الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حوار الرئيس عودة للمربع صفر

حوار الرئيس عودة للمربع صفر




هذه التمثيلية الهزلية المسماة بحوار الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية والتى جعلتنى أستيقظ حتى ساعات الصباح حتى داهمنى النوم دون ان أشعر لترقب الحوار وهل يعقل فى دولة ربع محترمة وليست كاملة الاهلية للاحترام ان يظل المشاهد فى حالة ترقب من الساعة الثامنة مساء حتى الثانية صباحاً فى ظل ممارسة هزلية لقناة تمارس تخدير المشاهد من خلال تنويه على الشاشة بأن الحوار سيذاع بعد قليل إلا ان الحوار تمت اذاعته بعد 6 ساعات من هذا التنويه مما انعكس بالملل واثار اعصاب المشاهدين وافقد الحوار اهميته وحماسه.

واللافت للنظر قيام الرئيس بالادلاء بحوار له اهمية خاصة فى توقيت حرج لقناة خاصة يعرف عنها بانتمائها للعصر البائد وكأنه يوجه رسالة اعتراف ضمنياً  بفشل التليفزيون الرسمى وعدم الاكتراث بقيمته.
وما يزيد الامر غرابة ان تتزامن اذاعة الحوار تحديداً على هذه القناة فى وقت اعلن صاحبها الدكتور حسن راتب فى حوار الرئيس مع رجال الاعمال وللعلم أيضاً انها القناة الوحيدة التى نقلت هذا الحوار والذى بادر فيه - أى حسن راتب -  بعقد لقاءات مع الاعلام لتصويب انفلاته واعادة تصويب اتجاهاته وهو طرح غريب ليس مستغرباً  على أحد رموز الحزب الوطنى الذين مارسوا مداهنة السلطة فى وقت كانت قناته هى لسان حال الحزب الوطنى المنحل وصاحبه حق احتكار بث مؤتمراته.
إما إذا عدنا إلى الحوار ذاته فنرى انه يفتقر إلى الشفافية والصراحة والاعتراف بالخطأ الذى خرج على الناس منزوعا للدسم خالياً من أى موقف حازم أو قرار صائب ولا يمثل بأى شكل من الاشكال حواراً يليق بقيمة رئيس مصر.
وإذا نظرناً بنظرة ثاقبة لوجدنا ان هذا الحوار تم اعداده وتجهيزه بين الطرفين وان هذه القناة تمارس تحولاً جديداً وثانياً بعد التحول الاول إبان سقوط الرئيس مبارك وهو ما يظهر جلياً محاولاتها المستميتة لتحسين صورة السيد الرئيس امام المواطن ونحن على مقربة من انتخابات مجلس النواب وهو ما يؤكده اذعان المحاور عمرو الليثى لجميع اجابات الرئيس دون ادنى مناقشة لها مما عكس على هذه الاجابات اطاراً رومانسياً وعاطفياً وتخللها الفاظ محددة كسالف الحوارات بدءاً بالود وانتهاء بالحب فإذا سئل الرئيس عن المحكمة الدستورية والاعتداء عليها قال أقدرها وإذا سئل عن بورسعيد قال انها قريبة إلى قلبى وإذا سئل عن القضاء اجاب بأنه يحترمه.. فى وقت يعلم الجميع بمن فيهم السيد الرئيس حجم الاهانات التى وجهت للمحكمة الدستورية والاعتداء على قدسيتها لحصار دام لاكثر من أسبوع كما يعلم السيد الرئيس حجم الاعتداء على هيبة القانون وجلال القضاء كما ليس خفياً على السيد الرئيس الاعتداء على حرية الرأى فى حصار مدينة الانتاج الاعلامى لفترة طويلة دون ان تحرك ساكناً وفى النهاية أقول للسيد الرئيس ليس بالحب وحده ستسكن دماء الشهداء وان المدينة الباسلة بورسعيد التى تئن الان بشهدائها لا تحتاج إلى الحب انما تحتاج إلى القصاص.