
كمال عامر
العدل.. لقيادات البترول
القضاء فى مصر حائط «صد» ضد اليأس والظلم وفقدان الأمل والضيق بالحياة! هو الملاذ الآمن للفقراء والأغنياء.. للكبار والصغار.. للمعارضين قبل المؤيدين.. برغم كل الاختلافات السياسية فى المجتمع المصري.. إلا أن هناك إجماعاً على نزاهة القضاء فى مصر وهو ما نفتخر به جميعاً.
نقض الأحكام بخصوص قضايا كبار رجال نظام الرئيس السابق حسنى مبارك وأيضاً مبارك نفسه وأولاده علاء وجمال. دليل العدل الموجود فى هذا القطاع المهم لنا جميعاً.. هؤلاء ضحايا لغليان سياسي!
نقض حكم قيادات وزارة البترول بشأن تصدير الغاز إلى إسرائيل أمر مهم وتأكيد على قسوة الحكم والظلم الذى تعرض له هؤلاء.
قيادات البترول بشأن تصدير الغاز إلى إسرائيل هم موظفون التصدير قرار سيادى كما أكدته محكمة القضاء الإداري.. والأسعار تم تعديلها بأثر رجعى وكانت عادلة.. والمحكمة استمعت لخبراء محايدين للكشف عن عملية تسعيرة الغاز وهى تخضع لعدد من المحددات فى غياب مسعر رسمي متفق عليه مثل البترول.
تصدير الغاز إلى إسرائيل إذا كان أمراً مرفوضاً معنوياً.. هو أمر رسمي وسياسي ولا يمكن أن يتم كرغبة لقيادة قطاع البترول فقط.
القصة واضحة.. فريق الدفاع عن المتهمين أشار إلى اعتراف د.عالية المهدى الشاهد الرئيسى بأنها لم تطلع على كل المعلومات والبيانات قبل كتابة تقرير إدانة المجموعة.
لقد تابعت الموقف عن قرب فى جلسة المواجهة بين د.عالية المهدى والدفاع.. وتأكدت من خلال المشاهدة والاطلاع على مستندات القضية بأن حكم المحكمة - قبل النقض - قاسٍ وظالم.
وبعد نقض الحكم أرى أن القضية سوف تأخذ منحنى جديداً فى ظل توافر مستندات حول السعر وطريقة البيع ومدة العقد.. وهو ما يصب فى صالح قيادات البترول.
أعتقد أن كلاً من المهندس محمود لطيف وحسن عقل وإسماعيل كرارة ومحمد إبراهيم وإبراهيم صالح وسامح فهمى وزير البترول الأسبق قد تعرضوا للظلم ومن الجميع.. أصدقاء أو مختلفين معهم برغم كل ما أحاط بتلك الشخصيات أو القضية من مواقف مؤلمة وساعات حزن ومرض وحصار إعلامى لا يرحم ومشهور بالسجن.
ولكن يظل وسط كل السواد ضوء أبيض يمنحه الخالق سبحانه وتعالى للمظلوم.. هذا السرسوب الضوئى هو الحياة التى تمُد من يتعرض لمثل هذه المحن بمبرات العيش. والمواجهة والصمود
قيادات البترول وأنس الفقى وأحمد المغربى وزكريا عزمى وأحمد نظيف ورشيد وحبيب العادلى بالتأكيد عاشوا فصلاً أسود فصول الحياة فى حياتهم وأيضاً يمتد الحال إلى مبارك وعلاء وجمال مبارك.. ولكنها محنة مؤقتة.. الله لا يرضى بالظلم وهو العادل.. وهؤلاء خدموا بلدهم. ولم يحاول أى منهم الحاق أى اذى بالبلد.
لا خوف على هؤلاء من الظلم.. طالما أن فى مصر قضاء عادل.. وهو ما يحدث نقض الأحكام يفتح الباب إلى إنصاف هؤلاء بعد أن فقدوا وظائفهم وتسابق الإعلام والأشخاص فى تشويه كل ما يرتبط بهم.. أسر هؤلاء دفعوا ثمناً غالياً للصمود.. انفض عنهم المقربون.. التليفونات لم تعد ترن.. والأصدقاء انشغلوا باستثناء الابن والزوجة والابنة والحفيد والشقيق.
كلمة الحق تجاه هؤلاء لم تعد مقبولة لأنها تعرض من يقولها للمضايقات.. وأرى أن إنصاف ورد الاعتبار لمن خدم بلده سوف يحدث يوماً ما.. وأتمنى أن يكون فى حياتهم.
أنا شخصياً سعيد جداً بهدم الاتهامات ضد قيادات قطاع البترول. وأتمنى لهم البراءة بقدر ماقدموه لبلدهم من عطاء.
[email protected]