
كمال عامر
الإعلام.. الأزمة والحل
يظهر أن غضب الإخوان المسلمين من الإعلام وصل لمرحلة الاحتدام.. الإخوان يعتقدون أن ما خسروه فى الشارع نتيجة التباطؤ فى تحقيق الإصلاح أو حالة الارتباك التى تحيط بالقرار السياسي.. هو من عمل الإعلام.
الإخوان - كما سبق لى أن كتبت فى هذه الزاوية - هم المسئولون عما يحدث لهم.. أخفق الإخوان فى عملية التواصل مع الإعلام بشكل عام.. وتصوروا أن إعلام الإخوان سينجح فى تحقيق أهداف الجماعة على الأقل فى توصيل رؤيتهم الخاصة وبالتالى لم يهتموا بالتواصل مع غيره.
فشل إعلام الجماعة أمام الإعلام الخاص أمر طبيعي.. لأن إعلام أى حزب أغلبية هو بمثابة نشرة دورية لا تجذب أى اهتمام من جانب الشارع والجماعة من جانبها لجأت إلى الأسلوب الأسهل وهو تخوين كل من يعارض سياسة الإخوان واستخدام مرادفات كالتهديد وفتح الملفات وغيرها..!
نعم الإخوان المسلمين هم المسئولون عن خسارتهم للشارع وليس الإعلام وقد يكون الأخير قد لعب دوراً فى نقل صوت الغضب من الميادين إلى البيوت.
وأسأل: ماذا يقول الإعلام تجاه خطط مرتبكة وأزمة اقتصادية.. وثورة غضب شارع وقطاعات وتجمعات.. الإعلام هنا ناقل لما يحدث وليس صانعاً للأزمات.. ثم لماذا لا يتواصل الإخوان مع الإعلام بهدوء ودون انفعال وبشجاعة.. خاصة أن معظم ضيوف الإعلام من الإخوان يتشبثون برأيهم ورؤيتهم وعندما يخفقون يلجأون للدين لحسم الموقف.
قضية مثل مشكلة السولار معروفة، لكن ليس لدى الحكومة شجاعة لتعلن عن الأسباب الحقيقية لتلك الأزمة وهى عدم وجود أموال لشراء الكميات المطلوبة.. وأن الدول المصدرة الآن عربية وأجنبية تطلب الفلوس مقدماً.. عكس ما كان يحدث أيام نظام الرئيس السابق مبارك فقد كان وزير البترول سامح فهمى يحصل على تلك الاحتياجات بكلمة شرف.. والتسديد فى أى وقت.
ثم ماذا سيعود على الإخوان من حبس أو إعدام الصحفيين.. أعتقد أن الغضب لن يكون مصرياً.. بل عالمياً.. ورد الفعل لن يكون محدوداً.
والحل فى يد رئيس الجمهورية شخصياً والإخوان.. التأكيد بأن هناك تغيرات فى المجتمع منها إنهاء عملية الضحك السياسى وسياسة التغطية على أحداث مؤلمة.
المجتمع الآن يفكر ويتحدث بوضوح.. ويصعب الضحك عليه.. الصدق هو أقصر الطرق للوصول إلى الحقيقة.. والناس عاوزة الحقيقة والإعلام سيرضخ لها.
التوتر الموجود بين الإخوان المسلمين والإعلام ناتج عن إصرار الإخوان المسلمين بأن دائرة الإخوان هى الأكثر خبرة دون غيرها.. قد يكون من بين قيادات الإخوان من يمكنه العطاء.. لكن من خارج الجماعة أيضاً الكثيرون ممن يملكون ما يحتاجه الوطن.
على الرئيس مرسى أن يبحث فى حل سياسى مع خصومه ومعارضيه.. وقتها لن يجد الإعلام وقوداً.. أما الآن فما يحدث أمر عادي ومتوقع.. سيظل الإعلام يبحث عن مشاكل إخوانية ليرضى بها الشارع الغاضب من سياسة الإخوان المسلمين فى إدارة الدولة.. وأعتقد أن غضب مرسى وتهديداته غير مبررة بالمرة.
على الرئيس مرسى أن يبحث فى ملف العلاقات المصرية - العربية لحل الخلافات ونزع فتيل الأزمات هو المسئول عن السياسة الخارجية وبالتالى عن كل الأزمات التى تكاد تحرق مصر!!
[email protected]