
صبحي مجاهد
حجاج برتبة شهداء
كان من المؤلم فى بداية الأسبوع الماضى أن نتلقى خبر وفاة أكثر من 100 حاج فى الحرم المكى نتيجة سقوط رافعة من الروافع وتيقنت ان الله تعالى يختار من عباده من يكتب لهم حسن الخاتمة وإن كنا ننظر لها فى دنيانا الفانية بأنها مصيبة وقعت وأدت لمقتل هؤلاء الحجاج.
إن الحاج فى الحرم المكى بين يدى الله وفى أمنه فإن اختاره ليكون حاجا شهيدا فذلك من فضله وليس كما يعتقد البعض بأنها نقمة وبلاء، فجميعنا ندعو كل يوم بحسن الخاتمة، وهل يوجد حسن خاتمة من يموت شهيدا فى بيت الله الحرام وهو طائف بالبيت مؤديا لمناسك العمرة أو الحج، فهؤلاء حجاج أخذوا أعلى المراتب عند الموت هو الشهادة أثناء العبادة فحسن الخاتمة رزق.
ولكن كل ما آلمنى أن يتم نقل صور جثامين هؤلاء الشهداء ولقد اعجبنى تساؤل للشيخ أحمد ترك مدير إدارة المساجد الكبرى، حيث قال: «لماذا تعودنا على تداول صور الموتى فى الكوارث والحروب بهذه الطريقة؟ أفلا يتذكر من ينقلون الصور أن للميت حرمة وتداول الصور البشعة انتهاك لتلك الحرمة، ألا تخشون على أطفالكم من الاعتياد على هذه المناظر فينعكس ذلك فى تربيتهم بشكل سيئ».
أننى اطالب بأن يكون هناك قرار بمنع تداول الصور البشعة عبر وسائل الإعلام من حوادث وجثث تنزف الدماء فى حوادث طبيعية، ويكفى ان نعلم الناس بالأحداث وما فيها من تفاصيل حتى لا نوقع بانفسنا اعتياد مناظر الجثث والدماء.
أمر آخر نود التأكيد عليه وهو أنه على حجاجنا أن يخلصوا النية فى حجهم لأنهم لا يعلمون متى ستكون الخاتمة فليؤدوا فريضتهم بإخلاص نية ولا يقحموا انفسهم فى أمور سياسية أو جدل عقيم يفسد عليهم حجهم.
نسأل الله أن يتقبل الحج ممن يسر له حج هذا العام ويغفر لهم ويلحق كل من لم يحج هذا العام بهم.. إنه سميع الدعاء.