
كمال عامر
مرسى رئيسا لم يختبر
- تابعت حوار الرئيس محمد مرسى مع الإعلامى عمرو الليثى على المحور.. وقد لاحظت عددا من النقاط.
أولا: لغة الرئيس هذه المرة أسهل.. كلماته من القلب.. ابتعد عن الأحلام الوردية وغير القابلة للتنفيذ.
ثانيا: مرسى رئيس لم يختبر تلك الكلمة تحديدا تحمل ما أراه فى رئيس تحاصره الجماهير فى عمله.. والأزمة الاقتصادية والخلافات السياسية.. والمشاكل مع الدول الشقيقة وأيضا مشاكل من صنع الإخوان الأقرب له.. هذه المشاكل كافية ليس لتعطيل رئيس ولا مؤسسة الرئاسة.. بل أزعم أنها تعطل بلدا!!
- الرئيس مرسى يتحرك بصعوبة وسط أشواك متفرعة، جزء منها من صناعة إخوانية وتحديدا من زعماء الإرشاد وجزء آخر من المعارضين له وجزء ثالث منه شخصيا وأقصد فى عملية دراسة القرار - المستشارين- الملاحظ أن مؤسسة الرئاسة بالفعل يحاول فيها مرسى أن يدخل التاريخ بحزمة نجاحات على الأقل ليؤكد أن مصر كانت فى حاجة إلى التغيير خاصة بعد أن زادت عملية فقدان التعاطف مع ما حدث!
الرئيس مرسى قبل أن يتولى منصبه اعتمد على أوراق وأرقام لم يدرك أنها أشبه بالمزورة.. لم يحصل على المليارات من الدولارات من أمريكا والأصدقاء ولم ينجح فى إنعاش خزينة الدولة بالمليارات الأخرى من عائد تقييم عادل للمشروعات الإسكانية لأنه لم يكن على علم بأن هناك فرقا بين التصريحات والحقائق.. وبين الشخص خارج السلطة أو داخلها.
أنا شخصيا لدى قناعة بأن مرسى رئيس لم يكن يتصور حجم المشاكل التى تواجه بلدا مثل مصر.. ولم تتوافر لديه معلومات على الأقل لتساعده فى إدراك المشاكل وكيفية الحلول وهو مازال وسيظل لفترة طويلة فى مرحلة دراسة.
ثانيا: الرئيس مرسى أكد على احترامه للقوى السياسية، ورغبته فى أن يكون بالفعل رئيسا لكل المصريين.. وقد لاحظت صدق مرسى فيما يخص ذلك.. لكن هناك عوامل معاكسة تمنعه من ذلك.. ولنكن صرحاء.. مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين بالفعل يتحكم فى القرار.. وهو الملاحظ.. وفى الاعتبار الإرشاد والإخوان لديهم كل الأمل والرغبة الصادقة بالنجاح، ولا يمكن لأى منصف الاعتقاد بأن هناك من لا يرغب فى النجاح بمن فيهم الإخوان المسلمون على الأقل ليقدموا أنفسهم للعالم.. لكن الملاحظ أن غياب التوفيق عن الرئاسة أو الإرشاد أو الإخوان أمر مؤقت لأن التجربة تؤكد اختلاف الآراء وتحسنه يوما بعد يوم.
ثالثا: لى رأى وكتبته منذ خمسة شهور فى نفس الزاوية.. أن الظروف التى أعقبت يناير 2011 لم تكن بالسهولة التى تصورها مرسى أو الإخوان عدم الخبرة صدم بالواقع، لكن فى المجمل العام أرى أن هناك تحسنا فى الأداء.. وأعتقد أن هناك أملا فى أن يكون أفضل فيما لو أن الإخوان تقاسموا السلطة مع غيرهم بإرادتهم حتى لا يجبروا على ذلك!
رابعا: الحوار نجح فى تقديم مرسى للناس بصورة أفضل.. الرجل لا يحمل ضغينة ولا قلبه أسود، ولا عنيد ومن الممكن التحاور معه.
خامسا: على المستوى الشخصى نجح مرسى فى تحقيق عدد من النقاط فى الشعبية.. لأنه لم يعاند أو ينكر أو يهدد بل كانت رسالته هادئة فى حدود طلب المساندة والمساعدة والدعاء وبذل كل جهده لوضع حلول حقيقة لصالح المواطن تحدث الرئيس مرسى بلغة سهلة وصادقة.
سادسا: نجح الإعلامى عمرو الليثى فى فتح الجروح بالمشرط وبحرفية.. لم يُغضب فيها مرسى أو يظهر للجمهور أنه مهادن، حقق عمرو الليثى المعادلة الإعلامية الصعبة حصل على كل الاجابات وطرح كل الأسئلة بثقة واحترام.. واستحق أن يكون الفائز بالحوار.
عمرو الليثى فى الحوار أظهر أنه منحاز لعمله وللناس وللجمهور.