
كمال عامر
الذى يسىء للإخوان المسلمين
الإخوان المسلمون يكررون «أن هناك من يتربص بهم لتشويه الحركة والجماعة.. وأن لوبى الغضب منهم وضدهم يضم مجموعات موالية لنظام مبارك ومجموعات سياسية حالية وجدت نفسها خارج السباق الرسمى!
وأن الإعلام الخاص يلعب دوراً فى حرق الجماعة وحرق مصداقيتهم!!
الإخوان المسلمون لتبرير الأضرار التى لحقت بهم ولفك الحصار المضروب حولهم من جراء العودة فى القرارات تحديداً حاولوا فى التبرير الرجوع للشارع!
أنا شخصياً أرى أن خسارة الإخوان فى عملية جذب متعاطفين معهم ترجع إلى أنفسهم وليس غيرهم.
وإلا ماذا نبرر إعلان رئاسة الجمهورية بأنها لن تطعن على حكم محكمة القضاء الإدارى بشأن الانتخابات لمجلس الشعب المقبل.
بعد خروج التصريحات من الرئاسة عقب الحكم تسارعت التصريحات حول صفقة أو قرار نحو انفراج الأزمة بين الإخوان والمعارضة.. وأن كيرى وزير خارجية أمريكا لعب دوراً فى ذلك.. بل إن البعض ذهب إلى أن قرار القضاء الإدارى بمثابة هدية سماوية للإخوان للخروج من مأزق الخلافات مع المعارضة.
إلا أننا فوجئنا بإقدام رئاسة الجمهورية أمس على الطعن على قرار القضاء الإدارى.
هذا الموقف تحديداً يؤكد أن الأضرار التى لحقت بالإخوان هى صناعة إخوانية وليست من تخطيط المعارضة.
الإخوان المسلمون ألحقوا الضرر بالإخوان المسلمين والدليل تصريحات كبارهم المتضاربة ولا أبالغ إذا قلت إنه لو دفع المعارضون للإخوان الملايين من الجنيهات لتشويه صورة الإخوان ما حققوا هدفهم كما فعل الإخوان بأنفسهم.
ارتباك القرار الإخوانى يرجع إلى التنافس بين كبار الجماعة على الاستحواذ بمساحات إعلامية دون تدريب أو مؤهلات تواصل.. ما من برنامج تواجدوا فيه إلا وازداد غضب المعارضة وكأن الجماعة بالفعل تجيد تسديد أهداف فى مرماها!
الصدق هو أقصر الطرق للوصول للحقيقة وأسهلها.. الإخوان من خلال المتابعة الدقيقة لم تنضج خبرتهم بعد.. هم يحاولون الحصول عليها وسط العمل وهو ما يصعب من عملهم!
الكذب قد يكون أمراً متعارفاً عليه سياسياً والمناورة وغيرها.. لكن هذه هى مرادفات للسياسيين أما الإخوان كدعوة دينية لا يمكن أن تفعل أو تقول أو تستخدم طرقا غيرها.. الإسلام منعنا من الكذب حتى لو اضطررنا والمسلم يكذب ويكذب ويكذب.. حتى يكتب عند الله كذابا.
والإخوان المسلمون عليهم أن يلتزموا بقواعد الدين قبل السياسة.. والدعوة قبل الدبلوماسية.. هم فى نظرى والناس مجموعة للعمل الخيرى ونشر رسالة الإسلام السمحة.. أما دون ذلك فالأمر مختلف ومقلق.
الانقسام الذى يعيشه الإخوان وكل المشكلات التى تحاصرهم.. يتحملون جزءاً كبيراً منها.. نعم هناك مشاكل صناعة الحدث.. وتداعيات ولخبطة ولكن أيضاً يجب أن يعترف الإخوان بأنهم وراء معظم ما يحدث لهم.
الإخوان المسلمون دعوة جميلة.. مساعدات للبسطاء.. نشر المحبة والدين.. ولكن قيادة دولة معقدة المشاكل مثل مصر.. الأمر هنا مربك حتى لو توافرت فرص نجاح التجربة.. هم الآن يتعلمون ببطء وبهدوء.. لكن إلى متى يمتد صبر الشعب!
كنت أتصور ألا يتراجع الرئيس مرسى عما أعلنه كعادته بشأن الطعن على حكم الإدارية.. أين مصداقية مرسى والإخوان ألم يتدارك الرئيس بأن الإخوان تسابقوا على تبرير الحكم ورحبوا به ورفضوا الطعن؟ ماذا جد فى الموضوع ليعود مرسى ويطعن على الحكم!
ثم بعد ذلك ينزعجون من الاتهام بما يتم الاتفاق عليه مع المعارضة وغيرهم.. أنا شخصياً أعتقد مهما كانت المبررات لدى الإخوان بشأن العودة فى القرارات دينياً ودنيوياً.. فالأمر هنا يقلل من المصداقية ويصب الأضرار تجاه الجماعة.. مطلوب وقفة، أو داعية إسلامى يوضح للإخوان أن الكذب حرام!
[email protected]