
كمال عامر
التليفزيون.. المصري
■ قبل يناير 2011.. كان هناك ضبط وربط.. أعني حسما حتي لو كان مغلفا بالديكتاتورية أو غيرها.. وهو ما شجع علي العمل واتخاذ القرار عصري لـ100 سنة قادمة.
■ الآن ما يواجه مصر بالنسبة لعملية اتخاذ القرار كارثة بحق وحقيق!
في كل الوزارات.. هناك عوامل تبطئ من القرار بل تكاد توقفه.. منها نقص الأموال وانعدام التوافق والأخطر الانقسام الواضح.. الانقسام هنا ليس كما كان قبل يناير 2011.. لكنه أصبح أكثر عنفا ودون حدود!
■ في تليفزيون مصر ثورة ضد أي حاجة في أي حاجة.. ناس مش طايقة بعضها.. لو أن وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود اتخذ قرارا ما.. سنجد الألوف ضده.. وكل واحد من هؤلاء له معارف في الإعلام معدين أو مقدمي البرامج.. يعني لو هناك ألف معارض من الـ40 ألفا فإنها كارثة.
فكرة طرحت.. بنقل التليفزيون إلي مدينة 6 أكتوبر.. أولاً هناك مساحات كبيرة يمكن فيها بناء مجتمع متكامل وأيضا استوديوهات القنوات هناك.. يعني في النقل فوائد عديدة.. الفكرة جميلة ومطلوبة في ظل أن كل سكان القاهرة أصيبوا بالاختناق المروري وغيره وهو هدف لكل الخطط السابقة والمستقبلية.. بجانب نقل الوزارات الموجودة بالقاهرة إلي أول طريق السويس.. وهذا القرار فشلت حكومات ما قبل يناير 2011 في تحقيقه خوفاً من رد الفعل.
إذا أنا مع قرار وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود بنقل التليفزيون إلي مدينة 6 أكتوبر والبحث عن شركاء لاستثمار المبني الحالي.. وللأصوات الرافضة أقول: وزير الإعلام ليس بسمسار ولا رجل أعمال.. هو سيطلب تحقيق النقل والحكومة تتولي شأن التصرف في المبني الحالي.. الواضح أن فشل عملية نقل الوزارات من القاهرة إلي الأطراف يتبناه مجموعة لا تريد أن تغير حياتها.. سواء بسبب المسافة بين السكن والعمل أو المزاج العام.. لو كنا وافقنا علي نقل وزارة الإسكان إلي مدينة السادات.. ربما كانت الضغوط علينا بشأن المرور أقل لكن الضعف والخضوع وراء تأجيل القرارات الصعبة.. أنا علي قناعة بأن قرار نقل العاملين في التليفزيون إلي مبني جديد في 6 أكتوبر سوف يستغرق من 3 إلي 5 أعوام علي الأقل.. حتي يتم انشاء المبني الجديد وغيره من التجهيزات.. إذا علي الذين يشوهون فكرة النقل.. أن يصطنعوا أفكارا غير حقيقية حول من يشتري أو من يرغب في مشاركة الحكومة في هذا الشأن.
أنا هنا أدافع عن مستقبل القاهرة.. لقد اشتكي الجميع من أزمات المرور والزحام والاختناق بكل أنواعه بالقاهرة.. إذا عندما يجئ صلاح عبدالمقصود ويدرس مشروعا بنقل 40 ألف موظف من القاهرة إلي 6 أكتوبر لا يمكن أن يكون الرد اتهامات تمس النزاهة.
أنا بالمناسبة لست من دراويش عبدالمقصود ولا من شلته.. لكن أري أن مجرد طرحه للفكرة شجاعة وجرأة غير متوافرة في المسئولين حاليا.
لو كان وزير الإعلام يسعي للاستمرار في منصبه كان عليه أن يوزع الهدايا ومنها المهادنة عن طريق قرارات «ماسخة».. لكن عبدالمقصود وزير الإعلام أراه يتصدي للمشاكل بقرارات قوية.. ليس لي أي شأن بطريق إدارة مبني بحجم ماسبيرو.. وهو ليس بعمارة أو فيللا.. لكنه مصنع للعقول وما بالك بالعقول والأفكار!
أنا شخصيا أتمني أن يتم تفريغ القاهرة خلال 5-7 أعوام من كل الوزارات وخروجها إلي أول طريق السويس.. علي الأقل القاهرة لتعود القاهرة مدينة كما نتصورها.. طبعا القرار صعب والتنفيذ عاوز قرار قوي وصاحبه أقوي وهو ما لم يتوافر الآن.
ولا أعلم: هل يمكن لوزير الإعلام صلاح عبدالمقصود أن يفعلها وينفذ ما فشلت فيه جميع الوزارات قبل 2011 وبعدها أتمني.
من ناحيتي أتمني ألا نصتنع خصومه من أشخاص عن لتعطيل قرارات مفيدة مثل نقل مبني التليفزيون.. كفاية حتي الحلم مش عاوزينا نعيشه!
[email protected]