
كمال عامر
مأساة جيران الرئيس
■ اقتربت انتخابات البرلمان.. الإخوان فى الشارع ينفذون حزمة خدمات.. علاج للأشخاص وخدمة المجتمع تزيين شوارع ودهان أسوار وإصلاح باردورات وهو أمر يؤكد أنهم يرغبون فى الحصول على شعبية بالشارع تتيح لهم أغلبية مريحة..
فى نفس الوقت الإنقاذ. متمسكون بالحوار لأنه الجهة الوحيدة للحصول على تسوية.. بينما غابوا عن الشارع.. إلا فى المشهد التظاهر.
كنت اتصور أن يدخل الإنقاذ سوق الخدمات والوصول إلى البسطاء أصحاب الأصوات لا أصحاب الميكرفونات..
الإخوان يركزون على الفقراء والغلابة..
والإنقاذ يتجهون إلى المثقفين والنتيجة معروفة سلفًا.. الأصوات للفقراء.. والضجيج للمثقفين بعد إعلان النتائج سوف تتهم الإخوان بكذا وكذا وكذا وسنحلل ونشتم ونسب وفى النهاية الفائز فائز والمهزوم مهزوم.
لا أعلم لماذا لم تتجه الانقاذ إلى الشارع إلى القري.. والنجوع والمدن البعيدة...
ثم لماذا لا ينفذون حزم مساعدات قد يظهر أحد ليقول لي: معندهمش فلوس!
طيب إيه الحل؟
سيظل الشعب المصرى يدفع ثمنًا لخلافات من يقومون بها يعلمون جيدًا مدى ضحالتها.
■ فوجئت بابنى يوسف يقول لي: إيه توقعاتك نحو مساء الجمعة يعنى كم عدد القنابل التى ستقذفها الشرطة وعدد زجاجات المولوتوف التى يرميها الشباب على الشرطة.. والإصابات وهل تتوقع أن تروح فيها أرواح انزعجت من السؤال؟ وقلت يا يوسف أمام الاتحادية سيناريو هابط..
وقلت له أيضًا شوف لنا شقة ثانية بعيدًا عن مربع الموت الذى نسكن فيه وهو الموجود شمال الاتحادية يوسف قال: لا إحنا أصحاب الشقق من عشرين عامًآ وهو اللى يمشي!!
قلت تقصد مين.. قال «القصر الجمهورى كله بمن فيه.. حرام عليه حول حياتنا إلى غاز وخرطوش هو مش احنا أطفال برضه!! هل يرضى الرئيس مرسى أن نموت داخل مساكننا بالغاز..
لم أرد على يوسف لكنى اندهشت!!
حتى نادى يوسف الذى يتردد عليه وهو هليوبوليس أصبح تحت الحصار.. يعنى أصبح مكتوبًا على يوسف وأطفال روكسى استنشاق الغاز بدلًا من استنشاق هواء نظيف.. والجرى أمام القنابل وتفادى الخرطوش بدلًا من الجرى حول تراك نادى الجزيرة بملعب الكرة..
يوسف قال لي: تفتكر طفولتنا هتتغير بعد ما شاهدنا هذا العنف والموت؟
قلت: يعنى إيه؟
قال هبقى طفل طبيعى ولا هتحول لطفل شرس أو على الأقل عندما أكبر غاز القنابل هيأثر على جهازى العصبى والمشاهد التى أرى فيها الموت هتتحول إلى كوابيس؟
قلت: يا يوسف واظب على الصلاة أرى فيها الخلاص.. أنا أخشى من انتهاء العمر الافتراضى لقنابل الغاز وطلقات الخرطوش.
لأن هناك فارقًا بين الموت بقنبلة غاز فى الضمان والموت من غاز منتهى الصلاحية.. ونفس الحال على الخرطوش.
يوسف قال لى والله أنا مش مصدق إن ده كله يحصل تحت بيتي.. وأنا أناشد الرئيس مرسي..
هو أنت مش عندك أولاد بتخاف عليهم؟ طيب شوف لينا حل نحن أطفال روكسى أو جيرانك فى السكن.. كفاية قنابل وخرطوش ومولوتوف.. وامنع القتل..
■ هذا السيناريو حقيقي.. المساكن تحت الحصار بين العساكر والثوار.. والضحايا متنوعون.. ولا حل..
■ أسعار شقق روكسى المحيطة بقصر الاتحادية ناحية الشمال انخفضت 50٪ البعض هاجر لمناطق أخرى والآخرون وأنا منهم صامد.. لأسباب متنوعة نحن ننتظر اليوم. ماذا سيحدث بعد الصلاة.. وأيضًا من الذى سيعتدى على الشرطة ويسدد للقصر عددًا من المولوتوف بعدها يبدأ فاصل المطاردة.. من جانب قوات الشرطة ضد المتظاهرين لأن المشاغبين يختفون ويختلطون..
بالموجودين بل ويختفون والقنابل لا تفرق بين السلمى والعنف وأيضًا الخرطوش.
[email protected]