الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مبارك.. غلق صفحة الماضى

مبارك.. غلق صفحة الماضى





 

 
- اندهشت من ردود الفعل على خبر بأن صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق سوف يطلق حساب له على تويتر للرد على ما وصفه من اتهامات ردود فعل غاضبة من مجموعة كنت أتصور أنها بالفعل تملك مقومات شخصية شجاعة.. على الأقل تتلاءم مع مظهرها الخارجى.
 
الغضب أو الخوف من إطلاق صفوت الشريف أو محمد رشيد أو أنس الفقى أو سامح فهمى وأحمد المغربى وجرانة وزكريا عزمى وحالة الرعب التى سرت فى مفاصل عدد من السياسيين له معنى!
 
أولا الخوف الشديد والذى وصل إلى حالة الرعب والفزع مما قد ينشر فيما يخص الاتهامات التى طالتهم!
ثانيا: أما أن  الاتهامات التى تم تسويقها للنيل من تلك الشخصيات لم تكن عادلة وبالتالى كل الخوف من أن يتفهم الشارع ما جرى ويجرى!
 
ثالثا: كنت أتصور أننا بالفعل فى مصر الجديدة.. مصر العدل.. والحرية.. والكرامة.. لكن مع  الأسف خبر غير صحيح بأن صفوت الشريف سوف يخصص حساب له على تويتر كشف لى ولغيرى أن مصر الجديدة كذبة روج لها البعض وانجذب لها عدد ممن صدقوا أن بكرة المواطن فيه أغنى.
 
- فى القضايا اتهامات ودفاع وأحكام ونقض وبراءة أو غيرها.. وأعتقد أن نقض أحكام وزراء مبارك وأيضا الأحكام ضد الرئيس السابق نفسه وأولاده والمسئولين فى عصره أمر يتفق بأن التهم الموجهة إلى هؤلاء الوزراء سياسية.. ثم إن حكاية مزاد البلاغات والتهديدات كلها أمور تتوافق مع ما نعيشه من ضبابية.
 
لقد كتبت وقلت إن الرئيس مبارك يستحق عفوا رئاسيا أو من أى جهة.. الرجل حكم مصر أصاب وأخطأ مثل كل البشر.. له دور مهم فى حرب أكتوبر، من العدل أن تغلق تلك الصفحة لأن اللعب بها لم يعد يلفت الأنظار.. بعد أن تأكد أن مبارك لم يقتل شعبه أو يسرق بلده، أيضا وزراء عصر مبارك بالفعل واجهتهم ظروف لجذب الاستثمارات نعم هناك أخطاء.. ولكنها أخطاء تمت بمعرفة الجميع.. فى ظل ضرورة منح المستثمرين حزمة إجراءات إغراء حتى لو لم تتوافق مع القانون!!

- غلق الصفحة الماضية وليس تمزيقها أمر مهم.. فالحقائق والقضاء أكدت لنا أن مبارك لا يملك 75 مليار دولار كما نُشر على لسان الجميع، إخوان وإنقاذ.. إعلام وتليفزيون.. وهى إشاعة روجتها الجارديان البريطانية لمدة ثلاثة أيام أدت إلى جمعة الغضب، والجريدة الانجليزية نفسها كذبت الخبر.. لكن الكل استغل واهتم بالخبر وأهمل النفى كالعادة، كان من الضرورى حرق مبارك وتشويه عصره.. وسجن أشهر الوزراء وهو أمر ساعد فى زيادة الغضب!، واستمراره يلحق الضرر بالنظام الحالى.
 
- الآن مصر فى حاجة للمصالحة.. الإخوان مع الإنقاذ.. والاثنان مع الشارع.. والسلفيون مع الأحزاب الأخرى.. وأيضا العمل بكل الطرق لغلق صفحة الماضى.
بدون شك.. وزراء مبارك وبحل مشاكلهم يمكنهم المساعدة فى عودة الثقة فى النظام السياسى والاقتصادى فى العالم بعد ما فقد العالم الثقة فى كل ما هو موجود فى مصر الآن.
 
ليس من العدل أن يكون التشفى فى مجموعة وزراء مبارك والرئيس السابق نفسه وأولاده علاء وجمال  هو المعيار الوحيد لمصر الجديدة، هو فصل صغير فى تاريخ معقد.. هؤلاء دفعوا ضريبة مضاعفة.. أصيبوا بالأمراض وفقدوا حتى طعم الحياة، لم يعد لهم أصدقاء ولا معارف.. الإعلام الصديق والعدو نهش من لحمهم وألصقوا بهم كل التهم باستثناء أنهم وزراء من نوعية عيدى أمين أوغندا أى وزراء أو مسئولين من آكلى لحوم البشر.
 
هؤلاء الوزراء قدموا لبلدهم جهودا واضحة، وانجازات ساعدت مصر على البقاء والاستمرار والنمو.. هم خبراء فى أعمالهم.. وهم أفضل ألف مرة من الموجودين على الأقل ناس خبرة وفاهمة شغلها.. وإذا كان الاختفاء أمرا مهما يمكن أن يتحقق دون حرق مبارك وأولاده ووزراء عملوا معه لصالح بلدهم.
 
التاريخ سوف يتذكر الانجازات.. وهو لا يعترف بالأحقاد.. حتى لو تأخر الاعتراف.. عودة الاعتبار لأى مسئول.. مسألة وقت.. تدخل التاريخ لإنصاف مسئول أمر يصيب من فعل ذلك بأضرار.
[email protected]