الحوار الوطني في توشكي

 
■ نعم الظلام من حولنا.. مشاكل.. وهموم..اعتصامات.. قطع طرق.. قتلي وجرحي .. غلاء أسعار.. ضجيج سياسي.

وسط هذا الجو المؤلم.. لم يعد منظم المصريين حتي مجرد متفائل بالحياة..!!
الجو العام في مصر يوحي بأن البلد يشتعل... وسط القذائف المتبادلة بين الجميع علي بعد مئات من الكيلو مترات من القاهرة وسط ظروف جوية متطرفة وظروف معيشية قاسية.. وندرة المواصلات.. وسط أرض صلبة تكاد تحطم الآلة.. وشاهدت ألوف الأفدنة من القمح.. والخضروات والفواكه وأسرًا  مصرية.. ووجوهًا برغم الأتربة والعرق.. فإنه من السهولة ملاحظة ابتسامة الرضا علي وجوه الجميع..
شركة جنوب الوادي توشكي إحدي الشركات الحكومية.. تدور في أرضها ملحمة أعتقد أنها بسمة في النفق المظلم الذي يحيط بنا من كل جانب.. ولو كنت من الرئيس مرسي أو د. هشام قنديل لارسلت الأحزاب المصرية إلي توشكي لمشاهدة ألوفًا من زراعات القمح وليراقبوا كوادر جنوب الوادي للتنمية وهم يهزمون الصحراء والظروف المعاكسة.
في توشكي ملحمة حقيقية.. بعد زيارتي للزراعات تبدلت نظرتي للحياة مؤقتًا.. زادت قناعة بأن مصر بخير.. طالما أن بيننا رجالًا مؤمنين بها ويعملون لصالحها.
دون خبر في جريدة أو صورة في فضائية.. اللون الأخضر وسط اللوحة ألوان صفراء وحمراء كل الزراعات نجحت.. كنت قد طالبت وزير الاستثمار أسامة صالح  ورئيس القومية للتشييد م. صفوان السلمي العضو المنتدب ونائب القومية للتشييد م. يوسف الشيخ بضرورة بيع الأراضي التي دخلت حيز الزراعة للمستثمرين علي أن تقوم جنوب الوادي للتنمية باستصلاح الـ10 آلاف فدان الباقية من مساحة الـ40 ألف فدان.
أسعدتني صورة الفلاح وزوجته وأولاده وهم يتابعون محصول الطماطم والفلفل والبرتقال.. جذبت جنوب الوادي للتنمية بتوشكي صغار المستثمرين بجانب الكبار..
لقد أسعدني خبر حملة م. سعودي عليوة رئيس جنوب الوادي للتنمية بموافقة الجمعية العامة للقومية للتشييدعلي  بيع المساحات المزروعة وتوجيه حصيلة البيع لاستصلاح أرض جديدة.. وهو ما يؤكد أن القيادات الحالية بالفعل بدأت تدرك أن القرار الصائب يحتاج لتوقيت مناسب..
إذًا كان رجال الأعمال المعتادون علي تحويل الأراضي الزراعية إلي منتجعات سكنية قد امتنعوا عن الاستثمار في الاستصلاح والزراعة في توشكي وكان طوق النجاة لتبييض وجوه المسئولين هو اختيار شركة جنوب الوادي للتنمية للعمل في استصلاح وزراعة الـ 40 ألف فدان.. ولم يكن أحد يتصور أن تحقق تلك الشركة الوليدة هذا النجاح.. في الوقت الذي تضررت شركات كبيرة وتعثرت في العمل بالمشروع.
أتمني من القيادات السياسية تنظيم رحلات إلي توشكي لرؤساء الأحزاب المشاركين في الحوار الوطني.. وأيضًا من قاطعوه.. أعتقد أنهم لو شاهدوا مجموعة من شباب وكبار المصريين وهم يبذلون كل حياتهم لتوفير الغذاء والقمح والخضروات للشعب دون مظاهرة أو قطع طريق أو شعارات أو لافتات.. لدي قناعة بأن الأمور قد تتغير.. وقد نري اتفاق بين كل الفرقاء..
إذاً كانت الجامعة الأمريكية قد نظمت رحلات فعلاً بها لزيارة توشكي والاطلاع علي الملحمة التي تجري هناك..
وهي الدعوة التي كان وجهها هادي فهمي رئيس القابضة للتجارة وأحد الرجال المؤمنين بالمشروع.. شباب الجامعة الأمريكية زار توشكي وأيضا سفراء السوق الأوروبية المشتركة وأتمني تحقق زيارات شباب جامعات مصر بعد رحلات رجال السياسة.
كوادر شركة جنوب الوادي برئاسة م.سعودي عليوة وحالة الرضا الموجودة لديهم.. وسام وتضحية.. هم في حاجة إلي التشجيع.. مجموعة مصرية قررت العمل من أجل الخير لكل المصريين ليس من أجل الحكومة ولا مؤسسة الرئاسة.. بل لكل المصريين.. زراعة القمح وتوريده إلي مطاحن الحكومة تضحية حقيقية لافتة.
علي الأحزاب المشاغبة.. جذب كوادرها إلي توشكي لحرث الأرض وزراعتها لا للحرق والضرب والموت.
[email protected]