل موجودة وممتدة بل أرى أنها ترجع للخلف..إذا كنا نسعى لتطبيق العدل.. أرى أن ألف باء عدل هو الحكم بالعدل على أعمال مجموعة وزراء مبارك.. كفى حقدًا وتشفيًا وتصفية حسابات كل يوم يمر نتأكد من قيمة وقدرة ونجاحات هؤلاء المحبوسين على ذمة العمل مع مبارك وعلي أسرة عزمى أن تفتخر به.
على د. زكريا عزمى وكل وزراء مبارك عدم اليأس من العدالة. إذا كان البعض ينساها.. الله هو العادل.. الحياة بالنسبة لهؤلاء الوزراء المظلومين الآن حدودها فى البراءة.. وهى براءة أمام الأسرة والأولاد وأيضًا أمام الشارع هم فى أمس الحاجة إليها.. وإذا كان هناك من ظلم زكريا عزمى ووزراء مبارك أو مبارك نفسه وأولاده.. أعتقد أن الله سيعيد الحقوق لأصحابها.. قوة هؤلاء الوزراء أراها فى إيمانهم بالبراءة.
وهو إيمان واضح.. والدليل أن عدسات الحقد أفلست وأقلام الضغينة جف حبرها وأشخاص الانتقام لم نعد نسمع عنهم شيئًا.
التاريخ لا يعترف بالمزورين والقضاء المصري أراه أشجع من التاريخ سيعيد الحق لعزمي وكل مظلوم آخر..!!
[email protected]