الأربعاء 30 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أخلاق المصريين الرائعة

أخلاق المصريين الرائعة






1- أحمد محمود غباشي.. محام.. زوجته كبيرة مدرسين وأبناه محمد وهبة والرجل مثل كل المصريين عايش.. يبذل جهدًا كبيرًا للسعى وراء الرزق.
2- وكمحام كلنا يعرف يعنى أيه محامى والصفات التى يجب أن تتوافر لديه فى إثبات براءة موكله حتى لو كان مذنبًا.
المحامى بشكل عام شخص يثار حوله جدل كبيرة خاصة فى عملية تقييم ما بداخله من مساحات إنسانية!
3- أحمد غباشى تعرض لجلطة.. نتيجتها تأثير بالقدم واليد واللسان.. والرجل قاوم المرض ولم يستسلم وتتحمل اسرته آثار المرض النفسية والمالية والتغييرات التى حدثت للرجل.
خلال عامين استسلم أحمد غباشى للمرض والعلاج.. ونصيحة من صديق له بأن يعود للعمل كمحام يؤدى وظيفته وكأنه لم يصب بالجلطة.
4- غباشى استجاب لنصيحة «محمود» صديقه ونزل الشارع واستقل الأتوبيس وترافع أمام القاضي.. وذهب لأمين سر المحكمة لإنهاء إجراءات أو دفع رسوم.
تصور مريض جلطة يقوم بهذا البرنامج اليومي... أنا شخصيًا لم أتفهم كيف يمكنه السير فى الشارع وكيف ينتقل بالتوك توك من منزله فى  فيصل إلى الشارع الرئيسي.. وكيف يصعد للأتوبيس وكيف يعبر الشارع؟
وكيف يترافع أمام قاض؟
الحكاية يحكيها بنفسه قال لى: شوف.. مرضى والحالة الصحية التى أعيشها وتعاملى مع الناس جعلنى أعيد النظر فى حكمى على الناس.
5- يحكى لى أيضًا ويقول:
تصور وأنا أقف متكئًا على عصاى وأسير بالشارع بصعوبة لعدم تحكمى فى قدمى بدرجة تتيح لى السير فى خط مستقيم.. ما أن أنزل للشارع.. ويلمحنى صغير أو كبير إلا ويسرع لى مقدمًا كل المساعدة لأعبر الشارع أو غيره.. تصور صاحب أو سائق التوك توك وهو شاب بسيط فقير عندما يرانى يتوقف لى ويساعدنى للركوب.. والأهم معظمهم يرفض الحصول على الجنيه الأجرة.. موقف إنسانى يزلزل الوجدان.
6- يحكى أحمد غباشى ويقول: أنتظر الأتوبيس لأنه أرخص.. التاكسى يأخذ منى 60 جنيهًا من فيصل إلى العباسية.. والأتوبيس أدفع له 2 جنيه فقط.. لذا انتظر الأتوبيس السائق عندمنا يرانى يتوقف ويطلب من الركاب مساعدتى للصعود. وعندما أصعد.. أرى مشهدًا لم أره فى عمرى كله.. الكبار قبل الشباب والسيدات يعرضون التنازل عن مقعدهم لصالحي..
7- والكلام على لسان المحامى أحمد غباشى: موقف بالطبع فجر داخلى زلزال من العواطف!
ناهيك عن تسابق كل من يرانى لتقديم المساعدة لعبور الشارع أو لصعود السلالم. أو لمنحى كرسيًا للراحة خلال هذه الرحلة أسمع من الناس «ربنا يشفيك ويعافيك.. ربنا معاك.. مش عاوز أى حاجة!
8- أمام المحكمة.. لا يستطيع أحمد غباشى المحامى الوقوف ما أن يلمحه القاضى حتى يأمر بتوفير كرسيًا فورًا له.. وسط صوت حنون للقاضى اتفضل ارتاح يا أستاذ.. ايه طلباتك لدرجة أن أحد القضاة أوصى بأن يكون جلوس أحمد غباشى بالقرب منه ليستمع لكلامه.
المساحة بين القاضى والمحامى هنا لم تقل مثلما حدث.
9- أحمد غباشى قال لى كحكمة: المعدن الأصيل للمصريين من تراحم وسلام ومحبة واحترام وعطف.. أظهر المصريون عندما ايقنوا أن حالة المحامى صادقة حتى لو كان مرضًا.
مضيفًا: حالتى الصحية أتاحت لى التعرف على أفضل ما لدى المصريين.. وهى قيم أخلاقية نادرة.. الشعب المصرى عظيم وطيب وجدع وأتمنى أن يظهر هذه الصفات فى كل الأوقات وللجميع.