الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
باسم يوسف.. والرئيس

باسم يوسف.. والرئيس






 
 البرنامج لباسم يوسف فجر قضية خلافية مهمة فى المجتمع بل ودول عديدة.. البرنامج نوع جديد من الإعلام الجاذب.. ولأنه جديد فقد جذب الملايين إلى شاشة «CBC».باسم يوسف من جهته يمتلك عددًا من أدوات التميز والتفرد والذكاء مما منحه مساحة إعجاب وانبهار من المشاهد وتكريم إعلانى واهتمام عالمي.. البرنامج قفزة نوعية مهمة.. لم نشاهد مثلها من قبل.. برغم أن هناك محاولات قد سبق أن جرت فى هذا الشأن!!
 

نجاح باسم يوسف والبرنامج وجماهيريته ترجع إلى فريق إعداد صاحب أفكار مبتكرة.. وشاشة وفرت لـ«باسم» الحرية والأهم حالة الغضب الواضحة من الإخوان المسلمين وأيضاً الأخطاء القاتلة للتيار السياسى الدينى وتضخم ملفات قادة الإخوان والتيارات الدينية بالوثائق للمواقف، وهو ما جذب إليها باسم يوسف.وأعتقد أن حالة الاحتقان ضد الإخوان والرئيس مرسى والمعالجات الخاطئة له للكثير من الملفات منح باسم يوسف فرصة عمره ليرفع من شأن برنامجه حتى لو على حساب أخطاء الرئيس وهى عملية مهنية دون غيرها.
 
باسم يوسف إعلامى شاطر.. وجد من كشف أخطاء الإخوان أو التيار الدينى والرئيس بضاعة رائجة وهذا حقه.كنت أتصور أن يفتخر الإخوان ومرسى تحديداً بالبرنامج.. حتى والحوارات اللاذعة على الفضائيات والهجوم النارى ضد الإخوان.. بل انتظرت أن يقول مرسى فى الدوحة: أفتخر بإعلام بلادى وبالديمقراطية التى تعيشها والدليل الهجومى القاسى والذى يصل لحد الألم الشخصى من باسم يوسف - سامحه الله - بدلاً من حكاية قطع الإصبع والتى خسر بسببها مرسى حتى المتعاطفين معه!
 
تصوروا رد الفعل لو أن مرسى كشف للعالم من خلال القمة العربية عن تسامحه مع الإعلام الغاضب.. ودفاعه عن حتى من يهاجمه.. أتصور أن القادة العرب كانوا سوف يتبادلون التهانى ومرسى على ما حققه.. ولأن الإخوان والرئيس حظهم «زفت» فيمن يستشيرونهم والنتيجة بدلاً من أن نصفق لـ«مرسي» والإخوان على تلك الديمقراطية حدث العكس.
 
أنا غير متصور ضيق صدر الإخوان المسلمين من البرنامج والدفع بعدد من المحامين لوقفه.. البرنامج لا يخترع فيديوهات للرئيس ولا مواقف.. ولكن يقوم بالنبش فى ذاكرة مرسى والإخوان والتيار الدينى وغيره.لو صبر الإخوان لعدد من الأسابيع لربما زهق باسم يوسف وانتقل ببرنامجه لكشف عورات أخرى بعيداً عنهم.. لكن إحالة باسم يوسف إلى النائب العام لازدراء الأديان وإهانة مرسى أمر يوضح أن البرنامج سبب لهم خسائر شعبية على الأقل أزاح الستار عن فيديوهات لم نرها.. ونشط الذاكرة تجاه ازدواجية المعايير والمواقف.
 
الرئيس مبارك كان يتباهى بصحف المعارضة ويشكوها لقيادات العالم.. لم يهددها - كما فعل مرسى - لكنه استطاع أن يحصل من خلالها على استحسان عالمى للديمقراطية الموجودة فى عهده والدليل «الدستور» و«الفجر» و«المصرى اليوم» وغيرها من مطبوعات لم تترك شيئاً فى حياة مبارك وأسرته إلا وتعرضت له.. هكذا تعامل مبارك مع خصومه.
 
لكن مرسى لم ينتظر السنوات على الأقل ليغضب بعدها.. لكنه فقد أعصابه تجاه المعارضين له.. هددهم بالحبس والاعتقال وجرجر بعضهم للنائب العام.. والسؤال إذا كان مرسى يفعل ذلك الآن؟ فماذا سيفعل بعد عامين مثلاً من حكمه؟!خطأ وجريمة موقف الإخوان من الإعلام والبرنامج أراه موقف مجموعة هاوية لا تعرف أن الشعب لم يعد يخاف أحدًا.. وأن الجميع يدرك ويفهم فى السياسة وأيضاً فى المشاركة.. نصيحة لشباب الإخوان دون كبارهم.. علموا الكبار ما ينفعهم.. ربما استمعوا إليكم.. على الأقل لينالوا العدل فى الحكم على ما يحققونه أو يفعلونه.
 
 
[email protected]