
كمال عامر
تأجيل الانتخابات هو الحل!
■ ثورة الغضب فى بورسعيد كشفت عوراتنا جميعا.. شباب غير مهتم بالموت.. يدافع عن قيم نبيلة وكرامة وطن.. هم ليسوا من بدأ الضغط الحكومى.. سبقهم ألتراس الأهلى فى تصعيد مطالبهم واللجوء لوسائل متنوعة دون أن يتحرك أحد.. لدرجة البعض تصور بأن الأحكام ضد شباب بورسعيد فى قضية الاستاد جاءت نتيجة ضغط من الألتراس.. رد الفعل البورسعيدى طبيعى لأنه أيضا أراد أن يحصل على حقوقه بالذراع.
■ ثورة غضب شعب بورسعيد كشفت عن هشاشة النظام السياسى.. وضعف الشرطة حتى فى الدفاع عن مقراتها وهى معذورة لأن الطلقة منها تعنى زيادة وتيرة الغضب والضحايا.
حل مشكلة بورسعيد والمنصورة والغربية والقاهرة حل سياسى وليس أمنياً وأعتقد أن الخلاف بين الإخوان والمعارضة وراء كل ما يحدث وهو ما يدفعنى إلى التأكيد على أن تقاسم السلطة هو الحل والبداية.. مع تأجيل الانتخابات البرلمانية لبعض الوقت حتى يتم حل المشاكل المعقدة بين الإخوان والمعارضة.. التأجيل هو الحل خاصة مع المشاكل الأمنية فى محافظات الغضب.
■ لا أعتقد أن الإخوان سينجحون فى فرض سيطرتهم على تلك المحافظات بسهولة.. وحتى لو أقدموا على عمل صفقات مع تلك المحافظات فالأمر مربك وغير آمن أو مضمون.
■ مصر تواجه مجاعة أو ثورة جياع.. الادخارات البسيطة لدى الناس بدأت تنضب لارتفاع الأسعار وتقليل الدخل وانعدام فرصة زيادة الدخل بعد غلق المصانع وانتشار الانفلات الأمني! وزيادة رسوم المدارس والمعيشة كلها.. وأمام تلك الشريحة طريق واحد لكسب الرزق وهو النزول للشارع للسرقة والبلطجة.. وسرقة السيارات نهاراً.
■ الحكومة لا يمكنها أن تنقذ هذه الشريحة لأن القرارات المطلوبة لتأمين معيشتها معظمها اقتصادى وجذب رءوس أموال وفتح مصانع وتوفير فرص عمل وهى عملية معقدة، الحل لكل هذه المشاكل ببساطة فى يد الرئيس مرسى والإخوان المسلمين دون غيرهم وأعتقد أنها فرصة تاريخية ليقدم الإخوان المسلمين أنفسهم للمعارضين لهم بأنهم ليسوا «جوعانين» سلطة ولا يسعون إليها بل يهدفون لخدمة الوطن.
■ سقوط عدد كبير من مرشحى طلاب الإخوان فى انتخابات الجامعات ناقوس يدق ويؤكد تشكيل جماعات معارضة للإخوان فى الجامعات وأعتقد أنها ستمتد إلى الشارع مما قد يعيق ويصعب من مهمة الإخوان للوصول للبرلمان.. ومعناه زيادة أعداد الغاضبين من حكم الإخوان المسلمين.. وحتى لو تم اخماد حرائق المحافظات سيظل الخلاف بين الطرفين عميقاً وينتظر الفرصة.
■ جون كيرى وافق على منح مصر 190 مليون دولار وهو مبلغ يكفى مصر 4 أيام لاستيراد المواد البترولية.. يعنى هزيل وليس له أى دلالة سياسية أو اقتصادية.. بمعنى لا أمريكا تؤيد مرسى رئيسا الآن.. ولا هى مع المعارضة.. أمريكا مع أمريكا ومصالحها وإسرائيل.. وهو درس معروف.
العالم يتمنى الاستقرار لمصر.. وألا تتحول لدولة مارقة مثل كوريا الشمالية أو إيران.. بمعنى دولة تحرص على الأمن والسلم الدوليين تحترم الاتفاقيات وتسيطر على حدودها وهذا لن يحدث إلا بحرب أهلية ينتصر فيها فريق الإخوان أو المعارضة.. أو اتفاق وتفاهم بين الطرفين على الأقل لوقف كل أنواع التوتر.. على الإخوان اختيار طريق منهما!!
■ المصالحة مع رجال الأعمال أمر مهم مصريين وعربا.. استمرار التوتر والخصومة يؤخر استقرار الاقتصاد ووقف التدهور.. اليوم فى عالم المال له ثمن.. ولا أعلم من بيده القرار الإخوان قالوا «المصالح بعد انتخابات مجلس الشعب».. والمعارضة تقول تأجيل الانتخابات حتى يتم التوافق.. والمصالحة حائرة والشعب يدفع الثمن.
رجال أعمال الإخوان يدركون براءة وزراء مبارك.. ورجال الأعمال تحديداً وهم يرغبون فى طى الصفحة والنظر للغد لأن اقتصاد مصر الجديدة فى حاجة لأفكار وأموال رجال أعمال عصر مبارك.. كفى شعارات.. وكلمات لا مضمون لها.. الشعارات هتحرق وهتخرب البلد.
[email protected]